مساعدة الطفل على تقبل الانتقال من مكان لآخر

تنتقل الأسرة من منزل لآخر لعدة أسباب، من بينها أن يكون الأمر اختياريا أو قد يكون بسبب ترقية حصل عليها أحد الوالدين أو بسبب خسارة وظيفة أو طلاق الأب والأم. إن الانتقال لمكان جديد ومنطقة جديدة هو أمر قد يكون صعبا بعض الشيء على الطفل وعلى الأسرة بأكملها ويتوقف هذا الأمر بالطبع على سبب الانتقال لمنزل جديد. وبالطبع فإن الانتقال من منزل لآخر فى نفس المنطقة أمر يختلف تماما عن الانتقال لبلد مختلف كليا. إن الانتقال لمنزل جديد قد يكون تجربة إيجابية بالنسبة للكثيرين مع ظهور فرص تكوين صداقات جديدة وتنمية المهارات الاجتماعية وتعلم كيفية التأقلم مع أى تغييرات قد تطرأ فى حياة الإنسان. وحتى إذا كان انتقال العائلة لمنزل جديد أمرا لم يكن عن قناعة، فيجب أن تظهر الأم لطفلها تقبلا إيجابيا للوضع الجديد حتى يكون قادرا على التعامل مع الوضع بإيجابية هو أيضا.
قد يعتقد البعض أن الانتقال من منزل لآخر سيكون أكثر صعوبة على الطفل الأكبر سنا لأن الأبناء فى فترة المراهقة يكونون قد كونوا العديد من الصداقات ويكون لديهم الكثير من الأهداف والخطط، ولكن فى الحقيقة فإن الأطفال صغار السن أيضا قد يواجهون نوعا من الصعوبة فى تقبل الأمر بالرغم من أنهم قد يبدون المرونة فيما يتعلق بالخطط الجديدة للعائلة. وعلى الأم أن تعلم أن الانتقال لمنزل جديد والضغوطات المصاحبة لهذا الأمر سيعمل على إبراز جوانب شخصية الطفل.
إن الطفل فى الأغلب قد يفكر فى الجوانب السلبية المتعلقة بترك منزله والانتقال لمنزل جديد فهم سيفكرون فى كيف أنهم سيخسرون أصدقاءهم، وسيكون عليهم التأقلم على وضع جديد وسيشعرون بغربة فى المكان الجديد، وسيكون عليهم تعلم كيفية التصرف فى المواقف الاجتماعية الجديدة بالنسبة لهم. سيكون من الواجب على الطفل أيضا التأقلم فى مدرسته الجديدة، مع الوضع فى الاعتبار أنه قد يجد نفسه من الناحية الأكاديمية متأخرا أو مستواه أعلى من زملائه من حوله.
حاولى أن تجعلى طفلكِ ينظر للأمر بمنظور إيجابى، وقولى له إن الانتقال لمنزل جديد أو لبلد جديد أمر سيجعله يختبر مجموعة من التجارب المتنوعة وسيجعله يتعرف على أصدقاء جدد وعلى ثقافات وعادات وتقاليد جديدة مما سيكسبه الكثير من الخبرة. وإذا كان الطفل على سبيل المثال يتعرض لمضايقات فى مدرسته القديمة فإنه سيرى موضوع الانتقال كفرصة إيجابية بالنسبة له، ولكن فى نفس الوقت فيجب عليكِ أن تخبرى طفلكِ أن توقعاته يجب أن تكون منطقية وألا يتوقع مثلا أن الأمور ستتحسن بمجرد الانتقال للمكان الجديد. إن شخصية الطفل وسنه من العوامل التى ستحدد بشكل كبير كيف سيتأقلم الطفل مع الوضع الجديد، فهناك طفل يتأقلم بسهولة، وهناك طفل آخر قد يستغرق وقتا أطول للتأقلم. إن الطفل وهو صغير السن يحب أكثر أن تكون كل الأمور متوقعة، أما إذا كان الطفل فى سن المدرسة فإنه سيكون أكثر قلقا حيال كيفية استقبال الناس له، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل قد يتأقلم فى مدرسته الجديدة إذا كان شقيقه يرتاد نفس المدرسة معه. إن الطفل فى البداية قد يشعر أن الانتقال لمنزل أو منطقة جديدة عنصر تهديد له وسيجعله يفقد الكثير من العلاقات التى عمل على تنميتها طوال سنوات عمره.
يجب على الأم أيضا أن تفكر جيدا فى توقيت الانتقال لمنزل جديد أو لبلد جديد حتى لا تربك الطفل أكثر. وقد ترى الأم أحيانا أنه من الأفضل أن تتم عملية الانتقال فى منتصف العام حتى يتمكن الطفل من اللحاق بالجزء الثانى من العام فى المدرسة الجديدة. حاولى أن تشجعى طفلكِ على الانضمام لفريق رياضى فى مكان انتقالكم الجديد وهو الأمر الذى قد يساعد الطفل كثيرا فى عملية التأقلم.