اماندا غولد

يدفع الجدال المتصاعد حول الاعتداءات الجنسية في الجامعات الاميركية والتقارير المتلاحقة في هذا المجال السلطات والجامعات والمجتمع الى البحث عن الاجراءات الكفيلة للتصدي لهذه الظاهرة، وصولا الى اعادة النظر باسس التربية.

في الربيع الماضي، تسربت رسائل الكترونية لمجموعة طلابية في الجامعة الاميركية في واشنطن تطلق على نفسها اسم "ابيسلون ايوتا" تظهر استغلال بعض اعضائها لسذاجة بعض الطالبات في السنة الاولى وصولا الى تخديرهن للاعتداء عليهن.

وتحدثت احدى المراسلات عن استغلال وقوع الشابات في حالة سكر من اجل تقبيلهن.

وتقول اماندا غولد الطالبة في السنة الثانية "هذه المجموعة معروفة باسم +رابطة المغتصبين+ وقد اشاحت الجامعة عينيها عنها لوقت طويل، لكن بعد تسرب المراسلات لم يعد امام الادارة خيار آخر".

وتنشط اماندا في مواجهة هذه الظاهرة، وهي أسست مجموعة "نو مور سايلنس" (لا صمت بعد اليوم)، وجمعت 1700 توقيع لدفع ادارة الجامعة الى طرد الفاعلين، ونظمت تظاهرات لمطالبة الادارة بالكف عن التقليل من خطورة المشكلة.

ومع ان اماندا لم تحظ حتى الآن بامكانية مقابلة رئيس الجامعة، لكنها تلقت دعما اكثر اهمية.

فقد اطلق البيت الابيض حملة وطنية لمكافحة هذه الظاهرة، وذلك مع بروز الاخبار التي تشي بحدة المشكلة واتساع نطاقها، فمن اصل خمس طالبات تتعرض واحدة للاغتصاب في حياتها الجامعية.

واوصى الرئيس باراك اوباما الجامعات بالتصدي لهذه الظاهرة، وقال "ان هذه المشكلة تقع على عاتقنا" داعيا كل طالبة الى "ان تكون جزءا من الحل".

وتبث في اماكن تجمع الطلاب مقاطع دعائية تدعو الى التحرك وعدم الاكتفاء بموقع المتفرج.

وبحسب فيث فيربر الطالبة في السنة الثانية، فان "الناس لا يعرفون اصلا ان هذه الاعمال تندرج في اطار الاغتصاب".

وهي تروي انها تصدت مرة لاحد الشبان شارحة له ان استغلال الشابة الواقعة تحت تأثير السكر الشديد لاغراض جنسية ما هو الا اغتصاب يعاقب عليه القانون.

وتنشط فيث في ورشات توعية بدأت تتكاثر منذ الكشف عن الرسائل الالكترونية.

وقد فرضت ادارة الجامعة على الطلاب الذين يلاحقون الفتيات الالتزام بهذه الورشات، ويبقى الخيار حرا للآخرين، علما ان دراسة اعدت في العام 2013 اظهرت ان 18 % من الطلاب اقروا بانهم مارسوا الجنس مع فتاة لم تكن ترغب بذلك.

وتركز الحملات على ان اي ممارسة جنسية لا تحظى بموافقة الطرف الآخر بملء ارادته هي عمل جرمي من فئة الاغتصاب، لكنها لا تركز كثيرا على العوامل التي تضع الشابة في دائرة الخطر مثل استهلاك الكحول او قبول كأس شراب من شخص غير معروف وما الى ذلك.

وبموجب قانون اقر في ولاية كاليفورنيا في الآونة الاخيرة فان اي ممارسة جنسية غير قائمة على موافقة واضحة من الطرفين يمكن ان تصنف في دائرة الاغتصاب في حال التقدم بشكوى لادارة الجامعة.

لكن دانيال رابابورت المسؤولة في قسم الوقاية من العنف الجنسي في الجامعة الاميركية ترى ان المشكلة يجب ان تعالج في ما هو ابعد من القوانين.

وتقول "المشكلة الحقيقة هي في الطريقة التي يربي فيها الاميركيون ابناءهم".

وتضيف "نحن ننشئ الفتيان على ان يصبحوا رجالا معتدين، فوقيين، عنيفين، لا يرون في المرأة سوى اشياء يريدون الحصول عليها".