المنامة - بنا
أشارت دراسة في جامعة الخليج العربي إلى أن السبب في تدني مستوى الأطفال في مادة الرياضيات في المرحلة الابتدائية مرتبط إلى حد كبير بمرض صعوبات الانتباه وفرط النشاط ADHD-SRS.موصية باستدراك ومعالجة الصعوبات الأكاديمية من خلال الكشف على الصعوبات النمائية في وقت مبكر من المراحل المدرسية للتلميذ، وقبل استفحال هذه الصعوبات على إمكانيات وقدرات التلميذ، وأن توضع الحلول المناسبة والبرامج العلاجية قبل أن يتعرض التلميذ بالإحباط من تكرار فشله وتأثير ذلك سلباً على مفهوم وتقدير الذات لديه.جاء ذلك ضمن دارسة أكاديمية قدمت بعنوان (الدلالات الفارقة لمقياس صعوبات الانتباه مع فرط النشاط في تشخيص صعوبات تعلم الرياضيات في مملكة البحرين) أعدها الباحث فهد سالم رشيد الركدان بإشراف الدكتور عادل العدل والدكتور سعيد اليماني، ضمن متطلبات الحصول على شهادة الماجستير من برنامج صعوبات التعلم.هدفت الدراسة إلى الكشف عن الدلالات التمييزية الفارقة لأبعاد صعوبات الانتباه مع فرط النشاط والكشف عن إمكانية التعرف على التلاميذ ذوي صعوبات تعلم الرياضيات من خلال درجاتهم في أبعاد مقياس صعوبات الانتباه مع فرط النشاط، لدى عينة مكونة من (42) تلميذاً وتلميذة من ذوي صعوبات تعلم الرياضيات تمت مقارنتهم مع (254) تلميذاً وتلميذة من التلاميذ العاديين في مدارس المرحلة الابتدائية بمملكة البحرين، وبينت النتائج أن نسبة 64.3% من ذوي صعوبات تعلم الرياضيات كانوا وفقاً للدرجة الكلية يعانون من صعوبات الانتباه مع فرط النشاط، بينما كانت النسبة لدى التلاميذ العاديين تمثل فقط 4.5%، والاختلاف الشاسع والواضح في نسبة الدرجة الكلية لمقياس صعوبات الانتباه مع فرط النشاط لمجموعتي الدراسة تشير إلى إمكانية التنبؤ بذوي صعوبات تعلم الرياضيات من خلال الدرجة الكلية لمقياس صعوبات الانتباه مع فرط النشاط ADHD-SRS.
وعليه ارتأت الدراسة انه يمكن التنبؤ بصعوبات تعلم الرياضيات من خلال درجات التلاميذ في مقياس صعوبات الانتباه مع فرط النشاط ADHD-SRS.وقال الباحث فهد الركدان إنّ للانتباه أثر كبير على الكثير من المهارات الأكاديمية والاجتماعية والانفعالية، بل في بعض الأحيان يرجع القصور في هذه الخصائص أساساً إلى القصور والعجز في وظائف الانتباه.وأضاف ونظراً لاهتمام الباحثين في الآونة الأخيرة بصعوبات الانتباه مع فرط النشاط والقيام بالعديد من الدراسات البحثية للتعرف على خصائص هؤلاء التلاميذ والسلوكيات المتواترة التي تؤثر على المهارات الأكاديمية والسلوكية لديهم، فقد أشارت بعض الدراسات أن سلوكيات ذوي صعوبات الانتباه مع فرط النشاط تشكل عائقاً كبيراً في اكتساب المدخلات التدريسية بحيث تحد من قدرتهم في الحصول على تحصيل أكاديمي يتناسب مع تحصيل أقرانهم من العاديين، بل هذه الخصائص والمشكلات المعرفية تقود إلى صعوبات التعلم، لاسيما صعوبات تعلم الرياضيات التي تتطلب قدر عالي من التركيز والانتباه لاستقبال المفاهيم الرياضية والقوانين الحسابية بشكل سليم.أوصت الدراسة بأهمية توعية القائمين على العملية التعليمية بعمل اختبارات تشخيصية مسحية لذوي صعوبات الانتباه مع فرط النشاط، من أجل تحديدهم والتدخل العلاجي لهم. وعمل برامج إرشادية أسرية مبنية على نظريات التعلم الاجتماعي لمساعدة التلاميذ ذوي صعوبات الانتباه مع فرط النشاط تساهم في الحد من صعوبات التعلم المتوقع حدوثها. إضافة إلى حث المعنيين على تأليف المناهج المدرسية في وزارة التربية والتعليم بمملكة البحرين بضرورة مراعاة فئة التلاميذ ذوي صعوبات تعلم الرياضيات، من حيث بناء محتوى تعليمي يساهم بالتقليل والحد من صعوبات الانتباه مع فرط النشاط. واكدت على أهمية عقد مؤتمرات ودورات للمعلمين وأولياء الأمور وذوي العلاقة في كيفية التعامل مع التلاميذ من ذوي صعوبات الانتباه مع فرط النشاط، وفهم نفسياتهم وحاجاتهم وطبيعة الصعوبة التي لديهم.