رام الله – وليد أبوسرحان
ما زال طرد الصحفية الاسرائيلية، عميرا هس، من جامعة بيرزيت مثار جدل في الشارع الفلسطيني ما بين مؤيد ومعارض، كانت مجموعة طلابية طردت هس التي تعتبر من أشد المناصرين الإسرائيليين للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني على الأراضي المحتلة عام 1967.
وكانت هس قد تعرضت لموقف محرج خلال مشاركتها في ندوة أقامها مركز "روزا لوكسمبرغ" الألماني في جامعة بيرزيت الثلاثاء الماضي، حيث طُلب منها مغادرة الحرم الجامعي بسبب احتجاج الطلاب وبعض المحاضرين على وجودها ورفضهم لوجود إسرائيليين أو مندوبين عن مؤسسات إسرائيلية داخل الحرم الجامعي.
واستعان الطلاب والمحاضرون المعترضون على تواجد هس بقانون جامعي يمنع تواجد الإسرائيليين داخل الحرم الجامعي، وقالوا إن هس والمؤسسة التي تعمل بها صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية، مرفوضون داخل هذا الحرم، وبالفعل غادرت الكاتبة الإسرائيلية الحرم الجامعي.
ونشرت هس مقالة في صحيفة "هآرتس" التي تعمل بها دحضت خلالها الحديث الذي دار حول هجوم الطلاب عليها وطردها من الجامعة بالقوة، قائلة إن ما حصل كان استجابة لطلب بمغادرة المكان، وليس كما ادعى البعض أن الطلاب طردوني بالقوة.
وصف النائب العربي في الكنيست الإسرائيلي، أحمد الطيبي، طرد هاس من جامعة بيرزيت بالتصرف الأعمى الذي تشوبه العنصرية، معتبرًا أن ما حدث يشوه نضال الشعب الفلسطيني الذي يجب أن يسعد بوجود اصوات معادية للاحتلال ومناهضة للعنصرية تقف إلى جانبه.
وأضاف الطيبي أن مقالات وكتابات وتحقيقات عميرة هاس في صحيفة هآرتس لهي أهم وأثمن من مزايدات نفر قليل أساء لها ولسمعة الجامعة التي نحب ونحترم، موجها التحية لكل المثقفين والناشطين الذين عبروا عن رفضهم لهذا السلوك.
وشدد الطيبي على أن جامعة بير زيت هي صرح أكاديمي وطني وحضاري ومنفتح وهكذا يجب أن يبقى وحسنًا فعلت ادارة الجامعة التي اصدرت بيانا رحبت فيه بوجود عميرة هاس.
وبشأن ما حدث معها، كتبت عميرة هاس، في صحيفة "هآرتس" تحت عنوان "لماذا أخرجوني من جامعة بيرزيت؟"، قائلة إن مؤسسة "روزا لوكسمبورغ" ومركز التنمية في بيرزيت بادرا بعقد مؤتمر بعنوان: "بدائل للتطوير الليبرالي، الجديد في الأراضي الفلسطينية المحتلة".
وأضافت هاس أن محاضرتين فلسطينيتين طلبتا منها ضرورة مغادرة مقر الجامعة في غضون عشر دقائق، خاصة أن الكثير من الطلبة الفلسطينيين غاضبين وبشدة من تواجدها في مقر الجامعة، الأمر الذي دفع بالقائمين على الجامعة إلى الزعم بأن وجودها به خطر محدق على حياتها، وبالتالي يجب عليها مغادرة الحرم الجامعي في أقرب فرصة.
وأوضحت هاس: "عندما سجّلت أثناء الدخول قمت، إلى جانب تسجيل اسمي، بكتابة اسم المؤسسة التي أنتمي لها وهي صحيفة هآرتس. وهنا، قالت المُحاضِرة إنّ هناك منذ 20 عامًا قانونًا في الجامعة ينصّ على منع الإسرائيليّين (اليهود الإسرائيليّين) من البقاء في حرمها".
وأعربت هاس عن غضبها الشديد من جراء ما جرى، خاصة إن وضعنا في الاعتبار نقطة مهمة وهي أنها شبه مقيمة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، فضلاً عن أن وزارة الدفاع الإسرائيلية بادرت بمخاطبة الجامعة الفلسطينية وطلبت منها ضرورة مغادرة الجامعة في أقرب وقت حفاظًا على حياتها، الأمر الذي دفعها إلى وصف ما جرى معها في جامعة بيرزيت بالفوضى.
وأكدت هاس: أنها "في العشرينَ عامًا التي مضت، دخلتُ عشرات المرات إلى بيرزيت. جئتُ كشاهدة ومُصغية للمُؤتمرات الأكاديميّة المُختلفة. أجريْتُ مُقابلات مع مُحاضِرات ومُحاضِرين داخل الحرم الجامعي، غير أن البعض رفض إجراء حوارات معي ومع هذا احترمته، إلا أن كل زياراتي للجامعة كانت تتم في ظروف جيدة وطبيعية".
وأوضحت هاس أن "ما يجري بمثابة وصمة عار خاصة وأنها حضرت مرارًا إلى جامعة بيرزيت، إلا أن ما حصل معها وطردها والتخوف من وجودها يمثلان أزمة حقيقية لها، الأمر الذي أصابها بالإحباط والقلق الشديدين".
ويبرر المؤيدين لطرد هس موقفهم بأن كل الإسرائيليين مؤيدين لإحتلال فلسطين وأن اليسار الإسرائيلي أو حركات السلام في إسرائيل ما هي إلا ديكور لتجميل صورة الاحتلال من خلال مناصرتهم الصورية والاعلامية للحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني.