جنين - فلسطين اليوم
أبدع طلبة مدرسة «الحنان» للصم والبكم التابعة لجمعية جنين الخيرية، أمس، في تقديم لوحات فنية متنوعة عكست مهارات إبداعية يتمتعون بها رغم إعاقتهم، وذلك خلال الحفل السنوي الذي نظمته الجمعية في قاعة «الأمير» بالمدينة، لمناسبة انتهاء العام الدراسي في هذه المدرسة.
وقال رئيس الجمعية، الدكتور خليل طوقان، إن هذه الشريحة التي فقد أصحابها نعمة النطق والسمع، يشكلون جزءا فاعلا من المجتمع، ويمتلكون الكثير من المهارات والإبداعات التي تؤهلهم لأن يكونوا أشخاصا فاعلين في المجتمع.
وأشار طوقان، إلى أن مدرسة «الحنان» التي تحتضن أكثر من 60 طالبا وطالبة ممن يعانون من إعاقة سمعية ونطقية وتتراوح أعمارهم بين أربع سنوات ولغاية 15 عاما.
من جهته، قال نائب رئيس الجمعية، الحاج فيصل سمور لـ «الأيام»، على هامش الحفل السنوي، إن الجمعية فتحت أبوابها لاستقبال هذه الفئة من الأطفال والتي تتطلب رعاية وإشرافا وتوجيها خاصا.
وبحسب سمور، فإن مدرسة «الحنان»، تعتبر من أهم المشاريع الإنسانية التي نفذتها وتبنتها الجمعية التي تأسست في العام 1972 بمبادرة من مجموعة من محبي وفاعلي الخير في جنين.
وأضاف، إن فكرة تأسيس الجمعية تبلورت عندما حقق أحد الطلاب الفقراء من ذوي الإعاقة من جنين، النجاح بمعدل عال في امتحان شهادة الدراسة الثانوية العامة، وبعد أن عجز عن توفير المصاريف التي تمكنه من مواصلة تعليمه الجامعي، لم يتردد في التوجه لمجموعة من أهل الخير ممن تأثروا بشكل بالغ بوضعه، ولم يترددوا في تلبية ندائه وتحقيق أمنيته في الالتحاق بالجامعة.
فكرة التأسيس
يقول سمور، إن تلك القصة الإنسانية، شكلت دافعا لمجموعة من أهل الخير لإطلاق فكرة تأسيس جمعية جنين الخيرية، والتي سارعت إلى تشكيل لجنة تأسيسية برئاسة المرحومة الحاجة عدالت طوقان.
وتابع، إن الجمعية سرعان ما كسبت ثقة أهل الخير والمحسنين بفضل بصماتها الخيرة وإنجازاتها الكبيرة، وبجهود حثيثة من رئيستها المرحومة الحاجة عدالت طوقان، شيدت مقرا لها ليحتضن جميع نشاطاتها على نفقة البنك الإسلامي للتنمية في السعودية، فيما أسهم أهل الخير في تمكين الجمعية من الاستمرار في تنفيذ برامجها الخيرية لتحقيق رسالتها السامية.
وحققت الجمعية، كما قال سمور في زمن قياسي، العديد من الإنجازات التي مكنتها من تطوير برامجها وتحديث آليات عملها حتى أصبحت تنفذ العديد من المهام والخدمات والواجبات لخدمة مختلف قطاعات المجتمع، وخاصة ذوي الإعاقة.
وكان على رأس أهداف الجمعية، مؤازرة العملية التعليمية في النشاطات المختلفة على صعيد الدراسة الجامعية، وتنظيم دروس تقوية لطلبة «التوجيهي»، وعقد دورات، إضافة إلى برامج التثقيف الصحي والتأهيل المجتمعي للنساء، وتنفيذ برنامج متميز ومتواصل لمحو الأمية في أوساط النساء.
وأبرز سمور، اهتمام الجمعية بمتابعة ورعاية الأطفال ممن يعانون من إعاقات سمعية ونطقية، من خلال مدرسة «الحنان» وروضة الأطفال التابعة لها.
إنصاف المحرومين
وأنشأت الجمعية، هذه المدرسة في العام 1976، وذلك إيمانا منها بضرورة إنصاف تلك الشريحة المحرومة من نعمة التعليم، والعمل على تنمية مواهبهم، من خلال مجموعة من المتخصصين والمشرفين ممن يحرصون على تأهيلهم من خلال إشراكهم في برامج القراءة والحساب والتطريز والخياطة والتجميل.
وتعتبر مدرسة «الحنان» الوحيدة من نوعها في محافظة جنين، وتتولى مهمة التدريس فيها 16معلمة، ويتم تدريس الطلبة فيها لغاية الصف العاشر الأساسي، حيث يتم تأهيلهم بمهن تمكنهم من الانخراط في سوق العمل.
وقال سمور، إن الجمعية تطمح بأن تحصل على التراخيص اللازمة من قبل وزارة التربية والتعليم العالي تمكنها من فتح غرف صفية جديدة وتمديد التعليم في المدرسة لغاية الثانوية العامة، وذلك على قاعدة حق الطلبة من ذوي الإعاقات السمعية والنطقية في استكمال تحصيلهم العلمي، وعدم حصره بالصف العاشر الأساسي.
وفي إطار حرص الجمعية على رعاية الطلبة ومساعدتهم، بادرت إلى عقد دروس تقوية لطلبة التوجيهي بهدف رفع مستوى التحصيل العلمي لديهم، وحصل عدد كبير من الملتحقين بهذه الدروس على معدلات فاقت 90% في امتحانات «التوجيهي، في وقت حرصت فيه الجمعية على توفير مصادر دعم وحملات دعم وإغاثة بالتعاون مع عدة مؤسسات مختلفة للعائلات المحتاجة والفقيرة.
مساعدة الطلبة
وبحسب سمور، فإن جمعية جنين الخيرية، حرصت منذ انطلاقتها على مساعدة الطلبة الناجحين والمتفوقين في امتحانات «التوجيهي»، والذين تحول الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة لعائلاتهم دون تمكنهم من استكمال دراستهم الجامعية.
وأشار، إلى أن الجمعية بادرت لسنوات طويلة إلى منح هؤلاء الطلبة قروضا دون فائدة تسدد بعد تخرج المستفيدين بنحو عامين. إلا أنها اضطرت إلى تجميد هذا البرنامج في ظل عدم التزام الغالبية العظمى من الطلبة الخريجين بتسديد القروض المترتبة عليهم، وهو أمر حرم العشرات من الطلبة المتفوقين في امتحانات «التوجيهي»، من فرصة الحصول على تلك القروض.