غزة - فلسطين اليوم
ا الجامعي، بعد توجيهه انتقاداً لها من خلال نص نشره على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، وطلبت منه حذف المنشور والتوقيع على تعهد بعدم الإساءة للجامعة مجدداً، مقابل السماح له بالعودة لمقعده الدراسي.
فمساء 17 آذار، كتب أسامة عرار الطالب في كلية الإعلام في جامعة النجاح، منشوراً على صفحته في موقع فيسبوك بعد زيارته جامعة بيرزيت، قارن خلاله بين الجامعتين، موجهاً مجموعة من الانتقادات والملاحظات إلى جامعته، إلا أن إدارة جامعته لم تتحمل ما وجه إليها من انتقادات، فأصدرت قراراً فورياً يمنعه من دخول الجامعة، وبدأت مساومته عبر مجلس اتحاد الطلبة بحذف المنشور والتوقيع على تعهد بعد انتقادها مجدداً، وقد أمهلته يومين للموافقة على شروطها مقابل السماح له بالعودة إلى مقاعد الدراسة.
من جانبها، أكدت إدارة الجامعة من خلال مدير العلاقات العامة خالد مفلح، على أن الإجراء المتخذ ضد أسامة لم يكن من الحرس الجامعي، بل هو قرار إدارة الجامعة وقام الحرس بتنفيذه، مشيراً في تصريح صحفي أن منشور أسامة “تجاوز حدود النقد إلى التجريح”، فالجامعة تقبل النقد إلا أن أسامة “أساء لأساتذته وللجامعة وللكتل الطلابية”.
يروي أسامة من قرية قراوة بني زيد شمال رام الله، الطالب في سنته الرابعة لـ قدس الإخبارية، أنه في اليوم التالي على كتابته المنشور وخلال تواجده في كليته، حضر رجال الأمن واقتادوه إلى خارج حرم الجامعة، وأبلغوه أن إدارة الجامعة تمنع تواجده داخلها، مشيراً إلى أن صورته واسمه تم تعميمهم على حرس الجامعة لمنع أي محاولة له بدخول الجامعة.
وسبق ذلك تلقيه اتصالاً من رئيس مجلس اتحاد الطلبة ابراهيم عطا في ساعة متأخرة، حسبما يؤكد أسامة، مبينا أنه لم يأخذه على محمل الجد، واعتقد حينها أن أحد أصدقائه يقوم بممازحته، “لم أتصور أن إدارة الجامعة ستلاحق طالب لأنه عبر عن رأيه ونشر منشوراً على صفحته في فيسبوك”.
وقال أسامة، “القضية الآن معلقة، الجامعة تساومني بالعودة إليها مقابل حذف المنشور والتوقيع على تعهد بعدم انتقادها.. إلا أن هذا حقي بالتعبير، ولن أتنازل عنه وسأبقى أدافع عنه ليس لأجلي أنا، ولكن لأجل كل طلبة الإعلام والصحفيين”، متابعاً، “حريتي فوق كل الاعتبارات حتى لو كانت على حساب شهادتي، فأنا الآن مهدد أن يتم فصلي من الجامعة”.
وأكد أسامة على أنه سيقوم بعدة خطوات احتجاجية حتى ينتزع حقه بالعودة إلى الجامعة، مشيراً إلى أنه تواصل مع مؤسسات حقوقية لمتابعة قضيته والدفاع عنه، “الكل تعهد بمساندتي والوقوف معي.. وإن لم توافق الجامعة على عودتي فسأستمر بخطواتي الاحتجاجية”.
أسامة يعمل خلال شهور الصيف وبعد دوامه الجامعي حتى يوفر أقساطه، مؤكداً على أنه عمل كعامل باطون، وكنادل في مطعم، وعامل في مزرعة دجاج، “أنا لا أتعلم برفاهية، أنا بذلت الكثير حتى استطعت دخول الجامعة والاستمرار فيها”، مطالباً المجتمع بالوقوف معه ومساندته حتى يستطيع العودة مجدداً للجامعة دون أن يتنازل عن حقه بالتعبير عن رأيه.
من جانبها، قالت والدة أسامة، “منذ ولادة أسامة وحلمي أن يدرس في جامعة النجاح، وبدأنا بجمع أقساطه الجامعية.. حلمي أن أرى أسامة يتخرج من الجامعة، عانينا كثيراً، فجاهدونا وتعبنا وجوعنا أشقائه حتى نوفر له الأقساط.. ولكن ذلك لا يعني أن يخسر كرامته وحقه بالكلام والتعبير”.
وأضافت، “أسامة طالب إعلام وغداً سيصبح صحفي يعمل في الميدان، إذا منع من التعبير عن رأيه اليوم.. فكيف سيعمل غداً؟ .. نحن محرومين من كل شيء، فعلى الأقل اتركوا لنا حقنا في الكلام والتعبير”، متابعة، “صحيح أنا أحلم برؤية أسامة يتخرج من الجامعة.. ولكن أريده أن يتخرج وهو حر”.
من جهتها، أدانت مؤسسة سكاي لاين الدولية التي تتخذ من ستوكهولم مقرا لها قيام إدارة جامعة النجاح الوطنية بمنع دخول أحد طلبتها إلى حرم الجامعة بسبب منشور له على موقع فيسبوك.
ودعت المؤسسة الدولية في بيان وصل لـ قدس الإخبارية، إدارة جامعة النجاح وعلى رأسها الدكتور رامي الحمد الله رئيس الوزراء الفلسطيني، والرئيس الحالي للجامعة، بوقف الانتهاك الدستوري الواضح في عملية منع الطالب من دخول جامعته، كما طالبته بإنهاء عمل مجلس الضبط بحق الطالب الموقوف، مطالبة إدارة جامعة النجاح إلى إعلاء القيم الديمقراطية في الجامعة وإفساح المجال للطلبة للتعبير عن رأيهم ضمن القوانين الدولية التي تضمن هذا الحق دون أي عملية ترهيب أو تخويف أو محاسبة.
وأوضحت سكاي لاين أن منع الطالب من دخول جامعته هو انتهاك فاضح وكبير لحق حرية التعبير عن الرأي التي كفلها القانون الأساسي الفلسطيني، والقوانين الدولية، والتي وقعت عليها السلطة الفلسطينية مؤخرا، مشيرة إلى إن حادثة الطالب أسامة، ليست الأولى من نوعها والتي قامت برصدها في جامعة النجاح، حيث تم فصل طالب العام الماضي بسبب منشور له أيضا انتقد فيه جامعة النجاح الوطنية.