القاهرة - فلسطين اليوم
افتتح المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء مساء اليوم الاثنين فعاليات المؤتمر العلمي الرابع لجامعة عين شمس الذي يعقد تحت شعار "نحو منظومة وطنية للابتكار: مؤشرات الحاضر وتطلعات المستقبل"، والذي يستمر في الفترة من 27 إلى 29 أبريل الجاري بقاعة المؤتمرات الكبرى بكلية الصيدلة بجامعة عين شمس، وذلك بحضور عدد من الوزراء ورئيس جامعة عين شمس.
وكرم رئيس الوزراء عددا من العلماء الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية وجوائز العلوم، مشيدا بالابتكارات التي رآها في المعرض والتي أبدعتها العقول المصرية، وشدد على ضرورة "تضافر الجهود للعمل على تحويل تلك الابتكارات إلى واقع ملموس ومنتج وطني يظهر الوجه الحضاري لهذا الشعب المبدع" .
وفي مستهل الفعاليات، قام محلب بافتتاح معرض الابتكارات الأول لجامعة عين شمس، والذي ينظم تحت شعار "ابتكارات المستقبل"، ويشهد منح جوائز لأفضل خمسة عشر ابتكاراً تصل قيمة كل منها إلى 10000 آلاف جنيه، يتم توجيهها لاستكمال النموذج الأولي، أو تطويره، والذي سوف يتم تحت إشراف مكاتب دعم الابتكار وتسويق التكنولوجيا بالجامعة.
ويستهدف المعرض توفير الفرص للمبدعين من الشباب والعلماء لتبادل الخبرات، وجذب التمويل والاستثمارات بدعم من رجال الأعمال والصناعة ووسائل الإعلام المختلفة التي تساهم في إلقاء الضوء على أحدث الابتكارات والتكنولوجيا المتاحة والداعمة لعملية التنمية الاقتصادية والصناعية في مصر.
وخلال فعاليات المؤتمر، أكد وزير التعليم العالي السيد عبد العال أن إقامة هذا المؤتمر تأتي في ظل مرحلة جديدة من تاريخ مصر تشهد تصاعد الاتجاه نحو العولمة، والاقتصاد الجديد، والتطلع نحو تحقيق ميزة تنافسية في العديد من المجالات التنموية، لاسيما في مجال التعليم العالي والبحث العلمي.
وأوضح أنه من هذا المنطلق، بدت الحاجة ملحة لتدعيم أواصر التعاون بين مؤسسات التعليم العالي والبحث العلمي والفئات الفاعلة فى المجتمع بما يسهم في إنجاز مستويات أعلى من التنمية الوطنية وتحقيق أهداف التنمية الشاملة المستدامة ومواجهة متطلبات المستقبل، وذلك من خلال أدوات المعرفة والتطوير التكنولوجي والابتكار.
ومن جانبه، أشار وزير البحث العلمي شريف حماد إلى أن جامعة عين شمس تطرح من خلال هذا المؤتمر رؤى وأطروحات متمايزة ومتنوعة لبناء المنظومات الوطنية للابتكار، والتي تتضمن آليات بناء منظومات الابتكار الوطني لربط قطاعات التعليم والبحث العلمي والتكنولوجيا والصناعة، وتقليص الفجوة بينهما لدعم التنمية المحلية للدولة، وحشد الإمكانيات البحثية المتوافرة لبناء مستقبل جديد لأجيال واعدة.
وأضاف الوزير أن "منظومة الابتكار الوطني" تتضمن أيضا آليات لبناء خريطة تكنولوجية مصرية لتكون حجر الأساس للتنمية المجتمعية، كما تشمل تحديد معايير الأداء وآليات التعاون وإستراتيجيات التطوير لهذه الخريطة التكنولوجية بالنسبة للمجموعات العلمية والبحثية بقطاعي التعليم والبحث العلمي، وسبل تحقيق تراكم وتكامل المعرفة بهدف الوصول لبنية تحتية للبحث العلمي بالدولة تكون مرتبطة بالصناعة وتخدم احتياجات السوق الوطني والإقليمي وخطط تنمية الدولة، وبالتالي تتوافر الاستثمارات المطلوبة لدفع عجلة العلوم والتكنولوجيا بالدولة .
