الخليل - وفا
أكد وزير التربية والتعليم العالي صبري صيدم دور الوزارة واهتمامها الفاعل بقطاع الطفولة في فلسطين، عبر خططها الرامية إلى النهوض بواقع هذا القطاع الحيوي، الذي يشكل ضمانة حقيقية لتنشئة الأجيال، خاصة في ظل التوجهات العالمية التي تهتم بهذه الفئة.
جاء ذلك خلال افتتاحه، اليوم الأحد، ومحافظ الخليل كامل حميد، ومدير مؤسسة أنيرا باول بتلر، روضة ومركز المجد في مديرية تربية جنوب الخليل.
وأقيمت هذه الروضة على أرض تابعة لمجلس قروي المجد، حيث تم تمويل بنائها وتأثيثها وتزويدها بالتجهيزات اللازمة من عائلة طرزي التي تعود أصولها إلى حيفا وتقيم في نيويورك، من خلال مؤسسة أنيرا، كما تم التبرع بالروضة المجهزة لصالح وزارة التربية والتعليم العالي.
وأكد صيدم أن افتتاح هذه الروضة في منطقة تعاني من الاستيطان والجدار الفاصل يبرهن على الحرص الذي توليه الوزارة والمؤسسات الشريكة؛ لتعزيز حق الأطفال في الوصول إلى بيئة تعليمية آمنة وصحية.
وأشاد بالجهود التي بذلتها كافة الجهات الشريكة والمؤسسات الداعمة وتعاونها مع الوزارة من أجل تكريس وتعميم هذه التجربة الرائدة والمميزة في النظام التعليمي، داعيا في هذا السياق، إلى ضرورة تكاتف الجهود من المجتمع المحلي، والعاملين في المدرسة، وأولياء الأمور بالإضافة إلى المؤسسات العاملة بالطفولة والشريكة مع وزارة التربية.
وقدم شكره لمؤسسة أنيرا ولعائلة طرزي ولكافة المؤسسات والمجالس المحلية على روح التعاون والدعم لتشييد هذه الروضة الحديثة.
وتكريما وعرفانا لعائلة الطرزي، أعلن الوزير صيدم عن إطلاق اسم الراحل بهجت الطرزي على الروضة، حيث سيحمل هذا الاسم الجديد الكثير من الدلالات التي تعبر عن الإخلاص والوفاء لمسيرة الراحلين وعطائهم.
من جانبه، نقل المحافظ حميد تحيات الرئيس محمود عباس وتهانيه لأسرة التربية والتعليم لمناسبة افتتاح هذه المنارة العلمية، مشيدا بسخاء عائلة الطرزي على تبرعها ولكافة المؤسسات المحلية والدولية التي أسهمت في تشييد هذه المؤسسة التربوية المميزة.
كما دعا حميد إلى تعميم مبادرة عائلة الطرزي في كافة دول العالم التي يتواجد فيها أبناء شعبنا، مشددا على تمسك شعبنا بخيار الصمود والبقاء والتعلم حتى إقامة دولتنا المستقلة.
من جهتها، أوضحت القائم بأعمال مدير عام التعليم العام خلود ناصر أن هذه الروضة الجديدة ستخدم قطاع الطفولة في منطقة يزيد عدد سكانها عن 7000 نسمة، حيث تحتضن الروضة 50 طفلاً، ومعلمتين، منوهةً إلى ضرورة منح قطاع الطفولة المبكرة مزيدا من الرعاية والاهتمام ورفع نسبة الالتحاق برياض الأطفال سيما في هذه المنطقة.
من جانبه، قال تشارلز طرزي إن عائلته فخورة جداً؛ لأنها قامت بدعم بناء هذه الروضة عن روح شقيقه بهجت الطرزي، معربا عن أمنياته أن تصبح هذه الروضة بيئة سليمة لتعليم ورعاية الأطفال وضمان مستقبل واعد لأطفال قرية المجد وأهلها.
من جهته، أعرب بتلر عن افتخاره بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم العالي في النهوض بواقع رياض الأطفال من أجل توفير تعليم مميز يخدم الطفولة في فلسطين، موضحا أن هذه الغاية هي التي توحد كافة الجهود والعمل المشترك الذي يعتبر رئيسا ومحوريا لخدمة التعليم.
وألقت فيونا الطرزي كلمة مؤثرة، تحدثت من خلالها عن عمها الراحل بهجت الطرزي، وعشق أهلها للعلم والتعليم، مخاطبة الحفل بقولها:' نحن لا نستطيع تغيير الماضي، ولكن ربما نستطيع التأثير على مستقبل كل هؤلاء الذي يودون طلب العلم داخل أروقة وجدران هذا المكان..'.
بدوره، بين مدير التعليم في مؤسسة أنيرا سليمان مليحات أن 'أنيرا' قامت ببناء وترميم أكثر من 140 روضة خلال الــ 5 السنوات الماضية بمشاركة فاعلة مع وزارة التربية ممثلة بالإدارة العامة للتعليم العام.
وأشار إلى أن روضة المجد تعد واحدة من الروضات المميزة على مستوى الوطن للعديد من الأسباب، منها أن مصدر تبرعها فلسطيني في الشتات وتخدم منطقة نائية ومهمشة بحاجة لدعم وتضافر الجهود.
من جانبه، أوضح مدير تربية جنوب الخليل فوزي أبو هليل أهمية بناء هذه الروضة في قرية المجد، التي تعاني نتيجة ممارسات الاحتلال المجحفة والاستيطان كونها محاذية للجدار الفاصل، ومن المناطق الحدودية المحرومة من الخدمات والبنى التحتية المناسبة.
وفي كلمته، أشار ممثل المجلس المحلي إلى الأثر الإيجابي الذي ستتركه هذه الروضة على المجتمع المحلي من حيث توفير فرص تعليمية تعلمية للأطفال ورفدهم بالمعارف وإكسابهم مهارات مميزة، معبرا عن تقديره لكافة الجهات التي أسهمت في دعم هذا المشروع الحيوي.
وفي ختام الحفل، الذي تخلله العديد من الفقرات الفنية والغنائية الراقية والمعبرة عن طموحات الأطفال وأحلامهم، تم تكريم المؤسسات الشريكة والمتبرعة والداعمة للتعليم في المنطقة.