كيفية تحفيز الطفل دون اللجوء للرشوة

دائما ما يعتقد الأهل أن أطفالهم أو أبناءهم لن يكونوا أكثر جدية فى الحياة دون أن يقوم الأهل بإجبارهم على هذا الأمر، مع الوضع فى الاعتبار أن هذا الأمر ليس صحيحا على الإطلاق لأنه ليس فى مصلحة الطفل بل إنه قد يجعل الطفل غير مهتم بأى شئ على الإطلاق. وأحيانا قد يكون إصرار الأم الدائم على تحفيز الطفل للقيام بأمور مختلفة فى حياته له رد فعل عكسى وقد يتحول لصراع بين الأم والطفل. إن أى أم أو أب بالطبع غالبا ما يشعران بالمسئولية تجاه تحقيق أبنائهم لأمور مهمة فى حياتهم، مع الوضع فى الاعتبار أن الطفل هو الذى يجب أن يكون مسئولا عن تحمل عواقب أفعاله. يجب على الأم أن تدرك جيدا أنها ليست المسئول الأساسى عن نجاح طفلها فى كل أمور وجوانب حياته وأن مكانها أو مهمتها لا تتمثل فى تحفيز طفلها الدائم للقيام بأمور مختلفة فى حياته وإنجاز مهام متنوعة وتحقيق الأهداف. إذا كنتِ تريدين مثلا تشجيع طفلكِ على تناول الخضراوات، فيجب أن تكونى أنتِ مثالا أمامه فى تناول الخضراوات ويجب أيضا أن تكونى مثالا أمامه وقدوة فى ممارسة الرياضة، مع الوضع فى الاعتبار أنكِ يجب أن تبدئي فى تلك الأمور منذ الصغر لأن الطفل سيبدأ فى تقليدكِ منذ الصغر. ويمكنكِ مثلا أن تختارى نوعا من الخضراوات مع طفلكِ من السوبر ماركت لتفكرا معا بعد ذلك فى طريقة طهى نوع الخضراوات الذى قمتما باختياره أو يمكنكِ أن تعطى طفلكِ مجموعة من المكونات ليقوم بتحويلها لوصفة صحية. لا تلجئى أبدا لرشوة الطفل بأمور يحبها ليكون أكثر تعاونا معكِ. وبدلا من أن تلجئى لرشوة الطفل بالجلوس أمام الكمبيوتر أو الذهاب للسينما فمن الأفضل أن تصطحبيه مثلا لممارسة نوع من أنواع الرياضة. ويمكنكِ أن تمارسى مع طفلكِ رياضة ممتعة وهو الأمر الذى سيستمتع به الطفل كثيرا وخاصة أنه سيقضى معكِ وقتا مميزا. لا تعتمدى على تقديم الحلوى لطفلكِ كنوع من المكافأة على الأمور الجيدة أو الإيجابية التى يقوم بها لأن مثل هذا التصرف سيجعل الطفل يعتمد على الطعام كطريقة أو وسيلة يتعامل بها مع مشاعره أو إحباطاته المختلفة وهو الأمر الذى سيجعل علاقة الطفل بالطعام غير صحية. وفى نفس الوقت أيضا يجب ألا تحرمى طفلكِ مثلا من تناول الحلوى كنوع من العقاب لأن هذا الأمر سيجعل بعض الأطعمة الممنوعة أكثر جذبا للطفل. إذا أردتِ أن تقومى بتحفيز طفلكِ فعليكِ أن تقومى بمدحه وأن تركزى على مجهوداته وليس فقط على النتيجة النهائية لأى أمر يقوم به، وعلى سبيل المثال عندما يقدم لكِ طفلكِ صورة قد رسمها بنفسه فلا تقولى له فقط إن الصورة جميلة بل قومى بالثناء على المجهود الذى بذله مع ذكر تفاصيل محددة. وإذا كنتِ تريدين مثلا تشجيع طفلكِ على ممارسة رياضة معينة فيجب ألا تركزى على فكرة المنافسة أو الفوز. وإذا كنتِ أيضا تريدين أن تقومى بتوجيه طفلكِ لفعل أمر ما فيجب أن تحافظى على هدوئكِ وأن تكونى محددة وواضحة فيما تقولينه للطفل وأن تشرحى له عواقب عدم الالتزام بالأمور التى تطلبينها منه. إن طفلكِ يتأثر كثيرا بصفة عامة بكل من حوله ولذلك يمكنكِ أن تستغلى هذا الأمر لتشجيعه على القيام بأمر ما، لأن مثل هذا التصرف سينمى عند الطفل حافزا للقيام بأمور مختلفة. وإذا كنتِ مثلا تريدين أن تطلبى من طفلكِ إنجاز مهمة ما فى المنزل فيمكنكِ أن تعطيه بعض الخيارات عن طريق أن تقومى بتخييره بين القيام بالمهمة حالا أو بعد بضع دقائق أو يمكنكِ أن تخيريه بين إلقاء القمامة أو إخراج الأطباق من غسالة الأطباق. واعلمى أن إعطاء الطفل الخيار سيجعل الحافز عنده أكبر .