عمان ـ بترا
شاركت الاميرة بسمة بنت طلال، سفيرة النوايا الحسنة لهيئة الامم المتحدة للمرأة و صندوق الامم المتحدة للسكان وبرنامج الامم المتحدة للتنمية، الحفل الذي اقامته بعثة الامم المتحدة في الاردن اليوم الاحد بالذكرى ال 69 للانشاء المنظمة الدولية.
وهدف الحفل الذي اقيم تحت شعار" توحيد الاداء"، الى تسليط الضوء على انجازات الامم المتحدة على الصعيد الانساني وتعزيز القدرة على التحمل وتحقيق التنمية ورفع وعي الشركاء والجهات المعنية بأهمية توحيد جهود بعثات الامم المتحدة المختلفة في الأردن.
وقالت الاميرة خلال الاحتفال، إن اليوم العالمي للامم المتحدة هذا العام ياتي في وقت اصبحت فيه الحاجة الى دعم الامم المتحدة اكثر من قبل، حيث تتعرض المجتمعات الانسانية وبخاصة النساء والاطفال في مختلف مناطق العالم وفي منطقتنا بشكل خاص لاشكال من الانتهاكات.
وبينت أن النزاعات المتسارعة وما ينتج عنها من هجرات جماعية قسرية كل يوم اوجدت تحديات كبيرة يصعب تصورها للامم المتحدة ومنظماتها المختلفة، معتبرة أن أصوات النساء واحتياجاتهن ما زالت مغفلة وخارج دائرة الاهتمام، في وقت ما زال فيه العالم بعيدا عن تحقيق تقدم مقبول في قضايا العنف الاسري والجنسي ضد النساء والاتجار بالبشر والزواج المبكر.
واكدت سموها ان الشباب في منطقتنا ما زالوا القوة المؤثرة في تحقيق التطور والتنمية، رغم ارتفاع نسبة البطالة في صفوفهم الى 2ر23 بالمائة مقارنة مع المعدل العالمي والبالغ 9ر13 بالمائة، في وقت ما زالت فيه المبادرات التي تستهدف تعزيز المشاركة الشبابية وبناء قدراتهم لم تحقق اهدافها بعد.
واكدت الاميرة بسمة اهمية الجهود المشتركة لايجاد تنمية مستدامة في المستقبل في وقت ما زالت فيه الرؤية العالمية لتحقيق التنمية المستدامة تتطلب المزيد من الجهود الفردية.
وبينت أن الاجندة الانمائية للامم المتحدة ما بعد 2015 تضمنت إطارا لجهود استراتيجية لمكافحة الفقر والحد من انعدام المساواة وتوفير رعاية صحية وتعليمية أفضل والحفاظ على المصادر الطبيعية، مؤكدة التزامها بهذه الاجندة واهدافها.
وكان الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون دعا في رسالة مصورة الحكومات والافراد الى العمل على القضايا المشتركة من اجل تحقيق المصالح المشتركه.
بدوره، أكد وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، حرص الاردن منذ انضمامه الى الامم المتحدة عام 1955 على التعاون مع هذه المنظمة وتقدم العديد من المساهمات في مجال الحفاظ على السلم والأمن الدوليين واحترام حقوق الانسان ومكافحة الأرهاب وغيرها العديد من المبادرات .
وأشار الى المساهمة الفاعلة للقوات الاردنية في حفظ السلام والإستقرار الدوليين من خلال عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والعاملة تحت مظلتها في مختلف المناطق المضطربة في العالم.
وكشف جودة عن استضافة الاردن خلال شهر آذار المقبل اجتماعا اقليميا تحضيريا للقمة الانسانية العالمية، للبحث في إيجاد استراتيجية عمل دولية لحصر الجهود في الاشخاص المتضررين من الكوارث ولاسيما في منطقة الشرق الاوسط.
واكد أن الاردن عمل خلال السنوات الاربع الماضية بالتعاون مع كافة هيئات ومكاتب الامم المتحدة للحد من تبعات الازمة السورية، في ظل تفاقم الاوضاع في سوريا ومحدودية موارده.
واكد ان الحل للازمة السورية سياسي وليس انساني وهذا ما يعمل عليه الاردن في دعم الجهود الدولية لايجاد حل سلمي لهذه الازمة، فيما دعا المجتمع الدولي لتقديم المزيد من الدعم للاردن لمساعدته في تحمل الأعباء الناجمة عن الازمة السورية التي لا زال يتحملها بالنيابة عن المجتمع الدولي.
وأكد ان الاردن سيستمر بالعمل على دعم الامن والاستقرار في المنطقة ووقف أعمال العنف، مشيرا الى الجهود الاردنية في مجلس الامن والتي اثمرت في استصدار قراري مجلس الامن رقم 2138 و 2165 المتعلقين بضمان ايصال المساعدات الانسانية الى الداخل السوري.
كما يعمل الأردن بحسب جودة على تسليط الضوء على الممارسات الاسرائيلية غير القانونية وأحادية الجانب في مدينة القدس وابراز الموقف الدولي الموحد الرافض لتلك الممارسات، مشيرا الى التوجيهات الملكية المستمرة بمتابعة هذه الممارسات مع كبار المسؤولين في الأمانة العامة للامم المتحدة لوقفها بشكل فوري.
بدوره، اكد المنسق المقيم للامم المتحدة والشؤون الانسانية في الاردن إدوارد كالون، أن الاردن نموذج للتطور في كافة المجالات رغم تداعيات الازمات السياسية في المنطقة على موادره المحدودة.
وقال إن السياق الانساني لعمل الامم المتحدة في الاردن تغير خلال الازمة السورية من تقديم المساعدات لانقاذ حياة اللاجئين الى السياق الراهن الذي يتطلب المساواة في اولوية منح المساعدات للاجئين والمجتمعات المستضيفة على حد سواء.
وقال ان التنسيق المشترك والاستجابة والعمل يدا بيد هو الطريق الوحيد لمواجهة التحديات الملحة.
وافتتحت الاميرة معرضا للصور جسد الجهود الانسانية لوكالات الامم المتحدة المختلفة في الاردن.