حياة بومدين

كشفت الشرطة الفرنسية، أنَّ المرأة الأكثر خطورة في فرنسا، الهاربة من قبضة رجال الأمن بعد مشاركة زوجها في عملية قتل رهائن المتجر اليهودي الجمعة الماضية، نجحت في الهروب إلى معقل تنظيم "داعش" في سورية.

وأوضحت الشرطة في تقارير لها، أنَّ بومدين هي العقل المدبر لهجمات باريس، حيث أنَّ أجهزة الأمن الفرنسية داهمت منزلها قبل أربعة أعوام واكتشفت كمية من الأسلحة والذخيرة مخبأة بدقة في سلة الغسيل.

وبيّنت التقارير أنَّ زوجة المتطرف اميدي كوليبالي، كانت ترفض الخروج من منزلها؛ لأنها كرهت أن تبدو عدوانية، خصوصًا لارتدائها الحجاب، فضلًا عن دعواتها العلنية لتطبيق الشريعة الإسلامية في أنحاء العالم، كما وصفت في مقابلات كشفت عنها الشرطة، "إسرائيل" بأنها مثيرة للاشمئزاز.

كما أكدت بومدين للمحققين في عام 2010، "أنا أعرف كل شيء، وما يقوله زوجي جيد بالنسبة لي، أنا أثق به بشكل جنوني"؛ رغم أنَّ زواجهما تعثر بشكل جزئي عندما صرَّح زوجها لأصدقائه بأنَّه يريد الزواج من امرأة ثانية، وقد طلب من أحد أصدقائه المقربين شريف كوشي أحد المسؤولين عن تنفيذ الهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو"، البحث عن زوجة ثانية، ما تسبب بمعركة بسيطة بين الزوجين بسبب العروس الثاني.

وتوفيت والدة بومدين وهي في سن السادسة، ويعتقد أنَّ والدها سائق التسليم، محمد بومدين، كافح من أجل تربية أولاده، ولكن حياة قالت للشرطة إنَّها في عمر 12، وضعت في ملجأ لأنها لم تتقبل وفاة والدتها وزواج والدها السريع.

وأفادت تقارير الشرطة، بأنَّها عاشت حياة مراهقة مضطربة، وبدأ سجلها الجنائي في سن الـ13، وقد أكدت أنَّ الإسلام ساعدها على إيجاد الاستقرار ومنح حياتها نقطة إيجابية، كما وصفت نفسها بأنه تطبق "السُنة".

وتابعت بومدين "كانت لدي فكرة العودة إلى أصولي، اشتريت الكتب في باريس، قرأت كثيرًا، وأدركت أنَّ ماضيي كان خطأ، موضحة أنَّها أنها ارتدت الحجاب في عام 2009، بعد أن تركت وظيفتها في السوبر ماركت، حيث لم يسمح لها بارتدائه، ثم حصلت على وظيفة في مركز اتصالات".

وحسب التقارير، رفضت بومدين إدانة تنظيم "القاعدة" وأيدت هجمات 11 أيلول/ سبتمبر ضد الولايات المتحدة، وبشأن الاحتلال الإسرائيلي، ذكرت أنَّ الأمم المتحدة أعطت الأرض لليهود بسبب الجحيم الذي رأوه من قبل هتلر، ولكن اليهود الذين أنشؤوا دولتهم لم يحترموا حقوق الفلسطينيين، ووصفتهم بالمثيرين للاشمئزاز.

وأشارت بومدين إلى أنها لا تعرف أصدقاء زوجها، مؤكدة أنَّه كان يطلب منها البقاء في غرفة منفصلة خلال زيارتهم، رغم أنَّ كوليبالي لم يكن له أصدقاء مقربين منذ العام 2000، بعد إطلاق النار على صديقه أثناء محاولة فراره من الشرطة، وكان يقضي معظم الوقت مع شريف كوشي.

وبيّنت الشرطة الفرنسية أنَّ الصورة التي ظهرت لحياة بومدين وهي ترتدي البكيني، كانت في عام 2008، وتسبق التزامها بالحجاب، موضحة أنَّها كانت تذهب أحيانًا إلى معسكر تدريب وسط فرنسا برفقة زوجها في منزل "أبو حمزة" المنتمي إلى تنظيم "القاعدة".