مقر إذاعة أمواج الرياضية

لم تقف المعوقات والظروف الخانقة في وجه إرادة الفلسطينيين في إيجاد وخلق الوسائل الترفيهية الخاصة بهم والتي تطورت وأصبحت شيئًا ملموسًا، وفي ظل انتشار القنوات الفضائية الرياضية المتنوعة استطاع الإعلام الرياضي الفلسطيني أن يثبت نفسه من خلال قناة رياضية فلسطينية متخصصة .

من إذاعة مسموعة لقناة مرئية :-

وأعلنّ المدير التنفيذي لمؤسسة أمواج الرياضية، ماهر حميد، أنّ الحاجة الماسة والواقع الأليم الذي يمر به الشعب الفلسطيني دفعهم للبحث عن وسيلة للتفريغ النفسي وبما أن الرياضة تعتبر وسيلة جيدة للتفريغ النفسي، فأصبح دافع لإيجاد وسائل مناسبة ومتخصصة بالرياضة .

وأضاف حميد أنه في البداية أنشئت المؤسسة إذاعة أمواج الرياضية في 2012 لتلبي حاجات الفئات المتنوعة من أبناء شعبنا، مضيفًا أن الأسرى في سجون الاحتلال تابعوا الإذاعة بشغف كبير سواء من خلال الراديو أو تردد الإذاعة على الهاتف المحمول و خصوصًا في ظل وضع الأسرى المرير داخل سجون الاحتلال.

وتابع بعد أن أثبتت الإذاعة نفسها وأصبح لها جمهورها المتنوع سواء في قطاع غزة والضفة الغربية أصبح الاحتياج أكبر لانشاء قناة رياضية متخصصة بجانب الإذاعة، وخصوصًا بعد الإلحاح من قبل أسرانا البواسل لمشاهدة صوت وصورة المباريات المحلية ومباريات الدوري المصري والدوريات العالمية، فتم العمل على ذلك وتم انشاء قناة أمواج الرياضية تلبي حاجات الجمهور الرياضي في القطاع وكذلك تلبية لمطلب الأسرى.

وأوضح حميد أنه بعد وضع الترتيبات الخصوصية وتجهيز المعدات المناسبة تم العمل بشكل عاجل وتم الاتفاق على أن يكون يوم انطلاق كاس العالم 12/6/2014 هو يوم انطلاق قناة أمواج الرياضية، مؤكدًا على أنّ القناة تبث الآن على الموجة 671UHF وهي لا تحتاج إلى أجهزة كثيرة إلا لشبكة أرضية لاستقبال موجة البث.

قناة رياضية محلية رغم المعوقات :-

وأشار حميد إلى أن أمواج استطاعت أن تتخطى كل الحواجز والمعوقات حيث أن فترة التجهيز والبث استغرقت أقل من شهر واستطاعت الوصول إلى أجزاء قطاع غزة وبعض المناطق في الضفة الغربية بالإضافة إلى الأسرى في سجني النفحة والنقب وتمكنوا من مشاهدة العديد من مباريات الدوري المحلي والمصري وكأس العالم .

وأكد حميد أنه رغم المعوقات والصعوبات التي واجهتهم في البداية كعدم توفر الأجهزة المخصصة للبث والإرسال والاستقبال والتي اضطروا لتهريبها عن طريق الأنفاق بسبب الحصار المفروض على قطاع غزة منذ أعوام بالإضافة إلى بعض المعدات الآخرى إلى أنها كانت بمثابة مطلب إنساني للجمهور في غزة ومطلب وطني للأسرى.

وأضاف أنّ أمواج تطمح في المستقبل إلى أنّ تتطور نفسها وتنشئ قناة فضائية رياضية متخصصة لتستطيع التوعية بالرياضة والرياضيين الفلسطينيين في المحافل الدولية، وأن تثبت للعالم أن الرياضي الفلسطيني قادر على صنع المستحيل وأن تنقل للعالم عبئ ومتطلبات الرياضة الفلسطينية بأنواعها كافةً.

يجب إنشاء قنوات محلية متخصصة ومتنوعة :-

بدوره أكد المحاضر في كلية الإعلام في جامعة الأقصى في غزة، أحمد عليان، أنّ انشاء مثل هذه القنوات المحلية المتخصصة ضروري في قطاع غزة مهم جدًا خصوصًا في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة لأن معظم فئات المجتمع تتابع الرياضة وبما أن هذه القنوات لا تحتاج تكلفة عالية  فإنها تعمل على ترفيه وتسلية هذه الفئات بتكلفة زهيدة جدًا.

وبخصوص وصول بث قناة أمواج الرياضية إلى أسرانا داخل سجون الاحتلال فأوضح سكر أن هذا أقل ما يمكن تقديمه لأسرانا الأبطال خلف القضبان خصوصًا في ظل أسلوب القهر الذي يمارسه الاحتلال في حقهم، ومحاولته منع الأسرى من التواصل مع العالم الخارجي أو معرفة ما يدور من أحداث سواء محلية أو سياسية وحتى رياضيًا.

وأكد سكر أن قناة أمواج لها جمهور هائل في القطاع حيث أن 90% من الرياضيين ومتابعين الرياضة يتابعوها لأنها تنقل معظم المباريات المحلية والمصرية والأجنبية منوهًا إلى أنها تقدم برامج خصوصًا مع الرياضيين في مجالات سواء كرة القدم أو السلة, تنس الطاولة وغيرها.

وبين أن وجود قنوات متخصصة بناءة سوف يعمل على زيادة الوعي والثقافة لدى أفراد شعبنا، مطالبًا بإنشاء قنوات محلية متخصصة في الثقافة والتراث والصحة والتعليم وليس فقط في الرياضة لان لها دور كبير في بناء مجتمع فلسطيني مثقف وواعي يستطيع تفهم الحالة ومواجهة الآلة الإعلامية الصهيونية الهائلة.

رأي الشارع :

وأعرب صاحب كافي شوب في مدينة غزة، عامر البهنساوي ،عن سعادته بوجود قناة رياضية تنقل مباريات الدوريات الأجنبية والعالمية بمبلغ زهيد، حيث أن ثمن جهاز الاستقبال الخاص بالقنوات الناقلة لمثل هذه الدوريات كقنوات "bein sport" يتجاوز مبلغ 200دولار وهو مبلغ مرتفع قياسًا بالظروف الصعبة التي يعيشها الأهالي في القطاع.

ويؤكد البهنساوي أن وجود قنوات محلية تنقل مباريات الدوريات الأجنبية مثل مرئية أمواج الرياضية والأقصى المحلية عملت على تخفيف العبء المالي على متابعين الرياضة في قطاع غزة .

أما الطالب في قسم التربية الرياضية في جامعة الأقصى، محمد أبو القمصان، أبدى سعادته بوجود قنوات محلية رياضية متخصصة بالشأن الرياضي منوهًا أنّ الرياضة جزءًا من حياتنا اليومية وبالتالي وجود قنوات تخصص بطرح المشاكل والقضايا الرياضية التي تواجه رياضيين غزة.