غزة - وفا
يعود أكثر من نصف مليون طالب وطالبة في قطاع غزة إلى المدرسة يوم غد الأحد، فيما لا يزالون يحملون ذكريات غضة عن 50 يوماً من العنف الشديد الذي اجتاح المنطقة خلال شهري تموز/يوليو وآب/أغسطس، وفقاً لما أفاد به ثمانية من أعضاء المجموعة القطاعية المعنية بالتعليم.
والمجموعة هي: مؤسسة إنقاذ الطفل، ومؤسسة أيام المسرح، ومؤسسة الحق في اللعب، ومركز معاً التنموي، والمنظمة الدولية للرؤية العالمية، ومنظمة اليونسكو، ومنظمة 'اليونيسف'، والهيئة الطبية الدولية).
وقال بيان صادر عن 'اليونيسف'، مساء اليوم السبت، إنه تم بذل جهود جبارة لضمان أن يرجع الطلبة إلى مدارس آمنة ونظيفة وجيدة التجهيز ويجدوا فيها معلمين ومرشدين مساندين.
وأضاف البيان أنه على خلاف السنوات السابقة، سيتم تكريس الأسبوع الأول من هذه السنة الدراسية لتقديم الدعم النفسي-الاجتماعي المنظم والأنشطة الترفيهية التي من شأنها أن تيسر انتقال الأطفال إلى التعلم من جديد.
وقال المديران المشاركان لمؤسسة إنقاذ الطفل ديف وباوليت هاسل، التي تتشارك مع 'اليونيسف' في قيادة مجموعة التعليم التي تنسق العمل الإنساني في هذا القطاع: 'من المهم للغاية بث الأمل وتعزيز الشجاعة في أسوأ الأوضاع. وستساعد عودة الأطفال إلى المدارس في استرجاع الحس بطبيعة الأمور في حياتهم'.
وأشار البيان إلى أن الحرب الأخيرة على القطاع تسببت باستشهاد أكثر من 500 طفل وإصابة 3,300، وترك آلاف عديدة من الأطفال يعانون من ضائقة نتيجة التعرض لتجارب صادمة، إضافة إلى إلحاق أضرار في 258 مدرسة وروضة أطفال، بما في ذلك 26 مدرسة لم يعد بالإمكان إصلاحها، كما لا يزال أكثر من 63,000 شخص، نصفهم من الأطفال دون الثامنة عشرة من العمر، مهجرين عن مساكنهم يجدون المأوى في 29 مدرسة من مدارس 'الأونروا'.
وأوضح أن هذا الوضع يفاقم الأعباء الثقيلة التي يتحملها الجهاز المدرسي، إذ كانت 80% من المدارس تعمل بنظام المناوبتين حتى قبل حدوث 'النزاع الأخير'.
ومن جهتها، قالت الممثلة الخاصة لمنظمة 'اليونيسف' في دولة فلسطين جون كونوغي: 'إن الاستثمار في التعليم يعني الاستثمار في المستقبل. إننا قد نخسر جيلاً كاملاً من الأطفال في غزة إذا لم نعمل على زيادة الدعم والالتزام بتعليمهم وحمايتهم. ويقع على عاتقنا واجب أخلاقي جماعي بمنع حدوث ذلك'.
وأشار البيان إلى أن أكثر من ربع مليون من الطلبة الآخرين ينتظمون في المدارس الحكومية، وقد عمل أعضاء مجموعة التعليم، ومنهم وزارة التربية والتعليم العالي، على توفير اللوازم المدرسية لجميع المدارس الحكومية، وسيقومون بتنفيذ أنشطة ترفيهية وتقديم الدعم النفسي-الاجتماعي، إلى جانب تنفيذ الإصلاحات الأساسية على المدارس التي تعرضت لأضرار طفيفة.
وأوضح أن 'اليونيسف' تعمل على توفير 130,000 حقيبة مدرسية، إلى جانب القرطاسية والوسائل التدريسية المساعدة لجميع المدارس الحكومية، وقد نفذت تدريبات لحوالي 12,000 شخص من المرشدات والمرشدين التربويين والمعلمين والمشرفين لتحسين مهاراتهم في الإرشاد، وبالإضافة إلى ذلك، تولت 'اليونيسف' مسؤولية تنظيف 18 مدرسة حكومية كانت تستخدم كمراكز إيواء أثناء ذروة النزاع.
وأشار إلى أن 'التقديرات الأولية تبين أنه يلزم ما لا يقل عن 30 مليون دولار حتى نهاية السنة من أجل معالجة الأثر المدمر للنزاع الأخير على البنية التحتية المدرسية في غزة، وضمان أن يكون جميع الأطفال في غزة قادرين على الذهاب إلى المدرسة والبقاء فيها'.