أهمية اللغتين الإنجليزية والروسية

اقترح علماء أسلوبا جديدا لتقدير أهمية لغات التخاطب بين الشعوب على الصعيد العالمي، وخاصة تلك اللغات التي تستخدمها مجموعات كبرى من البشر للاتصالات فيما بينها في كل أنحاء العالم.

وضع الباحثون خارطة الاتصالات بين لغات الكوكب الأساسية التي أظهرت لهم واقع أن اللغتين الصينية والعربية تتنازلان عن نفوذهما لا للغة الإنجليزية فحسب، بل تتنازلان لغيرها من اللغات الأوروبية أيضا، كالروسية مثلا، وذلك على الرغم من تكلم أعداد هائلة من البشر بهما.

حدد العلماء علاقات متبادلة بين اللغات العالمية على أساس ثلاثة أنواع من المعطيات هي معلومات حول 2.2 مليون كتاب مترجم من عام 1979 إلى 2011 سجلت في قاعدة بيانات منظمة اليونيسكو، ومعلومات حول محرري ويكيبيديا الذين شاركوا في تأليف مقالات مكتوبة بعدد من اللغات (عالج الباحثون معلومات حول 2.5 مليون محرر اشتغلوا في تأليف 382 مليون مقال)، ومعطيات عن 1 مليار تغريدة منشورة في تويتر منذ ديسمبر/كانون الأول عام 2011 وحتى فبراير/شباط عام 2012، بشرط توفر لغتين وأكثر في محتوى واحد لتويتر.

من خلال الدراسة تبين أن خارطة النفوذ العالمي للغات تتميز بطابع هرمي حيث تحاط عقدة الاتصالات المركزية وهي عقدة اللغة الإنجليزية بعقد ثانوية خاصة باللغات الألمانية والفرنسية والروسية وغيرها. فعلى الرغم من اعتبار اللغات العربية والصينية والهندية لغات ذات أهمية أكثر بكثير من اللغات المذكورة لأن عددا أكبر من البشر يتكلم بها، بالمقارنة مع اللغتين الروسية أو الألمانية على سبيل المثال، فإن تلك اللغات(العربية، الصينيو، الهندية) تتنازل عن الأولوية للغات الأوروبية من ناحية أهميتها الثقافية. يعود السبب إلى عزلة تلك اللغات وقلة الكتب المترجمة منها وإليها، وإلى أسباب تاريخية.