الصحف المصرية

 تناول عدد من كتاب الصحف الصادرة اليوم/الأحد/ مجموعة من الموضوعات منها القضية الفلسطينية وخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوربي وأثر ذلك علي الساحة الدولية سياسيا واقتصاديا.

ففي مقال للكاتب مرسي عطالله بصحيفة الأهرام بعنوان " كل يوم .. أوراق القدس والأقصى من هرتزل إلى بن جوريون!" أشار الكاتب إلي أنه بعيدا عن مزاعم إسرائيل فى أن الهاجس الأمنى هو الذى دفع بناء ما يسمى "الجدار الواقى " يكمن الدافع الأساسى الذى يختفى وراء هذه الجريمة وهو استكمال عزل وتهويد مدينة القدس حتى يمكن إخراجها نهائيا من ملف مفاوضات الوضع النهائى بعد أن أدرك الإسرائيليون أن كل محاولاتهم لتصفية - القضية الفلسطينية - قد تحطمت على صخرة الاستمساك الفلسطينى بالقدس ومن ثم تفتق ذهن إسرائيل عن ضرورة فرض واقع جديد يدعم وجهة نظرها ببقاء القدس بشطريها عاصمة موحدة وأبدية للدولة العبرية.

وقال الكاتب أنه ربما يساعد على فهم ما أقول به أن نستعرض منهج التعامل الإسرائيلى مع القدس منذ عام 1948 وحتى الآن.. لقد احتل اليهود القدس الغربية فى حرب 1948 (وهى تساوى نحو 84.1% من المساحة الكلية للقدس) وقاموا بتهويد هذ المنطقة ــ التى تعود 85% من ملكيتها للعرب ــ وبناء أحياء سكنية يهودية فوق أراضيها وأراضى القرى العربية المصادرة حولها مثل قرية "لفتا" التى بنى عليها "الكنيست" وعدد من الوزارات وقرى عين كارم ودير ياسين والمالحة وغيرها.
ونوة الكاتب إلي أنه فى عام 1967 أكملت إسرائيل احتلالها للقدس الشرقية التى تعد جزءا من الضفة الغربية والتى يقع فيها المسجد الأقصى ومنذ ذلك الوقت بدأت حملة تهويد محمومة لشرقى القدس فأعلن توحيد شطرى القدس تحت الإدارة الإسرائيلية فى 27 يونيو 1967 ثم أعلن رسميا فى 30 يوليو 1980 أن القدس عاصمة أبدية موحدة للكيان "الإسرائيلي".

وفي مقال للكاتب الصحفي مكرم محمد أحمد بالأهرام بعنوان " نقطة نور .. المقاومة..خيار الفلسطينيين الوحيد " قال الكاتب أنه سوف تستمر الصراعات الفلسطينية الإسرائيلية في صور تتغير وتتبدل وتكيف نفسها مع تطور أدوات القهر وأساليبه التي يستخدمها الإسرائيليون ومع ذلك يصر بنيامين نيتانياهو علي أن يسلك طريق الشر إلي نهايته.

وأشار الكاتب إلي أنه مثلما فشل القهر الإسرائيلي في إخماد ظاهرة الحرب بسكاكين المطابخ، وطعن الإسرائيليين في الشارع وعلي الرصيف وأمام محطات الأتوبيسات، فشلت عمليات القتل الفوري للفلسطينيين في إخماد الرغبة الفلسطينية في الثأر والانتقام التي ترد للفلسطيني إنسانيته وكرامته، وتمكنه من إظهار قدرته علي رد أخس صور العدوان الإسرائيلي..، والآن يفكر بنيامين نيتانياهو في بناء حائط بعمق 30 مترا تحت الأرض يحاصر قطاع غزة في قوس دائري يطول إلي أربعين كيلو مترا تبلغ تكلفته 600 مليون دولار، لأن الفلسطينيين منذ انتهاء حرب الـ50يوما في غزة التى راح ضحيتها 2100فلسطيني مقابل 72إسرائيليا نجحوا في حفر أكثر من 30 نفقا تحت الأرض بينها 14 نفقا عبرت الحدود إلي داخل إسرائيل وصولا إلي بعض قري المستوطنين.

