لندن _ فلسطين اليوم
عادة ما يستخدم الآباء والأمهات والمعلمين الثناء لمكافأة الأطفال، ولكن عند استخدامه بطريقة خاطئة فإنه يمكن أن يؤدي إلى نتيجة عكسية وفقا للأبحاث الحديثة، فقد أوضحت دراسة أن الأطفال الذين يتعرضون للثناء من قبل والديهم لكونهم أذكياء غالبًا ما يقومون بـ"الغش" في الاختبارات. ويقول الباحثون أنه عندما يتم الإشادة بالأطفال لكونهم أذكياء، عندئذٍ يشعرون بالضغوط للقيام بأداء جيد من أجل الوصول إلى مستوى توقعات الآخرين، حتى لو كانوا بحاجة إلى الغش للقيام بذلك.
كما وجد باحثون من جامعة تورنتو أن الأطفال الصغار يستجيبون للثناء على أدائهم أكثر من استجابتهم عند إخبارهم بأنهم أذكياء. إن الثناء على أداء الطفل لا يخلق توقعات بأنه دائمًا يؤدي أداء جيدًا، ومن ثم يقل احتمال تشجيعه على الغش، وفي إحدى دراستين، تبين أن الأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة ممن أُشيد بذكائهم غالبًا ما يقومون بالغش في الاختبارات أكثر من أولئك الذين أُثنى على قيامهم بعمل "عظيم" في مهمة ما، وتقول الدراسة الثانية إن الأطفال الصغار الذين يُخبرون بكونهم أذكياء غالبًا ما يقومون بالغش، كما قال الباحثون أن البحث يبين أهمية تعلم الثناء بطريقة لا تشجع على سلوك غير شريف.
في الدراسة الأولى طلب الباحثون من أطفال تتراوح أعمارهم ما بين ثلاثة إلى خمسة أعوام أداء لعبة التخمين، مشيدين بالأطفال بإحدى طريقتين عندما أدوا على نحو جيد، حيث أخبروا نصف الأطفال على وجه التحديد بأنهم 'أذكياء'، في حين أشادوا بأداء النصف الآخر ببعض التعليقات مثل: "لقد أديت أداءً جيدًا هذه المرة".
وبعد تلقي كلا النوعين من الثناء، واصل الأطفال اللعب، وغادر الباحثون الغرفة بعد أن طلبوا من الأطفال وعدهم بعدم الغش من خلال النظر في الأجوبة، ثم تم رصد سلوكهم بواسطة كاميرا خفية. وتُظهر النتائج أنه على الرغم من الفرق الدقيق بين النمطين من الثناء، فإن الأطفال الذين أُشيد بذكائهم كانوا غالبًا أكثر احتمال للقيام بالغش. وقال البروفيسور لي: "إن الثناء على قدرة الطفل يعني أن السلوك المحدد الذي تناوله الثناء ينبع من سمات مستقرة تتعلق بقدرة المرء مثل الذكاء، وهذا يختلف عن أشكال الثناء الأخرى، مثل الإشادة بسلوكيات محددة أو الإشادة بالجهود".