مؤتمر قضايا المرأة العربية

ناقش مؤتمرون قضايا المرأة العربية وآفاقها المستقبلية اليوم الثلاثاء في مؤتمر جامعة فيلادلفيا الدولي التاسع عشر بعنوان "المرأة .. التجليات وآفاق المستقبل" والذي عقد في مسرح فيلادلفيا في الجامعة.

ولفت نائب رئيس الجامعة رئيس اللجنة المنظمة للمؤتمر الدكتور صالح ابو اصبع في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الذي رعته رئيس مجلس امناء الجامعة العين السابق ليلى شرف، إلى أن واقع الامة العربية اليوم "واقعٌ يصعب فهمُه، ولكن يبقى الأملُ يحدونا ما دام هناك إنسانٌ عربي له قلبٌ ينبض".

واضاف ابو اصبع "والأمل يبتدئ بالمرأة ومعها، نعم، مع المرأة التي في حِضنها تنشأ الأجيالُ التي هي أمل التغيير، المرأةِ التي يجب أن تتاح لها فرصةُ بناء بيتها الصغير"، ممشيرا إلى ان "المرأةُ نصف المجتمع وأكثر، وهي ركيزةٌ أساسية لتنمية مجتمعاتِنا، ولذا يجب العملُ على تمكينها لتقوم بالدور الذي تستحقه في بناء المجتمع".

وقالت العين السابق شرف في كلمتها التي افتتحت بها المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام، إن "المرأة ركن أساسي في نجاح مسارنا التنموي الحضاري، وإلا بقي أعرج، لا يحقق غايته، وبقينا كمجتمع نجر أذيالنا خلف مجتمعات سبقتنا الى فهم أهمية دور المرأة في مسيرة الوطن، ومشاركتها في جميع مجالات المسيرة نحو البناء الوطني النامي المتقدم المتطور أبداً، من هنا تنبع أهمية مثل هذه المؤتمرات التي أحب أن أطلق عليها صفة "التنموية" لأنها تطرح القضايا التي تقف عثرة دون تجليات عملية التنمية بكل أبعادها بما في ذلك دور المرأة في تطوير مجتمعها، وتطوير هذا الدور، وتساعد على إيجاد الوسائل للتغلب على العقبات والتحديات التي تعترض المسيرة".

ولفتت إلى انه بالرغم أن المرأة العربية قد حققت العديد من المنجزات وأصبح موضوع حقوق المرأة والفرص المتاحة لها قضية اجتماعية وفكرية وسياسية مطروحة بقوة وباتساع في معظم المجتمعات العربية، وأن العديد من النساء العربيات قد حققن نجاحات كبيرة وقفزات عريضة في تخطي الحواجز التي كانت توضع في طريق المرأة، إلا أن هذه الظاهرة، ومع أنها أصبحت منتشرة نسبياً لا تزال تعد من غير العادي ولا تزال تشكل "ظاهرة " بدل أن تصبح أمراً عادياً في مسار المجتمعات كما تؤخذ مسيرة الرجل ويتوقع منها.

وأشارت الدكتور آمال قرامي من جامعة المنوبة بتونس في كلمتها التي حملت عنوان " قد آن أوان إزالة الحجب" وانطلاقا من العنوان الذي اختير للمؤتمر والمحاور التي ضبطت، إلى عدد من الملاحظات أبرزها تحفظها على استعمال لفظة 'امرأة' ما يبرّره في إيماننا بضرورة التدقيق في المصطلحات، والجهاز المفهومي لما لهما من أهميّة في تغيير الوعي، موضحة "أن حضور النساء في الثورات أثبت أنّه ما عاد بالإمكان الحديث عن المرأة بصيغة المفرد بل يتعيّن استعمال صيغة الجمع ذلك أنّ المشاركة النسائية أكّدت التعدّد والاختلاف إن كان ذلك على مستوى السنّ أو الطبقة أو الدين أو العنصر أو الانتماء الثقافي أو الأيديولوجي أو التجربة"، وتجليّات الحضور والفاعلية "حيث يعزى الفضل إلى الثورات/الحراك/الانتفاضات/الربيع العربي التي وفّرت فرصة لرؤية الكفاءات النسائية على الركح الاجتماعي، ومعاينة مختلف المهارات ، وإدراك القدرات، وتبيّن ما تمتاز به النساء من خصائص كانت في ما مضى، حكرا على الرجال كالجرأة والقوّة، واتّخاذ زمام المبادرة ...فإذا بها تغدو زمن الثورة، مشاعة بين الجميع"، واستشراف المستقبل إذ "يظلّ مبحث الدراسات النسائية إذن موصولا إلى الماضي باعتبار أنّه مدعو إلى مراجعة ما انتج وفق ما ظهر من مناهج، ومقاربات جديدة تغري بالبحث، والتعديل والتصويب.

