بيت لحم - وفا
أكد الدكتور قسطندي شوملي، أستاذ الإعلام في جامعه بيت لحم، أن الصحافة العربية في فلسطين استطاعت أن تؤدي دورا في خلق حالة من التثقيف والتوعية، بسبب ارتباطها بالأدب الذي رفع من قيمتها عبر نشرها للأفكار الحديثة وإذاعة المقالات المفيدة، ووضع الثقافة في متناول الجميع دون أن يستبعد العوامل والظروف التي قيدتها أحيانا كثيرة كالرقابة وعدم القدرة على إصدار الصحف والمجلات.
وأضاف 'الصحافة في تلك الفترات كانت وسيلة للدفاع عن القضية الفلسطينية لا سيما في فتره الانتداب البريطاني، حيث أرخت حياة شعبنا واعتبرت مرجعا أساسيا عند الكتابة عن تاريخ فلسطين وأهم الأحداث والظروف التي مرت علينا'.
ولفت إلى أنه في أغلب الأوقات لم يكن هناك جوا مستقرا في حياة الكثير من الكتاب والمفكرين ورجال السياسة، ما حال دون نشرهم لأفكارهم في كتب منفصلة، وبالتالي كانوا يلجؤون إلى نشر كتاباتهم في صحف ومجلات مثلت مرجعا أساسيا يعتمدون عليه.
وأوضح أن إصدار هذا الكتاب جاء لحاجة ماسة لتوثيق هذه الصحف والمجلات والمنشورات وما احتوت عليه من مواد هامة سياسية وثقافية للحفاظ عليها وتمكين أي باحث من العودة لها والاستفادة منها عند الكتابة في مواضيع مختلفة.
واعتبر شوملي أن فتره الانتداب البريطاني من أهم الفترات في حياة الصحافة العربية في فلسطين، حيث سمح بإصدار صحف ومجلات لم يكن يسمح بإصدارها في العهد العثماني، ما أدى إلى خلق حراك سياسي وجعل الأحزاب السياسية تستعين بها لنشر أفكارها والدفاع عن مبادئها، إلا أن إصدار قانون المطبوعات البريطاني الجائر في العام 1933 حد من إصدار الصحف وقيد من حرية الصحافة، وتعرضت الكثير من الصحف إلى التوقف والحجز والمنع والمصادرة والملاحقة بدعوى مخالفتها النظام.
ولفت إلى الدور الذي لعبه الكتاب العرب بالكتابة فيما بعد بالصحف الفلسطينية بعد صدورها وتوزيعها كصحف فلسطين، الأمر الذي كان له الأثر في تطوير الصحافة عبر الإقبال على قراءتها والاطلاع عليها، ما مكن هذه الصحف من إنشاء صفحات أدبية واقتصادية متخصصة.
وحول واقع الإعلام الفلسطيني في الوقت الحالي، قال شوملي: 'الإعلام الآن يحاول أن يؤدي رسالة هامة وكل المواثيق الفلسطينية التي وقعت عليها السلطة تجيز حرية التعبير عن الرأي بصورة كاملة، لكن هناك تحديات تكمن في الحفاظ على وسائل الإعلام من تحقيق أهداف تجارية دون أن تستطيع الحفاظ على رسالتها في التثقيف والتوعية وخلق المواطن الصالح'.
وأضاف: 'ينقص بعض الصحف وجود أصحاب الأقلام التي تكتب، فأغلب ما تنشره هو نقلا عن وكالات الأنباء، وهنا تبرز الحاجة إلى استقطاب أصحاب الأقلام للكتابة في عديد القضايا المجتمعية'، مشيرا إلى أن بعض الظروف السياسية والاقتصادية والرقابية تحد من قدرة بعض الصحف على تطوير نفسها ومادتها الصحفية رغم محاولتها بقدر المستطاع أن تكون موضوعية ومفيدة.
وفيما يتعلق بالإعلام الالكتروني، يرى شوملي أن هناك فوضى واضحة أظهرت جانبا سلبيا له، نظرا لنقص الثقافة التقنية لدى المستخدمين وعدم وجود تشريعات خاصه به.
وحول دور الإعلام في مخاطبة العالم الخارجي، يرى شوملي أننا بحاجة إلى مخاطبة العالم بلغته للدفاع عن قضيتنا الفلسطينية وإظهار حقيقة ما يحدث على الأرض وتوسيع نطاق الانتشار من خلال إصدار صحيفة ناطقة باللغة الانجليزية، كذلك تمويل الإعلام ليتماشى مع حجم التطورات الحاصلة، والحرص على أن يتضمن وباستمرار حاجات شعبنا للعيش بسلام واستقلال وإدارة شؤونه وإبراز ثقافتنا وأفكارنا.