وأكد رئيس جامعة عين شمس حسين عيسى أن جلسات المؤتمر تدور حول العديد من المحاور، من أهمها تقييم المنظومة الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي والتنمية التكنولوجية والابتكار بين عامي 2000 و2015، ومستقبل تلك المنظومة في ضوء مرتكزات الاقتصاد الجديد، كما تشمل المحاور آليات تعزيز القدرات الوطنية للارتقاء بالبحث العلمي والتنمية التكنولوجية والابتكار والتعرف على المنظومات الوطنية للابتكار والخبرات والممارسات الإقليمية والعالمية في بناء تلك المنظومات الوطنية للابتكار وتطويرها.
وأشار رئيس الجامعة إلى أن المؤتمر سيشهد عقد ورشتي عمل، الأولى تحت عنوان "منظومة دعم نقل التكنولوجيا والابتكارات"، وتهدف إلى مساعدة المبدعين من أبناء جامعة عين شمس في الحصول على دعم المؤسسات التمويلية لتحسين مستويات ابتكاراتهم، والانتقال بها إلى مرحلة التطبيق، حيث يحاضر فيها ممثلون عن المؤسسات المحلية والدولية الداعمة للابتكارات والتكنولوجيا.
أما بالنسبة لورشة العمل الثانية، بحسب عيسى، فهي الورشة العلمية الدولية الأولى لتكنولوجيا المستشعرات الحيوية و البوليمرات المطبوعة جزيئيا وتطبيقاتها الممكنة فى مجالات الصحة العامة وسلامة الغذاء والبيئة، وتهدف إلى التوعية بتكنولوجيا المستشعرات الحيوية وتطبيقاتها الممكنة فى مجالات الصحة العامة، وسلامة الغذاء والبيئة، وكذلك التوعية بتطبيقات تكنولوجيا البوليمرات المطبوعة جزيئياً الممكنة كنماذج أولية لتكنولوجيا فريدة من نوعها من شأنها أن تلبي حاجة السوق بناء على التحاليل الاقتصادية.
ويحاضر في ورشة العمل الدولية فريق دولي من تخصصات بحثية متعددة في مجال تشخيص الأمراض والصحة العامة والتكنولوجيا الحيوية والكيمياء التحليلية الحيوية والهندسة الكهربائية والاتصالات.
وأشار إلى أن المؤتمر سيناقش العديد من القضايا العصرية التي تواكب التطورات العالمية في مجالات الابتكار، ومن أبرز تلك القضايا الصناعات ذات الكثافة التكنولوجية العالية، والتطبيقات السلمية للطاقة الذرية، وتكنولوجيا النانو، والطاقة الجديدة والمتجددة، والقضايا البيئية المتعلقة بالاقتصاد الأخضر والتأثيرات المناخية، وتنمية واستغلال الثروة السمكية، ومستقبل قطاع النقل، والرعاية الصحية، والصيدلة البيوليوجية، والمجالات المتعددة للحوسبة والأمن المعلوماتي.
وأضاف رئيس الجامعة أن المؤتمر يشهد مشاركة واسعة من أعضاء هيئات التدريس بالجامعات المصرية، وعدد كبير من الباحثين، ومراكز البحث والمعاهد، والهيئات الاقتصادية والتنموية بالقطاع الخاص والعام والغرف التجارية، والقيادات، والعاملين في الوزارات والقطاعات الحكومية المختصة، وخبراء المنظمات الدولية والإقليمية، وعدد من ممثلي الشركات والمؤسسات المعنية بالإبداع والابتكار، والمؤسسات الإعلامية والصحفية، ورجال الأعمال المهتمين بالبحث العلمي والابتكار.