ولفتت الدكتور رانية المصري المدير المشارك في مركز الاصغر للمجتمع المدني والمواطنة في الجامعة الاميركية ببيروت الى تصنيف المرأة مع الاطفال كضحايا حروب وصراعات مسلحة معتبرة ان هذا الوصف رغم اهميته الاصطلاحية لتحقيق التعاطف وحشد الراي الا انه يفصل "نساءنا عن رجالنا لكي نبرز الضعفاء في مجتمعنا ونربط بين فئتين مسلوبتي القرار".

وتابعت الدكتوره المصري انه "حين نضع النساء والاطفال في الخانة نفسها ونفصل نساءنا عن رجالنا ، نحرم نساءنا من قرارهن، وقدرتهن وسيادتهن، وكأننا نقول إن نساءنا يحتجن الى من ينقذهن ومن يحميهن.." معتبرة ان ذلك يفتح ابوابا للدول الاستعمارية في تمرير بعض مشروعاتها ذات الاجندات التي لا تأتي في صالح المرأة والمجتمعات والاوطان.

واستعرضت عددا من الامثلة في هذا السياق، لافتة الى اعادة صياغة الرسالة القديمة "الرجل الابيض ينقذ النساء السمر من الرجال السمر".

ودعت الى وضع نموذج تطويري يضم جميع افراد المجتمع رجالا ونساءً اساسه العدالة الاجتماعية والاقتصادية والسياسية.

وناقشت في الجلسة الاولى التي ترأستها العين السابق آمنة الزعبي اوراق عمل للدكتور عدلي السمري من جامعة القاهرة بمصر بعنوان "رؤية استشرافية للمداخل النسوية للتنوع الاجتماعي والدكتورة خديجة العزيزي من الاردن بعنوان" الفكر النسوي العربي بين القداسة والحداثة" والدكتورة سلوى العمد من جامعة فيلالفيا /الاردن بعنوان قراءة في تاريخ النسوية الغربية ونظرياتها" والدكتور هاني خميس عبده من جامعة الاسكندرية بمصر بعنوان "المرأة العربية بين الاجحاف والانصاف والدكتور احمد لطيف جاسم والدكتورة سناء الداغستاني في ورقة مشتركة بعنوان "البنى الذهنية القيمية عن المرأة السائدة في المجتمع" من جامعة بغداد/العراق.

وفي الجلسة الثانية التي ترأستها الدكتور هند ابو الشعر تمت مناقشة اوراق عمل "النسوية : الهامش والمركز -تقاطع السيرة الذاتية والرواية " للدكتور ابراهيم السعافين من الاردن، و"ما وراء صورة المرأة المثقفة في الف ليلة وليلة" للدكتور غسان عبدالخالق من جامعة فيلالفيا و"صورة المرأة في ادب المرأة -قراءة في نماذج من الادب العربي القديم" للدكتور منتصر الغضفري من جامعة الموصل /العراق و"موقف الرجل العربي من المرأة : الشاعر عز الدين مناصرة انموذجا" للدكتورة هالة العبوشي من جامعة فيلالفيا و"صورة المراة في الشعر الفلسطيني -محمود درويش وعزالدين مناصرة انموذجا" للدكتوره بنان صلاح الدين من جامعة القدس في فلسطين.

وعلى هامش المؤتمر كانت شرف افتتحت في ختام الجلسة الافتتاحية معرضا فنيا لاعضاء الهيئة التدريسية في جامعة فيلالفيا الدكتور محمد عبدالعال والدكتور محسن علام والدكتوره سهاد الدوري والدكتور فيصل العمري والدكتور مروان علان.