يسرا مارديني تنافس للحصول على فرصة للفوز بواحدة من الأماكن القليلة في فريق اللاجئين

تضع اللاجئة السورية يسرا مارديني، التي دفعت زروقًا بأكمله يمتلئ بالمهاجرين عبر البحر من تركيا إلى اليونان، صوب أعينها الفوز بميدالية ذهبية عن رياضة السباحة، ضمن أول فريق للاجئين سيشارك في دورة الألعاب الأولمبية في ريو دي جينيرو العام 2016، وذلك للوصول إلى دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو العام 2020. وتنافس يسرا للحصول على فرصة للفوز بواحدة من الأماكن القليلة في فريق اللاجئين الذي سيتوجه إلى البرازيل ويشارك في الأولمبياد تحت علم الألعاب الأولمبي، وستكون هذه الفرصة بمثابة ذروة رحلة الشابة التي بدأت في العاصمة دمشق مع تساقط القنابل، ثم انتقلت بعدها إلى مخيمات اللاجئين في لبنان ثم عبرت مساحات واسعة في أوروبا كي تصل أخيرًا إلى ألمانيا.

واستطاعت يسرا وأختها سارة أن تسحبا القارب المكتظ بنحو 20 شخصًا أثناء رحلة الهجرة قبل أن يغرق، وفي تلك الليلة من الصيف الماضي كان القارب الذي يقلهما وصل لتوه للمياه المفتوحة خارج سواحل تركيا عندما تعطل المحرك، فسارعت الرياضية وأختها الكبرى سارة إلى البحر ودفعتا القارب نحو اليونان، وذكرت يسرا "كان القارب مصممًا لسبعة أو ثمانية أشخاص، ولكن كنا عشرين شخصًا، فسارعت أنا وسارة وشخص آخر للقفز في الماء ودفعنا القارب لثلاث ساعات في البرد والظلام، فسيكون من المخجل لو أن الناس على القارب غرقوا، فهناك أشخاص لم يعرفوا السباحة، لم أكن سأجلس في القارب أتذمر لأنني سأغرق فإن كنت سأغرق فعلى الأقل سأغرق وأنا فخورة بنفسي وبأختي"، وبعد ثلاث ساعات من الدفع جرفتهما الأمواج على الجزيرة اليونانية ليسفوس حيث استطاعت الفتاتان إنقاذ حياة الجميع.

وأشارت شقيقتها سارة "كان الأمر مخيبًا للجميع ممن كانوا على متن القارب، ولكن ليس بالنسبة إليّ، فأردت أن أصل بالجميع إلى الجزيرة بأمان، وهذا ما فعلناه والحمدلله"، وانتهت رحلة خمسة أعوام من التطرف بوصول الفتاتين إلى شواطئ اليونان، فطوال الأعوام الأولى من الحرب الأهلية في سورية بقيتا في العاصمة دمشق، وهما يحاولان تجاهل القنابل التي تدمر المدينة من حولهما.

ومثلت يسرا العام 2012 بلادها في بطولة العالم في تركيا، ولكن بعد الظروف السيئة في بلادها أهملت شغفها في السباحة، وأشارت "كانت ظروف الحرب صعبة فلم نكن نستطيع أن نتدرب بسبب القنابل حول حمام السباحة، وأخيرًا بعد أن دمرت منطقتنا قررت عائلاتنا مغادرة المكان"، وسافروا في البداية إلى لبنان ثم إلى تركيا، حيث استقلوا مثل الكثير من اللاجئين الآخرين قاربًا على أمل الوصول إلى اليونان، وعندما تعطل محرك القارب، تصرفت يسرا واختها قبل أن يموت من على متنه.

ووصلت يسرا إلى برلين والتقت بالرجل الذي سيحدد لها الطريق إلى ديو، وهو المدرب السباح سفين سبانيكاربس الذي التقته في نادي السباحة بالقرب من مركز اللاجئين، وقد استغرب في البداية من مدى سرعتها في التحسن، وأوضح بقوله: بعد أربعة اسابيع أخبرتها أن هدفنا المقبل سيكون دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو 2020"، وكان هذا قبل أن تقرر اللجنة الأولمبية أن تعيّن يسرا إضافة إلى 42 لاجئًا آخرًا ضمن فريق للاجئين للمرة الأولى في تاريخها، وأعلن هذا الخبر في وقت سابق من الشهر، وسيضم الفريق جنسيات متعددة من أشخاص تركوا بلادهم ووجدوا أنفسهم لاجئين في كل مكان.

واذا استطاعت أن تحقق الوقت الذي يؤهلها فستكون من بين الفريق المصغر الذي يضم بين خمسة إلى عشرة لاجئين سيسافرون إلى ريو في فصل الصيف، وتشير يسرا دائمًا إلى رحلتها الغريبة بأنه كان يجب أن تخوضها، وتقول "عندما يعاني الإنسان من مشكلة في حياته لا يجب أن يجلس ويبكي كالأطفال، أريد أن أمثل جميع اللاجئين لأنني أريد أن أوضح للجميع أنه وبعد الأيام العاصفة والمؤلمة ستأتي أيام هادئة، أريد أن أحثهم على القيام بشيء جيد في حياتهم".

وأضافت أن الوصول إلى ريو سيساعدها في الوصول إلى دورة الألعاب الأولمبية في طوكيو العام 2020، واعترفت بأنها ستعود إلى سورية بعد انتهاء الحرب، وقالت "أعتقد أنني وبعد توقف الحرب سأعود إلى بلدي مع الخبرة، وسأعلم الجميع ما تعلمته هنا في ألمانيا، أريد للجميع ألا يتخلوا عن أحلامهم حتى لو كانت ظروفهم صعبة، فربما سيحصلون على فرصة كما حدث معي".