الفنانة اللبنانية هيفاء وهبى

من المتوقع أن القنوات الفضائية ستختلف نظرتها لطبيعة الأعمال الدرامية المقرر المنافسة بها خلال الماراثون الرمضانى المقبل، خاصة بعد النجاح الكبير وغير المتوقع الذى حققته بعض المسلسلات هذا العام، وكذلك الإخفاق غير المتوقع لعدد آخر من أعمال خريطة الدراما الرمضانية، حيث نافست أعمال كانت خارج الحسابات تمامًا، ولم يكن مقدرًا لها جذب الإعلانات، ولكنها كسرت القاعدة وفاجأت الكثيرين من صناع الدراما والقائمين على الفضائيات، وفى المقابل أيضًا أخفقت أعمال أخرى تواجد نجومها بقوة على مدى مواسم رمضانية ماضية،

لكنهم لم يحققوا النجاح المتوقع مع الجمهور أو النسب الإعلانية المقررة، فمن المعروف أن معظم الفضائيات تشترط فى كثير من الأحيان على منتجى الدراما أسماء فنية معينة، يسمونها بـ«ممثلى البيع وجذب الإعلانات». يأتى فى مقدمة الأعمال التى حققت نجاحًا فاق التوقعات، مسلسل «مريم» للنجمة اللبنانية هيفاء وهبى، والنجم خالد النبوى، للكاتب أيمن سلامة، من إنتاج عاطف كامل، وإخراج محمد على، رغم أن هذا العمل هو البطولة الدرامية الثالثة لهيفاء، ومع عرضه حصريًا على شاشة «النهار» لم يكن متوقعًا له أن يحقق كل هذا النجاح، لكن المباراة التمثيلية المتميزة التى جمعت خالد النبوى وهيفاء، وأداء كل منهما، ساهما فى لفت الانتباه العمل، فضلًا على السيناريو والحوار المعبر بشكل حقيقى عن الحالة الدرامية التى يقدمها المسلسل. وهو نفس الوضع بالنسبة لمسلسل «بعد البداية»، رغم أنه البطولة المطلقة الأولى لطارق لطفى، بعدما دفع به المنتجان ريمون مقار ومحمد محمود عبدالعزيز، من تأليف عمرو سمير عاطف، وإخراج أحمد خالد موسى، فإن العمل حقق تفاعلًا كبيرًا مع متابعى الدراما الرمضانية، واستطاع أن يخلق لنفسه شعبية عريضة وسط الزحام الدرامى الرمضانى هذا العام، ولم يكن متوقعًا لـ«لطفى» هذا النجاح، ولكن توافر العناصر الفنية المميزة من إنتاج وإخراج، والأداء العبقرى لعدد كبير من الفنانين المشاركين، أمثال فاروق الفيشاوى، وروجينا، ومحمود الجندى، هو ما قلب الموازين، وهو ما سيؤهل «لطفى» إلى المنافسة التسويقية خلال المواسم المقبلة. ولم يختلف الأمر كثيرًا بالنسبة لمسلسل «بين السرايات» الذى خلا مما يسمى «نجم الشباك» أو «ممثل يبيع»، واعتمد على البطولة الجماعية لباسم سمرة، وروجينا، وسيمون، وصبرى فواز، ولم يكن متوقعًا له هذا النجاح، إلا أن السيناريو المحكم لأحمد عبدالله، والإخراج المتميز لسامح عبدالعزيز، وأداء السهل الممتنع لجميع المشاركين فيه، وقدرتهم على الانغماس فى كل شخصية بتميز شديد، بدءًا من باسم سمرة فى دور «مخلص»، وروجينا فى دور «سمر»، وصبرى فواز فى دور «محروس»، وكذلك سيمون فى دور «صباح»، وشقيقتها نسرين أمين فى دور «قمر»، هو ما ساهم فى نجاح العمل وتميزه وسط الزخم الرمضانى.

وفى المقابل نرى العديد من الأعمال الدرامية لعدد كبير من النجوم الذين تعتمد عليهم الفضائيات فى جذب الإعلانات، ولذلك تشدد على شركات الإنتاج الاستعانة بهم، وربما تكون مشاركة فى إنتاج هذه الأعمال من الباطن، لم تحقق النجاح المطلوب، ومرت هذه المسلسلات مرور الكرام، دون أن تحدث صدى أو تجذب أى فئة من الجمهور، يأتى فى مقدمة هذه الأعمال مسلسل «الكابوس» للنجمة غادة عبدالرازق، من تأليف هالة الزغندى، وإخراج إسلام خيرى، فرغم القصة الجديدة التى يقدمها العمل، والتى تخرج غادة من ثوبها التمثيلى من حيث الملابس والأداء، والإخراج الذى بذل فيه جهد كبير لإسلام خيرى، فإن العمل لم يحقق أى تفاعل مع الجمهور، وتاه وسط الزحام الرمضانى، وهو نفس الوضع بالنسبة لمسلسل «الصعلوك»، بطولة خالد الصاوى، وحسن حسنى، ونجلاء بدر، ، من تأليف محمد الحناوى، وإنتاج ممدوح شاهين، وإخراج أحمد صالح، و«يوميات زوجة مفروسة أوى»، بطولة داليا البحيرى، وسمير غانم، من تأليف أمانى ضرغام، وإخراج أحمد نور.