الرئيسة البرازيلة ديلما روسيف

انتقلت الرئيسة البرازيلة اليسارية ديلما روسيف أمس السبت، إلى الهجوم عشية تصويت حاسم في البرلمان لإقالتها، فوجهت رسالة صارمة ضد "هذه المغامرة الانقلابية"، ودعت أنصارها إلى التعبئة.

وقالت روسيف في شريط فيديو، بثه فجراً حزب العمال الذي تنتمي إليه والحاكم منذ 13 عاماً، إن "التهمة الموجهة إلي والتي يتم مراجعتها من قبل المجلس الوطني هي أكبر تزوير قانوني وسياسي في تاريخ البلاد"، ودعت البرازيليين إلى متابعة الأحداث بانتباه، لكن بشكل هادئ وسلمي.

وفي مقال نشرته اليوم السبت صحيفة فولها دي ساو باولو، اتهمت روسيف مباشرة من يقودون الحملة ضدها، بمحاولة الاستيلاء على السلطة لكي يفلتوا من اتهامات الفساد الموجهة إليهم، وأضافت الرئيسة "أنهم يريدون إدانة البريئة وإنقاذ الفاسدين".

وسألت روسيف "ما هي شرعيتهم؟"، وذلك بعدما اتهمت في الأيام الأخيرة نائبها ميشال تامر ورئيس مجلس النواب أدواردو كونها، بأنهما رئيس ونائب رئيس المؤامرة ضدها.
يشار إلى أن تامر هو زعيم حزب الوسط وقد يحل مكان روسيف إذا تمت إقالتها، وقد ذكر اسمه متهمون في ملف بتروبراس وتحديداً في تقارير عن عمليات بيع غير مشروعة لمادة الإيثانول، لكنه ينفي ذلك.

أما كونها فهو نائب في حزب الحركة الديموقراطية البرازيلية المحافظ المتشدد، وأحد اتباع الكنيسة الإنجيلية، ومتهم بالفساد وغسل الأموال، في إطار فضيحة بتروبراس.
وألغت روسيف اليوم السبت، المشاركة في تجمع نظمه مناصروها الذين يخيمون قرب استاد "ماني غارينشا" في برازيليا، وقد حضر بدلا منها الرئيس السابق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا.

وقال متحدث باسم الرئاسة لوكالة فرانس برس، "هي لن تذهب، وذلك لأنها ستقود المفاوضات النهائية للتصويت يوم الأحد".
يذكر أن نواب حزب العمال الحاكم واثنان من الأحزاب اليسارية، اتهموا خصومهم المحافظين بتدبير انقلاب دستوري للاستيلاء على الحكم بعد خسارتهم انتخابات 2014.
ورد النواب المحافظون أن "روسيف وحكومتها هم الأكثر فساداً في التاريخ، خدعوا الناخبين البرازيليين، عندما أدلوا بأكاذيب حول خطورة الوضع الاقتصادي".

وتتخوف الشرطة التي وضعت عناصرها في حالة استنفار في كل أنحاء البلاد من حصول مواجهات، ومن المقرر أن ينظم المعسكران تظاهرات يوم أمس الأحد، وخصوصاً في ريو دو جانيرو جنوب شرق البلاد، وعلى طول شاطىء كوباكابانا، في مواعيد مختلفة، وفي ساو باولو أيضاً، التي تعد الرئة الاقتصادية للبرازيل ومعقل المعارضة، وتتوقع السلطات وصول مليون متظاهر.