مركز الإعلام المجتمعي (CMC)،

نظم مركز الإعلام المجتمعي (CMC)، اليوم الخميس، بالتعاون مع الهيئة المستقلة لحقوق الانسان، جلسة حوار واستماع حول أوضاع ومعاناة النساء مريضات السرطان في قطاع غزة .

وجاء ذلك ، ضمن أنشطة مشروع "توفير بيئة آمنة للشباب في قطاع غزة لمناصرة حقوقهم عبر الإعلام" الممول من مؤسسة CCFD Terre Solidaire.

وشارك في الجلسة الدكتور خالد ثابت رئيس قسم الأورام في مستشفى الرنتيسي، والدكتور يحيى موسى عضو لجنة الرقابة على حقوق الانسان في المجلس التشريعي، والدكتور خميس النجار النائب في المجلس التشريعي، وعدد من ممثلات المراكز والمؤسسات العاملة في قطاع المرأة والصحة في قطاع غزة، بالاضافة لمجموعة من النساء المصابات بمرض السرطان والناجيات منه كذلك.

وشارك في الحوار عدد من الصحفيين والحقوقيين، بالإضافة لعدد من خريجي/ات الجامعات في قطاع غزة من الذين شاركوا في أعمال وأنشطة المشروع منذ بدايته.

وافتتحت الجلسة الأستاذة هداية شمعون رئيسة مجلس إدارة مركز الإعلام المجتمعي، حيث رحبت بالحضور والضيوف المشاركين في الجلسة، مثنية على استجابة المسؤولين الذين لبوا الدعوة وشاركوا في الجلسة بهدف الوقوف على معاناة النساء وتفاصيل الأزمة الحقيقية التي يعايشنها من أجل العمل على تخطي هذه الاشكالات.

وقال الدكتور خالد ثابت رئيس قسم الأورام في مستشفى الرنتيسي أن أعداد مرضى السرطان تزداد من عام لأخر لتصل الى 8550 مريض بين رجال ونساء، مضيفاً أنه يتم تسجيل ما يزيد على 1200 حالة مرضية جديدة سنويا، وسجلت في عام 2018 ما يقارب 320 مريضة بسرطان الثدي، كما وأن ما نسبته 49% من مرضى السرطان هم من النساء.

وأشار الى أنهم في العملية العلاجية الخاصة بمريضات سرطان الثدي يعملون جاهدين من أجل استئصال الأورام الخبيثة دون اللجوء الى عمليات للبتر.

وأكد ثابت على أن قطاع غزة يعاني من نقص حاد في الخدمات الصحية التي تخص مرضى السرطان، والكادر الطبي المتخصص المتواجد في قطاع غزة الذين لا يتجاوز عددهم 10 أطباء، حيث أن هناك أكثر من 250 طبيب مختص في السرطان قد هاجروا من قطاع غزة خلال سنين الانقسام السياسي.

وتحدث الدكتور يحيى موسى عضو لجنة الرقابة على حقوق الانسان في المجلس التشريعي عن التكلفة المادية الباهظة التي يحتاجها كل مريض سرطان، والنقص الذي تواجهه خزينة وزارة الصحة في قطاع غزة، وعدم توافر الأدوية والمعدات الطبية اللازمة من أجل العلاج، مشيراً الى أن مرضى السرطان يحتاجون الى ما يقارب 70 ميلون دولار سنويا وما يتم توفيره بالفعل هو  20 مليون دولار فقط على حسب ما أفاد.

وتطرق موسى الى الأسباب التي أدت الى تدهور أوضاع مرضى السرطان في قطاع غزة بشكل كبير، وذلك بفعل الانقسام السياسي الذي فرق بين الوزارات، وضعف التغطية العلاجية التي تمنحها السلطة الفلسطينية، وعدم وجود خيارات وأماكن علاجية متاحة للفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة، وانحصار هذه الاماكن في عدد محدود جداً من المستشفيات التي تقدم الخدمات العلاجية لمرضى السرطان.

من جهته أوضح الدكتور خميس النجار النائب في المجلس التشريعي أن عملية توفير الأدوية من أصعب المهام التي يمكن أن تواجه وزارة الصحة في قطاع غزة، حيث أن 52% من الخدمات الصحية لمرضى السرطان لا تتوافر في الوقت الراهن، ونوه الى أن السبب في ازدياد نسبة مرضى السرطان هي المبيدات الحشرية والنباتية التي تصيب الأطعمة التي تصل الأسواق المحلية.

وشدد النجار على أن العقوبات تصل الى حد تجريف الأرض الزراعية لمن يثبت عليه حصد المحصول المعرَّض للمواد الكيماوية دون انقضاء فترة تلاشيه عن البذور.

وعن رحلتها العلاجية قالت السيدة انتصار أبو خوصة أن تكاليف العلاج باهظة جداً حتى وإن تم توفير بعضها مجاناً، ولا يمكن لنا أن نتحمل أعباء التنقلات بين عيادة ومستشفى آخر، مطالبة بضرورة تقديم الدعم اللازم لمرضى السرطان حتى لا نفقد أرواحنا في أي وقت.

وتقول السيدة فاتن العسكري الناجية من مرض السرطان "كانت أقوى صدمة تلقيتها بعد معرفتي بمرض السرطان الذي انتشر في جسدي، ولكني تحديته بكل شجاعة لتنتهي أصعب مرحلة مررت بها في حياتي بزوال هذا الكابوس من حياتي".

وخلال الجلسة قام الإعلاميين/ـات المشاركين/ـات في المشروع بتوجيه عدد من الأسئلة، التي تخص قضية مريضات السرطان.

وقالت مديرة المركز عندليب عدوان إن مركز الإعلام المجتمعي يسلط الضوء على قضايا الشباب في المجتمع الفلسطيني بشكل عام وفي قطاع غزة بشكل خاص، وتعتبر قضية النساء مريضات السرطان قضية محورية في قطاع غزة، خصوصاً أن أعدادهن في تزايد مستمر، وهذا مؤشر ينذر بتفاقم المشكلة التي يتعرضن لها مريضات السرطان.

وذكرت خلود السوالمة منسقة المشروع أن المركز عقد هذه الجلسة بناءًا على طلب وتوصية من عدد كبير من الشباب الذين حضروا عروض الأفلام، التي نفذها المركز في وقت سابق في كافة محافظات القطاع.

وأشارت السوالمة أن مركز الإعلام المجتمعي شارك في حملة مناصرة كانت قد استهدفت مرضى السرطان في فلسطين في المحافظات الشمالية والجنوبية.