الصحف المصرية

تناول كتاب الصحف المصرية الصادرة اليوم عددا من الموضوعات المهمة، منها تسريبات امتحانات الثانوية العامة وحادث أمريكا الإرهابي. 

ففي مقاله " نقطة نور" وتحت عنوان "متاهة الشربيني الإليكترونية "رأى الكاتب مكرم محمد أحمد أن وزير التربية والتعليم الهلالي الشربيني في دفاعه عن نفسه بشأن ما يحدث ادخلنا في دوامة الغش الإلكتروني، مطالبا بضرورة إصدار تشريع يجيز التشويش على لجان الامتحانات لمنع وصول الأسئلة المسربة إلى الطلاب بكلفة تصل في حدها الأدنى إلى 150 مليون جنيه،أو منع الفيسبوك والإنترنت من العمل خلال فترة أداء الامتحانات وهو أيضا تصرف غير دستوري. 

وأشار الكاتب إلى أن الوزير عدد جهوده داخل الوزارة وخارجها مع الاتصالات والداخلية والمباحث الإلكترونية التى انتهت جميعا إلى أنه لا سبيل البتة لمنع الغش الالتكرونى فى الثانوية العامة، وعلينا أن نروض أنفسنا على قبول الأمر الواقع، أو تغيير نظم القبول بالجامعات المصرية بحيث يكون هناك امتحان آخر للالتحاق بكليات القمة التى يشتد الطلب عليها. 

وقال الكاتب أنه ربما يكون ما قاله الوزير صحيحا فى مجمله، لكن الوزير ادخلنا فى متاهة بلا مخرج، إلا أن نسلم جميعا بأنه فشل في غير اختصاصه لأن أحدا لم يوافقه على مطلبيه بوقف الفيسبوك والانترنت أو تمويل مشروع التشويش الإلكترونى على لجان الامتحانات، بينما يتكلم الوزير فى الحقيقة خارج الموضوع الأساسي، لان فحوى القضية ليس منع البث الإلكترونى لامتحان تم تسريبه بالفعل عبر شبكة المعلومات، وإنما منع تسريب الامتحان خارج الدائرة المسئولة عن الحفاظ على سريته، وهو ما يدخل فى صميم اختصاص الوزير لان منع تسريب الامتحان خارج هذه الدائرة يغنى عن هذه المتاهة الضخمة التى اقحمها الوزير على القضية كى يفلت من المسئولية. 

وأضاف أن السؤال الصحيح الذى لم يجب عنه الوزير حتى الآن، ما هى الإجراءات التى اتخذها مع معاونيه لضمان الإبقاء على سرية أسئلة الامتحانات داخل هذه اللجان المغلقة ومنع تسريبها، ومن الذى يختار أعضاء هذه اللجان وكيف يتم مراقبتهم، وهل تتوافق العقوبات التى نص عليها القانون لمنع التسريب مع جلال حدث تسريب أسئلة امتحانات الثانوية العامة الذى يضرب فى الصميم تكافؤ الفرص لمصلحة مملكة الغش والغشاشين. 

وخاطب الكاتب الوزير في نهاية مقاله قائلا " سيادة الوزير المشكلة ليست فى الغش الإلكترونى الذى يترتب على حدث سابق، يتمثل فى تسريب أسئلة الامتحانات من داخل الدائرة الضيقة التى تحميها والتى بدونها لا يقع غش إلكترونى أو غير إلكتروني، المشكلة يا سيادة الوزير فى تسريب الامتحانات خارج الغرفة السرية فى جناية واضحة تكاد تكون خيانة وطنية تتحملون مسئوليتها فى البداية والنهايةَ".

أما الكاتب جلال دويدار فأكد في مقاله "خواطر " أنه ليس أمام هذا الوطن للتقدم والنهوض والازدهار سوى أن يشارك في الكفاح والنضال جميع أبنائه من أجل الحياة الكريمة التي نتمناها وبما يضمن تحرير إرادتنا السياسية وحماية مقوماتنا ومستقبلنا من أي تسلط أو ضغوط.

