موسكو - فلسطين اليوم
وجهت انتقادات عديدة إلى قبطان سفينة "بورتير" الأميركية، أندريا سلاو، التي قصفت مطار الشعيرات السوري في التوماهوك مؤخرًا، ووصفتها بـ"ساحرة الليل الشمطاء"، وأعرب البعض عن دهشتهم كيف تسنى لامرأة بحسن سلاو، أن تضغط على الزر وتمطر المطار السوري بالصواريخ، مع علمها بحجم الدمار الذي قد تلحقه وعدد الضحايا الذين سيسقطون بكبسة زر واحدة منها.
وكانت كل تلك الانتقادات وجهت لها من وسائل الإعلام الروسية،وأعادت إلى الأذهان تشاؤم الروس عمومًا من وجود الأنثى على السفينة الحربية، ففي العرف الروسي القديم الذي لا يزال مرعيًا في الأسطول حتى يومنا هذا، يحظر على المرأة الخدمة إلى جانب الرجل على متن السفن أو الغواصات، لأن وجودها على ظهر السفينة "نذير شؤم" يخشاه الجميع.
وبالعودة إلى سيرتها الذاتية، فإن سلاو أنهت دراستها في الأكاديمية العسكرية البحرية الأميركية، وحصلت على البكالوريوس في علم المحيطات، وعشقت في أعقاب ذلك البحر واختارت الخدمة في الأسطول الحربي لبلادها، والمهمة الأولى التي كلفت بها كانت تأدية مهام التحكم بإطلاق النار، رغم أن اختصاصها الجامعي لا يمت لتلك الوظيفة بأي صلة، حتى تابعت خدمتها ضمن إطار قوات بلادها في قطر، وتدرجت في ترقيها العسكري حتى شاركت في عمليات الأسطول الأميركي في العراق عام 2013.
وشغلت سلاو قائمة طويلة من الوظائف خلال تدرجها الوظيفي، حيث عملت كهربائيًا، وضابطًا في مركز بيانات العمل القتالي، وأمينة سلاح، كما اجتازت دورة تدريبية للاطلاع على إمكانيات منظومات الدفاع الجوي الأميركية، وفي الختام، يصعب بعد استطلاع سيرة تلك المرأة التكهن بكيفية تدرجها السريع ارتفاعًا في السلم الوظيفي، وما يمكن الجزم به لدى السؤال عن المهارات التي أوصلتها إلى منصبها، إن رفاقها ورفيقاتها في الخدمة يحبونها وأمثالها في الجيش الأميركي، بقدر ما يكرهونها