استضاف معهد الشرق الاوسط العلمي للأمن خبيرين يابانيين في السياسات الدولية والامنية ، حيث تطرقا في محاضرتيهما للفرص الاقتصادية والتحديات الامنية التي تواجه اليابان في علاقتها مع محيطها ومنطقة الشرق الاوسط .

وتحدث استاذ السياسات الدولية في جامعة " هوسي " البروفيسور ساتورو موري في محاضرة له ، ادارها مدير المعهد الشريف ناصر بن ناصر وجاءت تحت عنوان "التطورات الاخيرة في السياسية الامنية اليابانية والتحالف الياباني – الاميركي "، حيث بين ان ابرز التحديات الامنية التي تواجه اليابان في محيطها تتمثل في كوريا الشمالية والصين .

وفيما يتعلق باستجابة الحكومة حيال تلك التحديات ، قال موري ان حكومة رئيس الوزراء شينزو آبي عملت على محورين : محلي وذلك عن طريق الانعاش الاقتصادي او ما بات يعرف ب " "Abenomics" من خلال تعزيز الشراكة عبر المحيط الهادىء ومحور خارجي بتعزيز التعاون الامني وبمساهمة فعالة لاحلال السلام على اسس وقواعد التعاون الدولي .

واشار موري الى التطورات الرئيسية في السياسة الأمنية لبلاده تتمثل في المرونة : وذلك بتوسيع نطاق الحق في الدفاع عن النفس والتحالف وتحسين التعاون الياباني – الاميركي في مجال السياسة الدفاعية والتعاون الامني والقدرة على بناء قوة ديناميكية للدفاع المشترك .

واوضح ان اليابان اليوم تحاول التكيف مع التطورات الحاصلة في محيطها والمتمثلة في صعود وبروز الصين ومساعي كوريا الشمالية النووية ، موضحا ان اليابان تحاول توفير الأمن من خلال تعزيز قدراتها الخاصة ورفع مستوى تحالفها مع الولايات المتحدة وتكثيف تعاونها الأمني مع دول العالم الثالث .

بدوره ، قال استاذ السياسات العامة في جامعة " هيتوتسباشي " البروفيسور نوبوماسا اكاياما ان ما يشكل السياسة اليابانية تجاه منطقة الشرق الاوسط عدة عوامل اهمها : أمن الطاقة السلام الإقليمي والاستقرار الادارة الرشيدة والعلاقات الثقافية والتاريخية .

ولفت الى ان اليابان تواجه عدة تحديات عند الحديث عن امن الطاقة تتمثل بالاعتماد الكبير على واردات الطاقة بنسبة 94 بالمئة والاعتماد الكبير على الوقود الأحفوري لتوليد الطاقة فضلا عن تذبذب أسعار النفط والغاز .

واشار اكاياما ان منطقة الشرق الاوسط تحظى بامكانيات كبيرة وجاذبة ، حيث معدلات نمو السكان المرتفعة خاصة جيل الشباب اذ يصل اجمالي عدد السكان الى 510 مليون نسمة بناتج محلي إجمالي يصل الى 4.3 تريليون دولار أميركي وبدخل سنوي للفرد يصل الى 8336 دولار .

ولفت ان من عوامل الجذب الاخرى ان المنطقة تعتبرخزان لموارد الطاقة ونقطة استراتيجية لمرور وتوزيع السلع اضافة الى احتوائها الى ما يصل من 50 بالمئة من احتياطي النط الخام العالمي وحوالي 40بالمئة من الإنتاج العالمي للنفط فضلا عن ما نسبته 20 بالمئة من إنتاج الغاز الطبيعي المسال .

وتم خلال الجلسة التطرق من قبل الخبراء المشاركين الى العديد من المحاور والموضوعات المتعلقة بالسياسة اليابانية الخارجية في منطقة الشرق الاوسط وما تقدمه اليابان من مساعدات واسهامات اقتصادية وتنموية الى بعض دول المنطقة ، داعين الى دور اكبر واكثر فعالية لليابان خاصة في المجال السياسي وبما يتناسب مع مستوى حضورها الاقتصادي .