فيدريكا موغريني تقاوم دموعها أثناء التحدث عن هجمات بروكسل

غادرت منسق السياسة الخارجية في أوروبا، فيدريكا موغريني، فجأة مؤتمرها الصحافي المشترك مع وزير الخارجية الأردني، ناصر جودة، بعد أن غلبتها دموعها عقب الهجمات المتطرفة في بروكسل، مؤكدة أنه "يوم صعب". وكانت فيدريكا على وشك الانتهاء من كلمتها الافتتاحية عندما غلبتها عواطفها، حيث استأنف جودة حديثه وهمست فيدريكا "آسفة" وعانقته وترك الاثنان المنصة.

وأسفرت سلسلة من الانفجارات في العاصمة البلجيكية، صباح الثلاثاء، عن مقتل 34 شخصًا على الأقل وإصابة 170 آخرين في المدينة، وذكرت موغريني في كلمتها الافتتاحية في العاصمة الأردنية عمان "إنه يوم حزين جدًا لأوروبا حيث تعاني أوروبا وعاصمتها من نفس الألم الذي تعاني منه هذه المنطقة يوميًا وكذلك سورية وعدة مناطق أخرى".

وتعد الأردن موطنًا لأكثر من 600 ألف لاجئ مسجّلين لدى الأمم المتحدة نتيجة الصراع المستمر منذ خمسة أعوام في سورية عبر حدودها الشمالية، والذي أسفر عن مقتل أكثر من 250 ألف شخصًا وتشريد أكثر من 10 مليون نسمة، وتابعت موغريني "ما زلنا ننتظر المزيد من الأخبار الدقيقية بشأن الهجمات ولكن من الواضح تمامًا أن جذور الألم الذي تعاني منه جميع أنحاء المنطقة هو نفس الألم، نحن متشابهون ليس فقط في المعاناة والضحايا ولكن في رد الفعل تجاه ما حدث والعمل على منع التطرف والعنف معًا".

واختتمت موغريني حديثها قائلة "نحن نعتقد أن الرسالة المقبلة من عمان على الدوام هي من الإسلام الذي هو دين سلام وحوار وتعاون وهذا ما نحتاج إليه في هذه اللحظة في المنطقة وفي أوروبا"، ثم أنهت حديثها وقد غلبتها دموعها بكلمات مؤثرة قائلة "اليوم هو يوم صعب".

وشكر وزير الخارجية الأردني موغريني على رسالتها القوية لدعم الأردن، قائلاً "سنقف معكم اليوم ومع أصدقائنا في أوروبا ومع جميع الدول المحبة للسلام"، في ما اعتذرت موغرينى عن المقاطعة متأثرة بحديث جودة وعانقته قبل أن تغادر المنصة.

ووصف شهود العيان مشاهد مروعة من انتشار الدم والجثث والأشلاء في كل مكان بعد أن هزّ انفجاران مطار بروكسل في الساعة الثامنة صباحًا ما أسفر عن قتل 14 شخصًا على الأقل وإصابة عشرات آخرين، ووردت بلاغات عن تبادل إطلاق النيران بين الشرطة والمهاجمين الذين صاحوا باللغة العربية قبل تفجير قنابلهم، وعُثر في ما بعد على حزام ناسف لم ينفجر تحت الأنقاض وبنقدية كلاشينكوف بجانب جثة متطرف قتيل.

ووقع الانفجار بالقرب من مكاتب الخطوط الجوية الأميركية وخطوط بروكسل الجوية، ما أدى إلى اهتزاز مبنى المطار وتحطيم النوافذ وبلاط السقف فضلاً عن ركض الركاب المذعورين من أجل حياتهم، وتبيّن بعد 79 دقيقة من الحادث في الساعة 9:19 صباحًا مقتل 20 شخصًا على الأقل وجرح العشرات وبعضهم في حالة حرجة، كما وقع انفجار في محطة مترو الأنفاق على بعد 400 متر من مقر الاتحاد الأوروبي في منطقة ميلبيك وسط بركسل، وألقى القبض على اثنين من المشتبه بهم على بعد ميل من محطة المترو الساعة الحادية عشر صباحًا مع انتشار مئات من قوات الجيش والشرطة في الشوارع.