عصام الأمير

لم يكن قرار عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بتحويل فريق عمل برنامج «ثوار لآخر مدى»، الذى يعرض على القناة الثالثة «القاهرة»، للمحكمة التأديبية، والنيابة، «مفاجئًا»، بل كان الجميع يتوقع صدوره فى أقرب فرصة، خاصة فى ظل الصدامات التى حدثت مؤخرًا بين «الفريق»، وبعض قيادات «ماسبيرو»، بسبب تأخر صرف الأجور أو سياسات التعتيم التى يتبعها هانى جعفر، رئيس قطاع القنوات الإقليمية، ومحاولات فرض الوصاية على المحتوى الإعلامى للبرنامج، الذى استمر عرضه على شاشة القناة على مدار ٥ سنوات.

المفاجأة فى القرار، أنه تضمن أيضًا إقالة رئيس القناة، محيى سعد، وتعيين خالد فتح الله بدلًا منه، وهو ما اعتبره البعض محاولة من «الأمير»، للتضحية برئيس القناة، ليصبح «كبش فداء» له بصفة شخصية، خاصة أن «الأمير» تلقى توبيخًا من بعض الجهات فى الدولة، بسبب كثرة الأخطاء والتجاوزات فى برامج الهواء بالقناة الثالثة، وهو ما جعله يضحى بـ «سعد»، من أجل كسب رضا تلك الجهات.

الأغرب أن «سعد» تقدم أكثر من مرة بطلب لإعفائه من منصبه، إلا أن «الأمير» و«جعفر» كانا يتمسكان به كل مرة، ويرفضان طلبه، لتكون المفاجأة هذه المرة بإقالته.
وقالت مصادر بالبرنامج: «رغم البيان الصادر بتحويل فريق العمل للتحقيق، إلا أنهم لم يُبلغوا بأى تجاوزات أو أخطاء، بل كان البرنامج يحصل على إشادة دائمة».

وأضافت: «سر تحول القيادات ضد البرنامج، هو خوفهم من أى برنامج يتحدث عن الثورة، ويستضيف عددا من الشباب، خاصة فى ظل هذه الظروف التى تمر بها مصر»، مؤكدة أن البرنامج لم يخرج يومًا عن الإطار المهني، ويلتزم دائما بالحياد، ولم يتجاوز فى حق أى شخص، إلا أن مجرد اسمه «ثوار لآخر مدى»، يرعب قيادات «ماسبيرو».

فيما كشفت مصادر  أن الأيام القليلة القادمة، ستشهد وقف عدد من البرامج، وفتح تحقيقات مع عدد كبير من العاملين بالمبنى، بشأن آرائهم السياسية وتوجهاتهم، كما حدث مع المخرج «على أبوهميلة»، مدير إدارة المنوعات بقناة «النيل للدراما»، وآخرين.
وأشارت المصادر إلي أن هناك تعليمات من جهات رقابية بمنع برامج الهواء وتحويل ٨٠٪ من برامج ماسبيرو لبرامج مسجلة، لتلافى أى أخطاء أو تجاوزات على الشاشة.