وقال إن هدف النجاح على كلا المسارين يتطلب تفعيل المبادئ والقيم وإحياء الضمير والالتزام الذي لا يتزعزع بما دعا إليه الدين الإسلامي ورسوله وكل الديانات السماوية الأخرى من تقديس للعمل والإنتاج، ولا يمكن التوصل إلى هذا الهدف دون التمسك بالانتماء الوطني وروح التحدي الممزوجة بقوة الإصرار.

وأضاف أن هذا التوجه المصيري الذي يجب أن يكون التزاما من جانب كل أبناء الشعب يتطلب البذل والعطاء اللذين بدونهما لا يمكن توفير لقمة العيش الكريمة.

وأشار إلى أن المولى عز وجل دعا ويدعو دوما بني الإنسان في كل زمان ومكان لأن يكون الجنوح للخير شيمته وأن يكون جاهزا دوما لمواجهة الشر ومحاربته تجنبا لويلات سلوكياته التي ليس من ورائها سوي الآلام والتخريب والدمار.

وأوضح أنه في إطار هذا الصراع فإنه من الطبيعي أن تتعرض المسيرة السوية التي يتبناها شرفاء هذا الوطن إلى الاعتراض من جانب عناصر الشر، وأنهم اختاروا وللأسف أن يغرقوا في مستنقع الحقد والكراهية الذي جعلهم يتجردون من الانتماء والولاء للوطن.

وقال إن هذه الحالة المرضية كانت دافعا لهم إلى تبني كل ما من شأنه الإضرار بالوطن، وكل الدلائل تؤكد أن لا هدف لهم سوى خدمة مصالحهم ومصالح من يقف وراءهم مستخدمين في ذلك الشعارات المزيفة القائمة علي الخداع والتضليل.

وأضاف أن قمة ما يستهدفونه هو تعطيل وتعويق مسيرة الآمال والتطلعات لبناء وطن ينعم بالتقدم والازدهار، ووسيلتهم للوصول إلى هدفهم الإقدام على ما من شأنه هز الأمن والاستقرار وشغل الرأي العام بالفتن والخلافات بدلا من تقديم الفكر الخلاق الذي يحتاجه إلى جانب تشجيع العمل والإنتاج سباقا مع الزمن لتعويض ما ضاع وفاتنا. 

وأكد في نهاية مقاله أن ما يقومون به ويستهدفونه لا يخدم سوى الأعداء والمتربصين بهذا الوطن الغالي.

أما الكاتب محمد بركات تناول في مقاله "بدون تردد" الإرهاب الذي ضرب الولايات المتحدة الأمريكية في عقر دارها وأسقط منها 50 قتيلا وأكثر من خمسين مصابا، في مجزرة هي الأسوأ والأكثر بشاعة ودموية، منذ أحداث الثلاثاء الأسود الحادي عشر من سبتمبر.

وأشار إلى أن الأجهزة الأمنية والاستخباراتية الأمريكية كانت تتوقع عددا من الحوادث الإرهابية في العالم هذه الأيام، لكن ليست داخل الولايات المتحدة وليست على أرضها هي، بل في أوروبا بالذات، وفي فرنسا على وجه الخصوص.

وقال إنه طوال الأسابيع الثلاثة الماضية بعثت أمريكا بعدة تحذيرات قوية للدول الأوروبية وفرنسا بالذات، تحذرهم فيها من عمليات إرهابية متوقعة الحدوث خلال الأيام القليلة القادمة في عدد من المدن والعواصم الأوروبية، وفي المدن الفرنسية على وجه التحديد، وأثناء مباريات كأس الأمم الأوروبية «يورو 2016» الجارية الآن في فرنسا.

وأضاف " لكن وعلى غير المتوقع، حدث ذلك في الولايات المتحدة، وقام إرهابي ينتمي لتنظيم داعش بارتكاب مذبحة مروعة داخل ملهي ليلي في مدينة «اورلاندو بولاية فلوريدا» راح ضحيتها اكثر من مائة بين قتيل ومصاب".

وأكد الكاتب في نهاية مقاله أن الإرهاب بلا وطن ولا دين وأنه عدو للإنسانية كلها، ويجب على العالم كله الوقوف ضده ومقاومته والقضاء عليه، وعلى الولايات المتحدة وأوروبا تفهم ذلك والاستجابة له قبل فوات الأوان.