جثة الصحافي بيتر موي في مسرح الجريمة

 قتل مسلحون مراسلا من جنوب السودان في هجوم متعمد كما يبدو، وفقا لزملائه الخميس،وذلك بعد ايام على تهديد الرئيس سلفا كير علنا بقتل الصحافيين الذي ينقلون انباء "ضد البلاد".

وقال زملاء بيتر موي، الذين تجمعوا في المستشفى في جوبا حيث نقلت جثته، ان المعتدين لم يسرقوا اموال المراسل او هاتفه الشخصي بعد قتله.

وموي هو سابع صحافي يقتل العام الحالي في هذا البلد الذي يشهد حربا اهلية.

واعتبر اوليفر مودي، رئيس اتحاد صحافيي جنوب السودان، الجريمة "قتلا متعمدا".

وقتل موي مراسل صحيفة "نيو نايشن" بعد مغادرته مقر عمله مساء الاربعاء في العاصمة جوبا كما قال زملاؤه. وهو اخر هجوم في سلسلة استهدفت وسائل الاعلام في هذا البلد.

وكان كير قال للصحافيين الاسبوع الماضي ان "حرية الصحافة لا تعني أن تعمل ضد البلاد" وذلك اثناء مغادرته الى اثيوبيا للمشاركة في محادثات السلام، وفقا للجنة حماية الصحافيين.

واضاف "اذا لم يعرف اي شخص بينهم (الصحافيون) ان هذا البلد قتل اناسا، سوف نبرهن ذلك يوما ما، مرة واحدة".

ولم يتسن الحصول على رد فوري من الشرطة أو قوات الامن حول مقتل موي.

اما اوليفر مودي فقال "اليوم بيتر، وغدا غيره (...) يقتلوننا واحدا تلو الاخر".

وفي كانون الثاني/يناير، قتل خمسة صحافيين مع مسؤولين حكوميين في كمين نصبه مسلحون مجهولون في ولاية بحر الغزال في غرب البلاد.

وقتل صحافي آخر في ايار/مايو في ولاية جونقلي (شرق) في تبادل لاطلاق النار بين مجموعات متنافسة.

وتصنف منظمة "مراسلون بلا حدود" جنوب السودان في المرتبة 125 بين الاكثر سوءا على لائحة تضم 180 دولة.

وحذرت جماعات حقوقية مرارا وتكرارا من ان قوات الامن تضيق الخناق على الصحافيين وتمنع النقاش حول كيفية انهاء الحرب الاهلية التي اودت بعشرات الآلاف.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، أغلقت قوات الأمن صحيفتين ومحطة إذاعية بعدما روجت لاتفاق سلام مقترح، كانت الحكومة رفضته واعتبرته "استسلاما".

وبدأت الحرب في جنوب السودان في كانون الاول/ديسبمر العام 2013 حين اتهم كير نائبه السابق رياك مشار بمحاولة الانقلاب عليه، ما اثار موجة من اعمال العنف امتدت من جوبا الى كل انحاء البلاد واتخذت احيانا طابعا اتنيا وشهدت ممارسات وحشية.

ويحتاج اكثر من 70 في المئة من سكان جنوب السودان (12 مليون نسمة) الى مساعدات عاجلة. ونزح نحو 2,2 مليون من منازلهم، وفق الامم المتحدة التي حذرت من ان بعض المناطق مهددة بالمجاعة.

وتقول الحكومة انها ستستأنف المحادثات في اثيوبيا بداية شهر ايلول/سبتمبر المقبل لـ"انجاز" اتفاق سلام.