نيقوسيا - وفا
اختتم وزير التربية والتعليم العالي د. صبري صيدم، مشاركته بمؤتمر وزراء التربية والتعليم في دول حوض المتوسط، الذي عقد في قبرص، بحضور عدد من وزراء التربية والتعليم، والمنظمات الدولية الشريكة والمهتمة بالتعليم.
وبين صيدم أن هذا المؤتمر تناول مفهوم بناء أنظمة تعليم مستدامة تحقق التنمية المطلوبة في ظل بيئة حيوية وآمنة، مؤكداً أن مشاركة فلسطين ممثلة تعكس عمق التوجهات؛ لتطوير المنظومة التربوية، ومد جسور متينة من العلاقات مع كافة البلدان، وتعميم التجربة الفلسطينية الرائدة في المجال التعليمي.
وفي سياق متصل، التقى صيدم، وزير التعليم والثقافة القبرصي كوستاس كادي، وبحث معه الإسراع في إنجاز اتفاقية الشراكة بين البلدين، وتعزيز الاهتمام باللاجئين الفلسطينيين هناك؛ عبر افتتاح مدرسة خاصة لهم ولغيرهم من اللاجئين، بحيث يتم توظيف بعض المعلمين منهم فيها لخدمتهم وحمايتهم وتعزيز ترابطهم مع الدولة المضيفة وعالمهم العربي، وحماية تاريخ التصاق أبنائهم بتاريخهم بعد سنوات من التشتت.
كما تضمن اللقاء مناقشة آليات تسوية أوضاع هؤلاء عبر وزارة الداخلية القبرصية، وضمان توفير الاستقرار المعنوي والإداري لهم، كذلك سبل توفير منح دراسية، وتنفيذ بعض البرامج التي من شأنها خدمة الفئات المستهدفة.
وشملت زيارة صيدم، الاجتماع بزعيم حزب أكيل القبرصي المعارض اندروس كبريانو، الذي شارك ممثلوه مؤخراً في المؤتمر السابع لحركة فتح، إذ يعمل مع الحزب الحاكم لتطوير اتفاقية إنهاء الملف القبرصي ووضع حد لهذه القضية الحرجة.
وأشار صيدم إلى أن هذا اللقاء تم خلاله التأكيد على عمق العلاقة المشتركة والرامية إلى توطيد التعاون الفلسطيني القبرصي، خاصة في مجال التعليم، وحماية حقوق أبناء الجالية الفلسطينية مع التركيز الأكبر على اللاجئين منهم.
وفي هذا الإطار، أبدى الحزب استعداده للتعاون، والتباحث في كافة القضايا المطروحة، لا سيما المتعلقة بالتعليم، تأكيداً على دور هذا القطاع الحيوي في خدمة الغايات المنشودة.
كما شملت الزيارة أيضاً لقاء أبناء الجالية الفلسطينية والاستماع لهمومها والتحديات التي تواجهها، وذلك من منطلق السعي لحمايتها وحماية مستقبل أبنائها، والحفاظ على الهوية الفلسطينية الجامعة في الوطن والشتات.
واستعرض صيدم واقع التعليم في فلسطين والتحديات التي تواجهها المسيرة التربوية والإنجازات التي حققتها الأسرة التربوية خلال الفترة الأخيرة، وذلك خلال حضوره مأدبة عشاء أقامها مجلس السفراء العرب في قبرص.
وتأكيداً على الاهتمام بالبحث العلمي التطبيقي والمتخصص، زار صيدم المدرسة الوطنية للعلوم الجينية؛ إذ تم الاتفاق على تطوير الاتفاقية الموقعة سابقاً بين فلسطين والمدرسة، بغية بحث سبل التعاون المشترك، وإيفاد باحثين فلسطينيين في هذا المجال؛ لإجراء أبحاث متخصصة تستهدف الأمراض الوراثية والدراسات المشتركة في مجالات علوم الصبغيات والمورثات الجينية.