لندن - كاتيا حداد
كشف ضياء الدين والد ملالا يوسفزاي عن تأثر الأسرة بنمط حياتهم الجديد فى بريطانيا موضحا كيفية الاسترخاء فى منزل العائلة فى ميدلاندز، وأضطرت العائلة المكونة من ملالا (18 عاما) وشقيقيها أتال وخوشال ووالدتها تور باكاي ووالدها إلى الانتقال إلى بريطانيا عام 2012 بعد إصابة ملالا بجروح خطيرة إثر قيام مسلح من "طالبان " بإطلاق النار على رأسها في حافلة المدرسة في منطقة وادي سوات في باكستان.
وأصبحت ملالا نموذجا يحتذى به كسفير للسلام العالمي، وتم توثيق حياتها من خلال فيلم وثائقى تناول سيرتها وأسرتها، وتحدثت أسرتها عن استمتاعهم بالحياة كأسرة واحدة فى بريطانيا، والتقت ملالا زعماء وقادة العالم ونجوم هوليود، ووقفت لتتسلم جائزة نوبل فى ديسمبر/ كانون الأول 2014 وعادة ما تمنح الجائزة لكبار السن.
وتحظى ملالا بعلاقة وثيقة مع والدها ضياء الدين (47 عاما) ويرجع إليه الفضل فى التوجيه العلمي لملالا ما جعلها شغوفة بالدراسة التي ربما تكملها في جامعة أوكسبريدج، ما أدى بدوره إلى بقاء العائلة في بريطانيا وخلق حياة جديدة للأسرة.
وقدّم ضياء الدين فى مقابلة مع صحيفة التايمز لمحة عن حياة أسرته موضحا كيفية استقرارهم فى وطنهم الجديد فى برمنغهام، وبيّن كيف تقضي العائلة وقت فراغها،وكشف ضياء الدين عن حب الأسرة للعبة الغولف والبولينج والكريكت، ولفت إلى أن زوجته حرمت من التعليم وأنها تقضي الكثير من الوقت لتعلم قراءة وكتابة اللغة الإنجليزية، وهو ما حرمت منه فى وادي سوات في باكستان.
ومرت أربعة أعوام فقط منذ حصول ملالا على علاج متخصّص فى مستشفى الملكة إليزابيث في برمنغهام بعد إصابتها الحرجة في الرأس وهي الفترة التي يصفها والدها وكأنها ثلاثة عقود، وأصيبت ملالا برصاصة في دماغها وأخذت جوا إلى بريطانيا وخضعت للعديد من العمليات الجراحية وحظيت بعناية قوية. ويعد والد ملالا الوصي عليها في كافة الأحداث التي تشارك فيها حول العالم للترويج لمؤسستها الخيرية صندوق ملالا، إلا أن والدتها تفضل البقاء بعيدا عن الأضواء والاستفادة من دروس الإنجليزية والتعامل مع حياتها الجديدة، وأوضح ضياء الدين الذي أسّس مدرسة خاصة في باكستان أن أسرته حظيت بترحيبا حارا ولم يشهد أي عداء للوشاح الديني والملابس التي ترتديها زوجته.
وأكد ضياء الدين أن التعليم الذى تحظى به ابنته وزوجته يعد انتقاما إيجابيا حيث شاهد في طفولته حرمان شقيقاته الخمسة من التعليم واقناعهن أن الفتاة لا يجب أن تتعلم، وأشار ضياء الدين إلى أن الآباء الباكستانيين قاتلوا من أجل تلقين بناتهم التعليم الأساسى، وما جعله مميزا عنهم أنه لم يرد أن تكتفي ابنته بالتعليم الأساسى فقط لكنه أرادها أن تكمل إمكاناتها الفكرية، مضيفا " لا تسأنى عما فعلته ولكن اسألني عما لم أفعله".