معرض "نساؤنا"

أكدت مديرة مركز شؤون المرأة في غزة آمال صيام، أنَّ المركز يهتم بإقامة المعارض التي تهتم بدعم المرأة الفلسطينية وتقديم المساعدة اللازمة لها لمساندتها في مواجهة الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يعيشها قطاع غزة.

وقالت صيام خلال افتتاح معرض "نساؤنا" والذي يقيمه المركز في منتجع الشاليه مدينة غزة  "أنه منذ أكثر من ثمانية أعوام يهتم مركز شؤون المرأة بتنظيم هذا المعرض في ظل استمرار الحصار المفروض على القطاع، واستمرار الانقسام بين شطري الوطن، وتوالي العدوان الإسرائيلي على القطاع الذي وضع النساء صاحبات المشاريع الصغيرة أمام تحديات كبيرة تعيق استمرارهن في مشاريعهن وتقف حائلاً دون تطورهن وتقدمهن في مشاريعهن".

ولفتت إلى أنه  رغم وجود التحديات التي تواجه المرأة في غزة إلا إبداعات النساء وصمودهن في مواجهة الحصار تتزايد من عام لأخر، ورغم شح المواد وصعوبة التسويق للمنتجات بسبب إغلاق المعابر وارتفاع معدلات الفقر والبطالة داخل القطاع.

وأثنت صيام  على النساء صاحبات المشاريع الصغيرة المشاركات في المعرض، مشيرة إلى أن مشاركتهن في المعرض دليل على مواصلة نضالهن في مواجهة الاحتلال والفقر والبطالة، خاصة بعد تعرض مشاريعهن الصغيرة للتدمير سواء الكامل أو الجزئي.

وأضافت: "المركز يؤمن بأنَّ التمكين الاقتصادي للنساء هو طريق تمكينهن سياسيًا واجتماعيًا، كما أنَّ تعزيز دورها الاقتصادي وتشجيعها لدخول سوق العمل وضمان المساواة في الفرص والوصول إلى الموارد باعتبارها شريكًا أساسيًا في التنمية هو شرط لتحقيق تنمية مستدامة شاملة".

وأوضحت مهندسة الديكور فدوى نايف، أنها تقوم بصناعة الإكسسوارات من الفضة ومزجها بالأحجار الكريمة، قائلة: "هذه ليست المشاركة الأولى لي مع مركز شئون المرأة، بل هي السنة الرابعة والمنتج الذي أقدمه للجمهور ليس منتج سلعة بقدر ما أنه عبارة عن قطع فنية وهذه الأشياء ليست متوفرة هنا في غزة".

وأشارت إلى أنها تقوم باستيراد ما تحتاجه من الفضة والأحجار الكريمة من الخارج لأنها غير متوفرة في غزة، مشددة على أنَّ إقبال الجمهور على المعرض لا بأس به خاصةً أنَّ المعرض يسمح لأصحاب المشاريع الصغيرة من النساء على عرض منتجاتهن، إضافة إلى أنَّ يسمح لطبقات المجتمع بزيارة المعرض والتعرف على مثل هذه المنتجات الإبداعية.

وأثنت نايف على الدور المميز الذي يقوم به مركز شئون المرأة في توفير الدعم المناسب لهم، مطالبة المؤسسات جميعها بأنَّ يقوم بمثل هذه المبادرات والتي تساعد في دعم المرأة ومساعدتها على ترويج المنتجات التي خاصة أنها استطاعت بيع الكثير من منتجاتها للزبائن.

وطالبت نايف أنَّ لا يقتصر إقامة المعرض على قطاع غزة فقط، بل يتم العمل على إقامة مثل هذه المعارض في الخارج سواء بالضفة الغربية أو الدول العربية أو الأجنبية.

ولفتت خريجة فنون جميلة من الكلية الجامعية التابعة للجامعة الإسلامية لورين أبو شاويش، إلى أنها "تخرجت من الجامعة بسبب الحصار والوضع الاقتصادي المتدني ولأن ليس هناك فرص عمل، قررت أنَّ أعمل بمشروع خاص لي فبدأت بتطريز لوحات من السيتان والحرير وصناعة لوحات بأسلوب تراثي وعصري مميز ".

وبينت أنَّ هذه هي المشاركة  الأولى لها في المعرض التي يقيمه مركز شؤون، مضيفة: "المعرض قدم لي خدمة مميزة حيث أنه ساعدني على عرض منتجاتي للزبائن، وبحمد الله وجدت هناك إقبال من الزوار في هذا المعرض وأبدو إعجابهم بلوحاتي لأنها أشياء غريبة وجديدة بالنسبة لهم".

 

واعتبرت أبو شاويش أنَّ المعرض فرصة كبيرة لكل صاحبة مشروع تسعى لتعريف الناس به خاصة أن عملية الترويج لهذه المشاريع محدودة جداٌ في قطاع غزة.

 وأِشارت أبو شاويش إلى أنَّ عدم توفر المواد الخام وأماكن عرض وترويج المنتجات هي أكبر الصعوبات، متمنية أنَّ يتم إقامة مثل هذه المعارض من وقت لأخر وبصورة مستمرة لتتمكن النساء من بيع منتجاتهن بطرق راقية ومٌريحة.

وشكرت أبو شاويش في نهاية حديثها مع " فلسطين اليوم " مركز شؤون المرأة على هذا المعرض، داعية جميع المؤسسات والجمعيات على الاهتمام بشكل أكبر بإقامة مثل هذه المعارض الداعمة للمرأة الفلسطينية.

وأبدت الطالبة سمية أبو عكر الزائرين للمعرض، إعجابها بالمنتجات الموجودة في المعرض والتنوع الكبير في هذه المنتجات حيث أنَّ المعرض يبرز الإبداع التي تمتلكه المرأة الفلسطينية، مؤكدة أنها قررت زيارة المعرض بعد انتهاء دوامها الجامعي برفقة بعض زميلاتها.

وتابعت: "كمان يومين عيد الأم، وما كنت مقررة شو الهدية اللي ممكن أشتريها لأمي الغالية، لكن زيارة المعرض ساعدتني على تحديد الهدية المناسبة واشتريت محفظة مطرزة كهدية أقدمها لأمي".

وأكدت زميلتها سناء أنها لم تتوقع أن يكون المعرض بهذا الجمال، مثنية على الدور الذي قام به شؤون المرأة في توفير الفرصة لهم كزبائن وأفراد مجتمع في التعرف على مثل هذه المنتجات والمشاريع الجيدة.

ونوهت إلى أنَّ زيارة المعرض فتح الباب بشكل كبير للتفكير في بعض المشاريع التي من الممكن أنَّ يفيدها بشكل شخصي وعلى الصعيد المهني.

وبينت سناء أنها جاءت اليوم للمعرض لشراء هدية لتقديمها في عيد الأم، مضيفة: "المنتجات الموجودة في المعرض رائعة وكل شي حلو ، لهيك أنا لسا ما قررت شو بدي أشتري، ولكن مش أطلع من المعرض إلا لما ألاقي هدية حلوة لماما"."شؤون المرأة" يقيم معرضًا لدعم المرأة الفلسطينية في غزة