رام الله ـ وفا
أوصى مشاركون وخبراء تربويون، اليوم الثلاثاء، بضرورة منح عملية تطوير المناهج الأولوية في المرحلة الراهنة، وتوفير ما تتطلبه من إسناد سياسي ودعم على كافة المستويات الرسمية والشعبية.
وأجمع المشاركون خلال ختام الورشة التشاورية التي نظمتها، وزارة التربية والتعليم العالي، على مدار يومين متتاليين، لمناقشة وبحث آليات وسبل تطوير المناهج الفلسطينية، على ضرورة التركيز على كافة القضايا المتعلقة بمهارات القرن الحادي والعشرين، والاستجابة للتحولات التكنولوجية المتسارعة في عالم اليوم، وتطوير مصفوفة معايير ضمن مؤشرات واضحة ومرجعيات يتم الاحتكام اليها في مراحل العمل المختلفة.
وجددت وزيرة التربية والتعليم العالي خولة الشخشير، التزام الوزارة بتوفير أعلى درجات الجاهزية لتعزيز الشراكات مع المؤسسات المعنية بعملية التطوير، والوصول إلى آليات كفيلة بتحقيق الغايات والتوجهات التربوية، وتضمين الرؤى والأفكار التي تم طرحها خلال هذه الورشة التي تهدف إلى المضي قدما في مجال إصلاح وتطوير المناهج الفلسطينية.
بدوره، أكد وكيل الوزارة محمد أبو زيد، أن الوزارة ستقوم بالتواصل مع أعلى مكونات الهرم السياسي الفلسطيني لوضعه في صورة التوجهات القائمة على صعيد تطوير المناهج، مشددا على أن مشاركة نخبة من الاكاديميين والخبراء من جناحي الوطن يكسب هذه الورشة زخما نوعيا وتأكيدا على التوجه المشترك نحو التغيير والتطوير.
وخلال الورشة، قدم مدير عام المناهج الإنسانية في الوزارة علي مناصرة ،عرضا بعنوان: 'تطوير المناهج الانسانية' تناول فيه العديد من المحاور التي ارتكزت على ضرورة بلورة سياسة عامة تجسد خطة منهاج واضحة، وإجراء تقويم شامل للمنهاج والنظر في كافة الدراسات والأبحاث التي تناولت المناهج الفلسطينية.
ودعا إلى استكمال إثراء المنهاج التعليمي الفلسطيني، حيث سبق وتم إثراؤه بين عام 2008 و2010، بخطوات علاجية سريعة وليست خطوات تغيير، بعد الانتهاء من بنائه ما بين أعوام 1998– 2006، مشددا على وجوب إعادة تدريب وتأهيل المعلمين، على منهاج متكامل.
بدورها، تطرقت القائم بأعمال مدير عام المناهج العلمية رشا عمر في العرض الذي قدمته بعنوان: 'تحديات تطوير المناهج'، إلى غياب السياسات التربوية الداعمة، ونقص الخبرات التربوية، وغياب النموذج الموحد الذي ينمي مهارات التفكير وغيرها.
وتحدثت المحاضرة في الجامعة الإسلامية بغزة سناء أبو دقة، عن 'تقويم التعلم المتمركز حول الطالب' حيث لفتت إلى أهمية التقويم؛ بوصفه إحدى الحلقات المكونة للعملية التعليمية التعلمية، مشيرة إلى أركان التقويم وأنواعه وغيرها من الجوانب المرتبطة بالتحديات التي تواجه التقويم.
كما قدم مدير عام الإشراف والتأهيل التربوي في الوزارة ثروت زيد عرضا بعنوان: 'طرائق التدريس في المنهاج' شدد فيه على أهمية توظيف المواطنة؛ لخدمة العملية التعليمية التعلمية، مبينا آليات التحول في الواقع الاجتماعي الجديد للتعليم وأهمها الانتقال إلى مجتمع التعلم المهنية، وإلى الاهتمام بالمدرسة، والمعرفة العميقة، بالإضافة إلى ما يتعلق باستراتيجيات التدريس والتعلم الفعال وغيرها.
وتحدثت المحاضرة في جامعة النجاح د. علياء العسالي عن المعايير والكفايات ودورهما في توجيه العمل، وضمان خروج التطوير لمخرجات تتقاطع والغايات المنشودة، موضحة أن أي تطوير يجب أن يستلهم الدراسات التي تمت وما أفرزته من مؤشرات تستوجب الاحتكام لها.
وفي عرض بعنوان 'توظيف التكنولوجيا في التعليم'، عرضت مدير عام مركز المناهج في غزة سمية النخال الجوانب المتعلقة بواقع استثمار وتوظيف التكنولوجيا في التعليم، والتحديات التي تواجه الوزارة في هذا المجال، ومراعاة كافة الجوانب التي من شأنها توظيف التكنولوجيا بشكل أمثل في القطاع التعليمي التعلمي.
وتخلل الورشة، العديد من المداخلات التي شددت على ضرورة تجاوز مرحلة التشخيص والبدء فعليا بخطوات إجرائية كفيلة بتطوير المنهاج، والاستفادة من الدراسات التي أثيرت لتقييم المنهاج وتطبيقاته في الاعوام الاخيرة، ووضع خلاصتها في أيدي الفرق التي ستكلف بالعمل.