جامعة بيرزيت

قدم أستاذ الإعلام في جامعة بيرزيت صالح مشارقة، ورقة تطبيقية في مؤتمر تعدد اللغات والفضاء الإلكتروني الذي عقدته منظمة اليونسكو في مدينة خانتي مانسي في سيبيريا الروسية، وشارك في المؤتمر خبراء وباحثون من 40 دولة من قارات العالم، قدموا أبحاثا أساسية وتطبيقية حول قضايا اللغات والإنترنت من زوايا وحقول علمية متعددة.

وتمحورت الورقة التي قدمها مشارقة حول إدماج تعدد اللغات في تدريس أخلاقيات الإعلام، لتفكيك هيمنة اللغات الرسمية أو لغات الدول الكبرى او الثقافات المهيمنة على الفضاء الإلكتروني على المضامين الإعلامية في الإنترنت، وحول أهمية فتح صندوق أخلاقيات الإعلام المغلق منذ عقود في الأجسام الصحافية الدولية والإقليمية والمحلية على معايير باتت تقليدية ولا تواكب التطورات الضخمة التي يشهدها الإعلام ومهنة الصحافة، واستعرض التجربة التطويرية التي يقودها المركز في فلسطين مع ثمانين شريكا وطنيا ضمن مبادرة تطوير الإعلام وكيف قادت عمليات صياغة مكونات هذه المبادرة إلى حقول فرعية كثيرة في قضايا الإعلام، وبينها مكون تطوير أكاديميا الإعلام في الجامعات الفلسطينية الذي نجح في العامين الماضيين في إصدار 3  نماذج- مناهج لمساقات جديدة في تدريس الإعلام في الجامعات الفلسطينية.

وقال مشارقة إن مطلب إدماج تعدد اللغات في مدونات السلوك الصحفي ومواثيق الشرف جاء عبر تحريره لمساق أخلاقيات الإعلام الذي ألفه عدد من أساتذة الإعلام في الجامعات الفلسطينية، وتم فيه لأول مرة في المنطقة العربية إدخال أسابيع دراسية جديدة على تدريس أخلاقيات الإعلام، وقدم للمؤتمر مراجعة أدبيات مختصرة تضمنت نقداً لمواثيق أخلاقيات الإعلام ولمبادئ وقيم ومعايير مدونات السلوك المهني في عدد من تجارب الدول العربية وفي عدد من منصات المعايير الأخلاقية للصحافة التي اقترحتها عدد من الجامعات والنقابات والمنظمات الأوروبية، مبيناً أن جميعها تخلو من تعدد اللغات في الإعلام وهو ما يملي على الاتحادات الصحفية والنقابات المهنية تطوير مدونات السلوك المعمول بها أو تلك التي لم تعد تواكب تطورات الصحافة في الفضاء الإلكتروني.

وأكد مشارقة أنّ تعدد اللغات في المضامين وفي التنظيمات والقواعد المهنية للصحفيين بات مطلوبا لأن انتقال الصحافة إلى الإنترنت يتطلب إعادة بناء سلة المبادئ والمعايير الأخلاقية لمهنة الصحافة، مشيرا إلى أن من شأن هذا الدمج أن يفتح المجال لقيام صحافة للأقليات لتعبر عن هوياتها بعيدا عن سيطرة الصحافة الرسمية التي تعتمد على لغات وتوجهات رسمية وتعجل في انقراض لغات الأقليات أو تضعف الرسائل الصحفية التي تعبر عن المجموعات المهمشة في دول كثيرة، وقدم مشارقة توصيات لمنظمة "اليونسكو" الروسية ولكل المشاركين في المؤتمر، دعت إلى مخاطبة الاتحادات الصحفية الدولية والإقليمية ونقابات الصحفيين المحلية والطلب منها فتح النقاش وتجديد المصطلحات والمعايير في مدونات السلوك الصحفي وفي مواثيق الشرف المهني والإضافة عليها في توجهات كثيرة باتت مطلوبة بسبب انتقال الصحافة المتواصل إلى العصر الرقمي.

ودعا إلى إدخال تعدد اللغات في أشكال التنظيم الذاتي المعمول به في عدد من نقابات الصحفيين في العالم، والى السياسات التحريرية في وسائل الإعلام المختلفة وفي مسارد المصطلحات الصحفية المعمول بها في وسائل الإعلام المحلية والعالمية.