أبو ظبي - فلسطين اليوم
أكدت اليوم صحيفتا "البيان" و"الخليج " الإماراتيتان ان خطر الجماعات الإرهابية المتعددة يقتضي تعاونا دوليا واسعا وشاملا وثيقا للتصدي لها وإفشال مخططاتها .
وقالت صحيفة "البيان" تحت عنوان "إرهاب بمسميات متعددة" ان خطر الجماعات الإرهابية المتعددة مهما اختلفت مسمياتها وتحركاتها يتوسع يوما بعد يوم ويدهم مناطق مختلفة وجديدة بما يقتضي تعاونا دوليا واسعا وشاملا وثيقا للتصدي لها وإفشال مخططاتها قبل أن تصبح أمرا واقعا يصعب احتواؤه وقبل أن تفرض سيطرتها على مناطق أكثر وتسفك مزيدا من الدماء وتهدر مزيدا من الموارد ..فمن تنظيم القاعدة الذي كان الخطر الأبرز لا سيما أمام الغرب منذ أعوام إلى حركة طالبان وتنظيم داعش وتنظيم الإخوان المسلمين بأذرعهم المختلفة جميعها كيانات هدفها نشر الفوضى والخراب والدمار في أكثر من دولة لخدمة أهداف قد تكون خاصة بها وقد تكون لأطراف خارجية فشلت في فرض نفوذها في السابق بأكثر من طريقة.
واضافت الصحيفة انه مع تمدد داعش في أكثر من دولة عربية واستهدافه رعايا أجانب لا سيما من البريطانيين والأمريكيين وتصدر خطره أجندة قمة حلف شمال الأطلسي الناتو أمس في "نيوبورت" بالمملكة المتحدة ووضعه أولوية على جدول أعمال قادة العالم وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي باراك أوباما إلا أن اللافت كان إعلان زعيم تنظيم القاعدة أيمن الظواهري إنشاء فرع جديد للتنظيم المتطرف - الذي ينشط في أفغانستان وباكستان - في شبه القارة الهندية بذريعة توسيع مناطق الجهاد فيما يرى فيه محللون أنه محاولة لشد الانتباه مجددا إلى التنظيم واستغلال عدم الاستقرار القائم حاليا في كشمير وميانمار ما يعني توظيف كافة وسائله الإرهابية لإثبات وجوده فيها.
وأكدت "البيان" في ختام افتتاحيتها انه مهما كانت مسميات تلك التنظيمات والحركات وبغض النظر عن أهدافها المعلنة فإن من الواضح أن إرهابها آخذ في التوسع بما يحتم على كل دولة أولا تسخير كافة طاقاتها وإمكاناتها للتصدي لأذرع تلك الكيانات المسلحة وتوحيد الصف الداخلي سياسيا وشعبيا والوقوف يدا واحدة لصد محاولاتها ثم تكاتف دول الجوار التي تهددها تلك الأخطار بشكل خاص والمجتمع الدولي بشكل عام بما يشكل قبضة قوية يمكنها القضاء على جميع تلك الأخطار قبل فوات الأوان.
من ناحيتها وتحت عنوان " من أجل إستقرار اليمن " قالت صحيفة "الخليج" الاماراتية ان اليمن يمر بمنعطف خطر يتطلب إعادة قراءة ما يعتمل في الوطن العربي من مآس لتجنب الوصول إليه فالوطن العربي المضطرب في كل من سوريا والعراق وليبيا وبلدان أخرى يعج بالمآسي والخوف أن يتعامى الأشقاء في اليمن عن ما يحصل في هذه البلدان ويقعون في الكارثة والأخطاء نفسها .
واضافت ان الشعب اليمني يستحق أن يحظى بحياة أفضل من هذه التي يعيشها اليوم ..مؤكدة ان الحياة الأفضل لن تتحقق في ظل التجاذبات التي تفرق القوى السياسية وتدفعها إلى التمترس خلف مصالحها وتتناسى مصالح الشعب ..وقالت ان الشعب اليمني يستحق أن يقطف ثمار ثورته التي خرج من أجلها قبل أكثر من ثلاثة أعوام بهدف التغيير وأن يجني ثمار ما خرج من أجله بمزيد من الاستقرار والأمان.
وأوضحت"الخليج" ان اليمنيين عاشوا أكثر من خمسين عاما وهم ينتقلون من حمام دم إلى آخر وقد أنهكتهم الصراعات وحصدت عشرات الآلاف من الأبرياء ..وقد حان الوقت لتعلي الأطراف السياسية المتصارعة مصالح الوطن على مصالحها وأن تبدأ بمعالجة ما علق بتجربة الثورة والجمهورية من أخطاء وأن تدرك أن الانزلاق إلى دوامة العنف لن يبقي اليمن كما هو اليوم ..داعية بعض القوى السياسية الى النأي بنفسها عن التأثير الخارجي ..مؤكد ان أكثر ما أضر اليمن هو التجاذبات السياسية الخارجية التي ألحقت بالبلد الكثير من الخراب والدمار وهو ما تتجلى مؤشراته في الصراع الدائر اليوم في البلد .
واكدت الصحيفة الاماراتية ان المصالحة إذن هي المفتاح للمستقبل ومن دون هذه المصالحة لن يكون اليمن قادرا على أداء دوره القومي ولن يكون بمقدور أي طرف أن ينجح في إعادة لملمة الأوضاع إذا ما خرجت الأمور عن السيطرة .
وأوضحت الصحيفة إن ما نشاهده اليوم من احتجاجات وعنف ومحاصرة للعاصمة صنعاء من قبل مسلحين من خارجها والتهديد باقتحامها عنوة تحت دعاوى "التصعيد الثوري" يؤكد أهمية الدعوة إلى اصطفاف سياسي وشعبي كبير من شأنه تجنيب البلد مآسي الذهاب إلى الفوضى والتشرذم والتفكك ..
وأختتمت " الخليج " افتتاحيتها مؤكدة انه لا يمكن لليمن أن يبقى أسيرا للفوضى وعدم الاستقرار ..فكلما زادت الفوضى تراجعت فرص وصول البلاد إلى بر الأمان ..
وقد حان الوقت لتقدم الأطراف المتصارعة مصالح بلدها على مصالحها الشخصية وعلى القوى السياسية أن تلتف حول المبادرة التي أعلنها الرئيس اليمنى عبد ربه منصور هادي أول من أمس والتي كانت محل إجماع القوى السياسية والوطنية كافة ويجب ألا يكون هناك من يشذ عن هذه المبادرة التي يجب أن تفضي إلى إعادة ترتيب البيت اليمني المتصدع مؤكدة ان هذا لن يتأتى إلا من خلال حوار يجلس فيه الجميع للاتفاق على تفاصيل القضايا محل الخلاف .. ولابد في نهاية المطاف أن يدرك الجميع أن أي طرف قادر على إطلاق الرصاصة الأولى لكنه لن يكون قادرا على التحكم في مسار الحرب إلى النهاية .
أ ش أ