وتحت عنوان " في الصميم .. رسائل الخطر.. في الزلزال البريطاني " للكاتب الصحفي جلال عارف بجريدة الأخبار تتطرق الكاتب لموضوع انفصال المملكة المتحدة عن الاتحاد الأوروبي وقال لسنوات طويلة قادمة، ستظل توابع الزلزال البريطاني بقرار الخروج من الاتحاد الأوروبي، تلقي بآثارها علي العالم كله.وأنه لن تقتصر الآثار علي بريطانيا التي دخلت مغامرة قد تكون نتيجتها تفكيك المملكة المتحدة، ولا علي أوروبا التي تواجه خطر انهيار وحدتها.. الآثار ستمتد الي ما هو أبعد بكثير.. من أمريكا الحليف الأكبر لأوربا، الي روسيا التي تدخل في صراع (مازال محكوما حتي الآن) مع أوربا وأمريكا معا، في محاولة استرجاع النفوذ وإنهاء هيمنة القطب الواحد علي العالم.

ولن نكون ـ في مصر أو العالم العربي ـ بعيدين عن آثار هذا الزلزال. ليس فقط بالتوابع الاقتصادية الهامة حيث تمثل أوربا الشريك التجاري الأول لمصر، وإنما أيضا بالتوابع الاستراتيجية والسياسية والعسكرية لهذا الحدث الكبير.

ونوه الكاتب إلي أن كل ذلك لا ينبغي أن يفقدنا الأمل في أن يكون الزلزال البريطاني رسالة إنذار تصل إلي الجميع، فيدركون حجم المخاطر التي يقودنا إليها التطرف والعنصرية، والتي لا بديل عن تحالف كل قوي الخير والتقدم لمواجهتها.

واختتم الكاتب مقالة أنه سيبقي الدرس الأكبر لنا في مصر والعالم العربي. وهو أن أحداً لن يحارب في معاركنا وأن حماية أوطاننا هي مسئوليتنا وأن بناء قوتنا الذاتية هو أولي واجباتنا، وأن أمامنا (وأمام العالم كله) أياما صعبة لابد لعبورها من ايمان الجميع بان الإرهاب ملة واحدة، وان التعصب والتطرف والكراهية لا تنتج إلا مثيلاتها، وان علينا ألا نكرر خطأ أمريكا والغرب حين تصوروا انهم قادرون علي ترك الإرهاب الإخواني الداعشي يحرق الأرض العربية دون أن تمسهم نيرانه نحن نعرف أن نيران التعصب والكراهية التي يشعلها اليمين الأوربي والأمريكي يمكن أن تمتد لنا وللعالم كله. فلنتعاون في إطفاء النيران قبل أن تقع الكارثة .

وجاء مقال الكاتب الصحفي صلاح منتصر بصحيفة لأهرام تحت عنوان " مجرد رأي ..بداية أم نهاية " أن أخطر ما فى نتيجة الاستفتاء الذى انتهى إلى خروج بريطانيا من الاتحاد الأوربي، احتمال أن يكون ذلك طريق دول أخرى منها فرنسا التى ارتفعت المعارضة فيها تطالب باستفًتاء مماثل يختار فيه الشعب الفرنسى مثل بريطانيا بين الاستمرار فى الاتحاد أو تركه.

وقال الكاتب أن الواقع أن التنقل المفتوح بغير قيود بين دول الاتحاد هو السبب الأول الذى جعل الشعب البريطانى يختار الخروج من الاتحاد . فقد كانت نتيجة ذلك وصول عدد المهاجرين من دول أوروبا إلى بريطانيا نحو مليون أوروبى اتهمهم معارضو بقاء بريطانيا فى الاتحاد بأنهم أثروا على مستوى معيشة بريطانيا ويشكلون عبئا ماديا وصل إلى 3.5 مليار إسترلينى سنويا ينفقونها على الخدمات العامة لهؤلاء المهاجرين كالتعليم والصحة . وربما بسبب الشعارات التى أطلقها مؤخرا دونالد ترامب مرشح الرئاسة المحتمل فى أمريكا والتى تدعو إلى أن تغلق الدول الغربية أبواب الهجرة إليها ، تسللت هذه الأفكار الفاسدة إلى عقول الأوروبيين . ولهذا قد يكون موضوع هجرة الأوربيين إلى بريطانيا على رأس الموضوعات التى تضبطها الإجراءات، كما قد تعيد دول الإتحاد النظر فى تأشيرة «شنجن
واختتم الكاتب مقالة باستفسار ..هل ستخسر بريطانيا أم تكسب ؟ الآراء مختلفة ، والنتيجة الحقيقية لن تظهر قبل سنتين وفى ضوئها سيكون إما استمرار الاتحاد أو تسرب دول أخرى ربما تكون معها نهاية الاتحاد!