باريس - مارينا منصف
تواجه الجبهة الوطنية الفرنسية شبح خسارة الانتخابات الإقليمية؛ إذ يمنع التصويت التكتيكي وصول الجبهة إلى السلطة في اثنتين من المناطق الرئيسية، وتعتبر إمكانية الهزيمة في جولة الإعادة النهائية ضربة مدمرة للحزب اليميني الذي تصدّر التصويت في الجولة الأولى على الصعيد الوطني.
وأبدت رئيس الحزب اليميني مارين لوبان تفاؤلها بشأن احتمالات فوز الحزب، لكنها اعترفت بأن نسبة كبيرة من النتيجة يحسمها أولئك الذين يمتنعون عن التصويت.
وفاز حزب الجبهة الوطنية في الجولة الأولى في 6 ديسمبر/ كانون الأول الجاري بأكثر من 40% من الأصوات في الشمال، حيث تستقر لوبان، ويعزز فوزها في المناطق الإقليمية من صورتها في الانتخابات الرئاسية العام 2017، كما فاز الحزب بفارق مماثل في الجنوب الشرقي؛ حيث تأتي ماريون مارشال ابنة شقيق لوبان على قائمة الحزب.
ولعبت المخاوف من الهجرة وهجمات داعش المتطرف في باريس دورًا مهمًا في صعود الحزب، حيث كان السخط العام من السياسة السائدة والاحباط بسبب ارتفاع معدلات البطالة من بين العوامل الدافعة لأفضل أداء للحزب في تاريخه.
وانسحب الحزب الاشتراكي صاحب المركز الثالث من السباق في الجولة الأولى من المناطق الرئيسية، وحث الحزب مناصريه على دعم الجمهوري نيكولا ساركوزي لإبعاد حزب الجبهة الوطنية عن السلطة.
وكشف استطلاع منظمة "تي.إن.أس سوفريس وان بوينت"، عن احتمالية فوز لوبان بنسبة 47% من الأصوات، في حين يحصل الوزير الجمهوري السابق كرافييه برتران على 53%، وفي منطقة بروفينس ألبي-كوت دو أزور الجنوبية، وتحصل مارشال لوبن على 46% في مقابل 54% لرئيس البلدية المحافظ في مدينة ريفييرا نيس كريستيان استروسي.
وبيّن الاستطلاع أن 77% من الناخبين اليساريين في المنطقتين خططوا للتصويت لصالح المحافظين، بينما قرر 14% فقط الامتناع عن التصويت، وخلص استطلاع للرأى في ديسمبر/ كانون الأول الجاري، أجرى لصحيفة "لوفيغارو" وقناة LCI إلى استجابة 803 شخصًا ممن شملهم الاستطلاع، في حين لم يأخذ استطلاع يوم الأربعاء بعض المناطق في الاعتبار.
وتصدر حزب الجبهة الوطنية الجولة الأولى في 6 مناطق من 13 منطقة منها الألزاس وشامباني-أردين-لورين في الشرق؛ حيث فاز الحزب بنسبة 36% من الأصوات، ويقاوم المرشح الاشتراكي جان بيار طلب الحزب بالتنحي ما يجعل نتائج التصويت الثلاثي غير مؤكدة.
وكشف استطلاع للرأى أجرته "إيلاب" أن المرشحين المحافظين حصدوا 43% من الأصوات وتقدموا قليلاً عن الجبهة الوطنية الذي جاء في المركز الثاني بنسبة 41% من الأصوات، ما يمكن اعتباره أن الفارق بين الاثنين ضمن هامش الخطأ، ويخطط 16% ممن شملهم الاستطلاع للتصويت لجان بيار.
وجاء حزب الجبهة الوطنية في المركز الأول في المناطق الوسطى في بورجوجن فرانش كوميت بنسبة 31%، وفي منطقة سينتر فال دي لوار بنسبة 30%، وفي المنطقة الجنوبية في لانجودوس روسيللون بنسبة 32%، ويعتبر التصويت الإقليمي الأول في مجموعة صغيرة في إطار مناطق أكبر، في ظل إعادة رسم الحدود.
ويبدو أن الحزب الاشتراكي، الذي يدير حكمة وطنية لا تحظى بالشعبية في عهد الرئيس فرانسوا هولاند سيفقد السيطرة على المناطق التي فاز بها العام 2010.
وتقدم الاشتراكيون في الجولة الأولى في منطقتين، بينما تقدم ساركوزي في 4 مناطق، وقرر الجمهورين عدم اتباع الاشتراكيين من خلال الانسحاب في المناطق التي حصلوا فيها على المركز الثالث.