رام الله - وفا
نفذت وزارة التربية والتعليم العالي، بالتعاون مع جامعة القدس المفتوحة وجامعة قبرص المفتوحة، وبدعم من الحكومة البلجيكية، اليوم الأربعاء، ورشة العمل الوطنية لتطوير سياسات توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم، استنادا إلى نتائج البحث الإجرائي للتعلم الإلكتروني في المدارس الحكومية الفلسطينية.
وقال الوكيل المساعد في وزارة التربية والتعليم العالي بصري صالح، خلال افتتاحه الورشة، إن مثل هذه الورشات تساهم في تطوير التعليم في فلسطين، مشيرا إلى أهمية توظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في هذا المجال.
ودعا إلى التركيز على التعلم أكثر من التعليم؛ لأن ذلك يعود بنتائج إيجابية على العملية التعليمية برمتها، مشدّدا على ضرورة أن يمتلك المتعلم المهارات المناسبة لتوظيف التكنولوجيا في التعليم في الوقت الراهن.
وأشار صالح إلى أهمية السياسات والتوصيات التي تخرج بها الحزمة الثالثة للمشروع بالنسبة إلى وزارة التربية والتعليم العالي، مشددا على أن هذه الورشة تندرج في صلب تطوير التعليم في المدارس في فلسطين.
وفي كلمته الافتتاحية، أعرب نائب رئيس جامعة القدس المفتوحة للشؤون الأكاديمية د. سمير النجدي، عن أمله بأن تكون ورشة العمل ناجحة ومثمرة، كما رحب بالحضور من جامعة قبرص المفتوحة التي توجد كشريك في إجراء الدراسة.
وقال د. النجدي، 'إن التكنولوجيا فرضت نفسها في القرن الحادي والعشرين، وأوجدت ثورة ليست أقل من الثورة الصناعية، وأثرت في جميع مناحي الحياة. وإزاء هذا المشهد أصبح التطور التكنولوجي أساس الحياة، وتابع: 'نحن- تربويين وصناع قرار- نسعى إلى غرس مهارات القرن الحادي والعشرين في طلابنا ليكونوا قادرين على مواجهة التحديات، متسمين بروح المبادرة. وأطلقت وزارة التربية والتعليم العالي سلسلة من المبادرات، كان من بينها مشروع تعزيز التعلم الإلكتروني الذي يهدف إلى رفع جودة التعليم في المدارس الفلسطينية، لذا نأمل أن تحدث نقلة نوعية لتسخير الخدمات التعليمية في خدمة التربية والتعليم'.
وبين أن جامعة القدس المفتوحة نفذت، بالتشارك مع جامعة قبرص المفتوحة، مشروع البحث الإجرائي لتعزيز التعليم الإلكتروني في المدارس، مبينا أن هذه التجربة يمكن أن تكون الجزء الأفضل في تقييم العملية التطويرية في فلسطين، وأن وزارة التربية والتعليم تمتلك كثيرا من الخطط التطويرية.
ولفت أيضا إلى أن 'القدس المفتوحة' أصبحت منارة للتعليم الإلكتروني في فلسطين، وهي تسعى باستمرار إلى تعزيز التعاون والشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي، وتسخر كل إمكاناتها لخدمة العلم والتعليم في فلسطين.
وقال د. ثاناسس هاذريلاكوس، من جامعة قبرص المفتوحة، إن تكنولوجيا المعلومات والاتصالات يجب أن تخدم التعليم وتعزّزه، وأن تكون جزءا منه، فهي أساسية في روح العملية التعليمية، لذا تُصمّم نشاطات التعليم لخدمة المنهاج وليس العكس، ما يحتم علينا الاستفادة من التكنولوجيا لإصلاح المنهاج نحو المهارات لا نحو التكنولوجيا بحد ذاتها.
وتابع: 'علينا أن نستثمر في التعليم والتكنولوجيا من خلال هذه الورشات، وأن نستمر في تطوير التعليم في فلسطين باستخدام التكنولوجيا، ونحن سنساعدكم في بناء المعرفة في فلسطين؛ لتوظيف التكنولوجيا في تطوير التعليم'.
ولخص مدير دائرة الجودة في جامعة القدس المفتوحة ومدير المشروع، د. يوسف الصباح، الحزم الثلاث للمشروع، مبينا أن الأولى تتعلق بالدروس المستفادة من المشروع والتطور الذي حدث فيه، من بدايته حتى نهايته، أما المرحلة الثانية فكانت عن تدريب المعلمين وتنفيذ زيارات ميدانية، والثالثة ركزت على بناء هذه الدراسات والسياسات التي نوقشت.
وقال أ. محمد أبو معيلق -من جامعة القدس المفتوحة- إن المرحلة الثانية تركزت حول البحث الإجرائي لتوظيف التقنيات لدعم مهارات القرن الواحد والعشرين في المدارس الفلسطينية، بمشاركة (12) باحثا من جامعتي 'القدس المفتوحة' و'قبرص المفتوحة'، لدعم عملية التعلم، وليمتلك الطلبة مهارات القرن الحادي والعشرين من خلال توظيف التعلم الإلكتروني.
وأوضح هاذريلاكوس أن الحزمة الثالثة اشتملت على ست أوراق سياساتية تركز على: المبادرات المدرسية، والتعليم النقال، والتطور المهني للمعلم، والمصادر التعليمية الرقمية في التعليم والمنهاج، والتعليم المتمحور حول المتعلم، وتقييم مهارات القرن الحادي والعشرين، والورقة السادسة ملخص لكل ما عرض.
وقدمت خلال الورشة مجموعة من الأوراق العلمية، كانت الأولى للدكتورة رندة النجدي -من جامعة القدس المفتوحة- حول 'مهارات القرن الحادي والعشرين'، كما قدم د. مجدي زامل ورقة حول 'التطور المهني للمعلمين'، ثم قدمت د. سعاد العبد ورقة بعنوان 'المبادرات المدرسية'.
وأيضا عرض د. يوسف صباح ورقة حول 'المصادر التعليمية الرقمية في التعليم'، فيما قدم أ. محمد أبو معيلق ورقة حول 'التعلم النقال'، ثم قدم د. خالد دويكات -من جامعة القدس المفتوحة- لمحة عن 'مقهى المستقبل'.
وأدار المجموعات الميسران الرئيسان لها: د. مجدي زامل، ود. خالد دويكات، من جامعة القدس المفتوحة.
وفي نهاية الورشة، ناقشت فرق العمل (أي المجموعات المكونة من المسؤولين وصناع القرار في وزارة التربية والتعليم العالي) الأوراق السياساتية للخروج بتوصيات داعمة لها (للأوراق)، كما تم الخروج بورقة تتضمن خيارات للسياسات المقترحة تتبناها وزارة التربية والتعليم العالي، وتتضمن أيضا انعكاسات توظيف التكنولوجيا ومتطلباتها على تطوير المناهج وسياسات تأهيل المعلمين وإعدادهم، وعلى طبيعة البنى التحتية.
وذكر منسق مبادرة التعليم الإلكتروني في وزارة التربية والتعليم العالي، الدكتور رشيد جيوسي، أن هذا النشاط يأتي في المرحلة الأخيرة لتنفيذ مشروع التعلم الإلكتروني الذي كان من أهم مخرجاته نموذج لتوظيف تكنولوجيا المعلومات والاتصالات في التعليم للوصول إلى تعلم متمحور حول الطالب.ورشة عمل تناقش سياسات توظيف تكنولوجيا المعلومات في التعليم