رام الله - وفا
شهد شهر أيلول الماضي، أكبر عدد من الانتهاكات ضد الصحفيين والحريات الإعلامية في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ مطلع العام الجاري 2015. ورصد المركز الفلسطيني للتنمية والحريات الاعلامية 'مدى' ما مجموعه 56 انتهاكا ضد الحريات الاعلامية، ارتكب الاحتلال الاسرائيلي القسم الأكبر والأخطر منها ( 41 اعتداء) فيما ارتكبت جهات فلسطينية مختلفة 15 انتهاكا.
ومقارنة بالشهور الماضية، فقد شهد شهرا آب وتموز الماضيان أعلى عدد من الانتهاكات ( بلغت على التوالي 48 و50 انتهاكا) لكن شهر أيلول جاء ليسجل ذروة جديدة جراء اتساع وتيرة الاعتداءات الاسرائيلية واستهداف الصحفيين وطواقم الاعلام في الضفة الغربية.
وأوضحت 'مدى' في تقريرها، ان قوات الاحتلال الإسرائيلي ارتكبت خلال ايلول سلسلة من الانتهاكات العنيفة والصارخة التي تفضح بجلاء سعيها لقمع الصحافة ووسائل الإعلام وحجب الحقيقة، كان أبرزها الاعتداء على المصورين الصحفيين في وكالة الأنباء الفرنسية عباس المومني، واندريه برناردي (ايطالي الجنسية)، ومصادرة وتحطيم الكاميرات الخاصة بهما أثناء تغطيتهما مواجهات عند مدخل بلدة بيت فوريك بمحافظة نابلس يوم 25/9 ، وسلسلة الاعتداءات الواسعة والعنيفة التي طالت معظم الصحفيين الذين كانوا يغطون الأحداث التي شهدتها مدينة القدس يومي 13 و14 /9 وما تخللها من إصابات وتحطيم معدات ومنع من التغطية، ما يكشف ملامح توجهات جديدة تقوم على إبعاد وسائل الإعلام بالكامل عن أماكن الحدث من خلال قمع جميع الصحفيين الذين يصلون أماكن الأحداث لجعلها بعيدة عن عيون الكاميرات، وهو أمر تكرر عدة مرات خلال الشهور الماضية.
واعتدى جنود الاحتلال على مراسل تلفزيون فلسطين علي دار علي، واحتجزوه ومنعوه وثلاثة من زملائه ضمن طاقم تلفزيون فلسطين من اعداد تقرير في قرية النبي صالح يوم 4/9، ومنعت قوات الاحتلال يوم 5/9 مجموعة من الصحفيين من تغطية مسيرة سلمية نظمت احتجاجا على انقطاع المياه من منطقة الجبعة جنوب بيت لحم، ومنعت شرطة الاحتلال ثلاث صحفيات هن المصورة الحرة والمتطوعة في مؤسسة 'همة نيوز' سماح علاء الدين دويك، و والمصورة في شبكة قدس صابرين عبيدات (25 عاما)، و المراسلة في مركز إعلام القدس بيان راغب الجعبة من الدخول الى المسجد الاقصى لتغطية الأحداث هناك وذلك يوم 7/9.
كما واحتجزت شرطة الاحتلال يوم 8/9 مراسلة وكالة 'بيت المقدس' ومؤسسة 'همة نيوز' الصحفية لواء وائل ابو رميلة (23 عاما) وأعاقت دخولها الى المسجد الاقصى، وجددت سلطات الاحتلال الاسرائيلي اعتقال الصحفي نضال ابو عكر إداريا للمرة الثالثة على التوالي وذلك يوم 10/9، كما واحتجزت قوة من جيش الاحتلال في ذات اليوم طاقم تلفزيون فلسطين في أريحا أثناء إعداده تقريرا حول قرية العرينات المدمرة ومنعتهم من ذلك، وتعرض ما لا يقل عن 10 صحفيين وصحفيات يوم 13/9 لسلسلة من الاعتداءات العنيفة نفذتها ضدهم شرطة الاحتلال ورجال الأمن الاسرائيليون اثناء تغطيتهم عمليات اقتحام مستوطنين يهود للمسجد الاقصى في القدس، وأصيبت مراسلة تلفزيون فلسطين كريستين خالد ريناوي، يوم 14/9 بقنبلة صوت ألقتها عناصر شرطة الاحتلال خلال اعتدائهم على مجموعة من الصحفيين أثناء تغطية أحداث في القدس، واعتدت شرطة الاحتلال في ذات اليوم على المصور في شركة الأرز للانتاج أيمن حسن أبو رموز أثناء تغطيته أحداث في القدس وحطمت بعض معدات التصوير الخاصة به، واعتدت شرطة الاحتلال يوم 14/9 على المصور في وكالة 'كيوبرس' مصطفى ياسر الخاروف واحتجزته وحذفت المواد عن كاميرته بعد ان اقتادته لمركز الشرطة، كما واعتدت على الصحفيين أيمن أبو رموز مصور شركة الأرز، سنان أبو ميزر مصور رويترز، عبد الكريم درويش من قناة القدس أثناء تغطيتهم أحداثا في القدس.
وأصيب مقدم البرامج في إذاعة اليمامة بمدينة الخليل أنس جهاد أبو رميلة يوم 29/9 بحالة اختناق شديدة جراء القاء جنود الاحتلال عدة قنابل غاز نحوه بينما كان يغطي أحداثا في المدينة، كما اعتدى جنود الاحتلال على ثلاثة صحافيين وهم: مراسل فضائية 'معا' في القدس محمد عيسى صياد، والمصور الصحفي رامي الخطيب، ومصور فضائية 'روسيا اليوم' محمد عشو ومنعوهم من تغطية أحداث في القدس وذلك يوم 29/9.