نفحة أفريقية على الفستان البافاري التقليدي

 تحصد مصممتان من اصل كاميروني مقيمتان في المانيا نجاحا كبيرا من خلال تحوير الفستان البافاري التقليدي "ديردنل" المشهور في العالم، بادخال اقمشة افريقية فاقعة الالوان عليه.

وتوضح رحمة فيتيريش (49 عاما) التي اسست مع شقيقتها ماري درويش (61 عاما)  ماركتها لفساتين "دريندل على الطريقة الافريقية" تحمل اسم "نو ني" التي تعني باللغة السواحلية "هبة من الله"، "اردنا الربط بين الثقافات".

وقد انطلقتا صدفة في هذا المشروع الملفت. وهي فكرة شبيهة بمصير هاتين المرأتين اللتين وصلتا صدفة الى بافاريا قبل اكثر من 35 عاما.

فهما ولدتا في الكاميرون وانتقلتا في السبعينات الى ميونيخ مع عائلتهما اذ ان شقيقا لهما موسيقيا كان يقيم فيها. وقد بقيتا في المانيا.

وتقول فيتيريتش وهي مصممة ديكور في الاساس "كانت والدتي خياطة وقد ترعرعنا وسط الاقمشة فهي كانت منتشرة اينما كان في منزلنا. لطالما احبت ماري الاقمشة ولا سيما الاوشحة الافريقية والتنانير  وتعلمت الخياطة على يد والدتي فباتت مهنتها. ولطلما احتفظت على الدوام بهذا الرابط الافريقي وبهذه الاقمشة التي تجذبها".

وتوضح الاخت الصغرى وهي متزوجة من مواطن بافاري "من ثم قال لنا اولادنا الذين يعيشون اجواء الخليط الثقافي هذا: لم لا تصنعون فستان ديرندل؟"

وبمناسبة احد المعارض عرضتا نموذجا عن ذلك وتقدمت منهما معجبات بالعمل للحصول على نسخة من الفستان. فولدت ماركة "نو-ني". وتتابع قائلة "بدأنا في مكتب وفي ربيع العام 2011  فتحنا متجرا في شمال ميونيخ مخفيا بعض الشيء في باحة داخلية. ومنذ نيسان/ابريل فتحنا متجرا في الوسط في شارع ظريف".

وظهر الدريندل في نهاية القرن التاسع عشر وهو فستان بصدرية ضيقة وتنورة واسعة تغطيها وزرة صغيرة. ويوضع الفستان خصوصا بمناسبة اكبر مهرجان للبيرة في العالم ،"اوكتوبرفيست" الشهير الذي افتتح السبت . ويوضع ايضا في احتفالات اخرى في جنوب المانيا وسويسرا والنمسا.

ويخضع الفستان لمعايير صارمة حرصت الشقيقتان على احترامها بعناية. وتوضح الشقيقة الصغرى "لقد استشرنا خياطة بافارية متخصصة لكي نحترم التقليد فاردنا المحافظة على الاصالة وان نغوص في هذه الثقافة".

وعلى صعيد الاقمشة تختار الشقيقتان اقمشة افريقية "كلاسيكية مع رسوم تعود احيانا الى 80 او مئة عام".

وتقول فيتيريتش ان هذا الخليط حقق نجاحا فعليا في وقت عاد فيه اللباس البافاري التقليدي الى الواجهة مضفيا عليه بعض الحداثة، موضحة "لم نغير التقليد بل اضفنا اليه بعض النضارة".

 وتقول سيمون ايغير من معهد الفولكلور وعلم السلالة الاوروبي في جامعة ميونيخ لوكالة فرانس برس "فستان +ديرنل على الطريقة الافريقية+ يشهد على تنوع مجتمعاتنا الحضرية".

وتوضح فيتيريتش "لدينا زبونات من كل الاوساط، من عالم الثقافة ونساء يعشقن افريقيا واخريات لبسن ديرندل وهن طفلات ولم يعد يطقن لبسه".

وتضيف "ثمة نساء ايضا اقمن في الخارج ولا يشعرن انهن بافاريات فعلا  لكنهم كذلك رغم كل شيء".

والعام الماضي صنعت الشقيقات "مئات عدة" من هذه الفساتين. وتنجز ماري درويش كل تصميم الذي يراوح سعره بين 500 و1100 يورو في مشغلها الذي يعمل فيه اربعة الى خمسة اشخاص. ومن ثم تنتج الفساتين بكاملها في محيط باساو قرب الحدود مع النمسا.

وتقول رحمة فيتيريتش ان فستان "ديرندل على الطريقة الافريقية" يتمتع ب "جانب فرنسي صغير. فقد اضفنا اليه تنورة داخلية انيقة جدا مصنوعة من الدانتيل" غير موجودة في الفستان التقليدي.  فالشقيقتان تحملان ايضا الجنسية الفرنسية.

فهما فرنسيتان من خلال والدهما السوري الذي حصل على الجنسية في الفرقة الاجنبية التي انتقل معها الى الكاميرون في الستينات حيث التقى والدتهما.