عدن - فلسطين اليوم
عادت إلى المناطق اليمنية الخاضعة إلى سيطرة مليشيا الحوثي والمخلوع صالح، ظاهرة تفشي "زواج الصغيرات"، أو ما يطلق عليها "عرائس الموت"، لتزدهر بقوة وبصمت هذه المرة مع إسكات الانقلابيين للأصوات الحقوقية وحظر عمل منظمات المجتمع المدني، التي نجحت في فترات سابقة للانقلاب في مواجهة والحد من تلك الظاهرة.
واتخذت ظاهرة "زواج الصغيرات" في اليمن منحى آخر في زمن الانقلابيين، فلم تعد مقتصرة على الظروف المعيشية لأهالي الفتاة فقط، بل هناك نوع آخر لم يعرفه اليمن من قبل، وهو الإجبار بقوة السلاح، كما حدث مع "محمد عبدالله الزواني"، من محافظة إب وسط البلاد، الذي أجبر على تزويج طفلته "إيمان" ذات الاثني عشر ربيعا، وبالقوة على أحد القياديين في ميليشيات الحوثي، بعد أن اختطفوها خلال عودتها من المدرسة وأخفوها لفترة، ثم أجبروا والدها على عقد قرانها تحت التهديد.
وتعتبر حالة الطفلة إيمان، واحدة من ضمن آلاف الصغيرات اللواتي تتراوح أعمارهن بين 8- 15 عاما، تم تزويجهن بعيدا عن أعين المنظمات الحقوقية المغيبة، منذ إشعال ميليشيات الانقلاب للحرب في البلاد، وبخلاف الإكراه، يجبر الفقر بعض أهالي هؤلاء على تزويجهن قسريا.
وأفادت مصادر حقوقية يمنية ، بأن غياب دور المنظمات المدنية والحقوقية بسبب إغلاق مقراتها من قبل الانقلابيين، جعل ما يسمى "عرائس الموت" تزدهر والحوادث الناجمة عنها والتي تصل إلى الموت، يقتصر العلم بها على الأهل والمجتمع الضيق الذي يعيشون فيه فقط. مؤكدين صعوبة إيجاد إحصائية دقيقة لزواج الصغيرات منذ الانقلاب، لكنها كثيرة وبالمئات، كما يقولون.
وقدر المدير الإقليمي لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة يونيسف لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، جيرت كابيلير، أن حالات إجبار الفتيات الصغيرات على الزواج في اليمن ازدادت بنسبة 20%، منذ اندلاع الحرب، وبحسب وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ستيفن أوبراين، فإن الأسر اليمنية تزوج بصورة متزايدة بناتها الصغيرات لتوفير طعام شخص، وغالبا ما تستخدم المهر لدفع ثمن الضروريات الأساسية.
وحذرت دراسة ميدانية أجرتها مطلع هذا العام منظمة أوكسفام، من تزايد خطر الزواج المبكر في اليمن، مرجعة ذلك إلى عدة أسباب من بينها محاولة العائلات حماية بناتهم من التحرش أو العوز لتوفير دخل للعائلة، وقالت الدراسة، إن "بعض الناس تحدثوا عن قصص فتيات صغيرات أجبرن على أن يكن "عرائس" أعضاء من الجماعات المتشددة حتى يتم مساعدة عائلاتهن".
وذكرت أن قبل اندلاع الحرب كان هناك تقدم في الخطوات المتخذة لمحاربة قضية زواج القصر ولكن مع استمرار الصراع، تراجعت تلك الخطوات إلى الوراء.