القدس المحتلة - فلسطين اليوم
شاركت مؤسسة "سوا" في إطلاق معرض المبادرات التربوية الأول في فلسطين، وذلك تتويجًا لمشروع "دفيئة المبادرات التربوية -تمكين المجتمع المدني"، الذي استمر لثلاثة أعوام بالشراكة مع عدة مؤسسات فاعلة في المجتمع.
وتضمنت الدفيئة التربوية 12 مبادرة ريادية اجتماعية، ثقافية وتربوية ردًّا على المنظومة الفكرية والاجتماعية والسياسية السّائدة والرّاكدة، حيث أنّ مشروع الدفيئة يقوم بإحضار المبادرات من الحيّز الفكري والنّظري إلى حيّز الممارسة وفضاء المشاريع الميدانية.
وذكر المدير العام لجمعية "مسار" ابراهيم أبو الهيجا، "نلتقي أناسًا مختلفين من جميع أطياف المجتمع الفلسطيني، من أجل إحياء ثقافة تم اقصاؤها على مدى أعوام طويلة لدرجة أننا نسيناها، وبتنا نعيش في ثقافة الاستهلاك".
وأضاف أبو الهيجا أن نظام التربية والتعليم السائد هو منبع ومصدر ثقافة الاستهلاك، لأننا نستهلك المعرفة ولا نبحث فيها، والأخطر من ذلك أنه بقلب هذه المعرفة نستهلك ثقافة وفكرًا اجتماعيًا مبنيًا على الصواب والخطأ، وعلى المعايير والعلامات.
وذكر أن "دفيئة المبادرات هي مشروع ثقافي جاء ليقول كفى للاستهلاك، ولننتقل لثقافة المبادرات والبحث، لذلك نمد أيدينا لكل المؤسسات لنحولها لثقافة تنمو وتعيش في الحيز العام، وتكون في متناول كل الناس، كما كان الشعر في سوق عكاظ".
وأعربت النائب عايدة توما من مؤسسات جمعية "نساء ضد العنف"، عن فخرها بهذه المبادرات التي رأت بها خروج عن الأقوال العادية، وإعطاء فرصة للأطفال للتغيير والتفكير بشكل مخلف، و"التمرد على القيود التي تجعل منا محدودي التفكير، وبهذا يوجد التزام من أجل خلق ثقافة مغايرة وتعليم مختلف ونضال من أجل التغيير، لأنه إذا لم نتمكن من التجديد وإيجاد طرق بديلة وجديدة فسنبقى واقفين مكاننا ولا نتطور".
وبينت مديرة مؤسسة "سوا" أهيلة شومر، "نحن نعمل في مجال مناهضة العنف ضد المرأة، ونقل الحديث عن هذا الموضوع من حيز الأسرة إلى المجتمع، وكل الفكرة التي تقوم عليها "سوا" في العمل بقضايا العنف، هي تغيير الثقافة السائدة في هذا الموضوع، ما سيؤدي للتغيير المجتمعي، وهذا الجزء المبني عليه المشروع، عن طريق إدخال ثقافة أخرى لمفهوم التربية".
وتابعت، "جزء من عمل "سوا" هو استخدام الأدوات التربوية للتغيير، من خلال عملنا بالمدارس مع المعلمين والطلاب وأهاليهم لإدخال أدوات ومفاهيم للتعامل خالية من العنف ومبنية على أنماط بديلة تهدف للتغير الاجتماعي".