دبي -بترا
تعد السيارة رينغ روفر إيفوك هي أنجح سيارات شركة "لاند روفر"، فقد رأى المستهلك أنها تقدم له تقنيات وقدرات سيارات الشركة في قالب مدمج وسعر أرخص من سيارات "رينغ روفر" المعهودة كبيرة الحجم. وعندما كشفت الشركة عن سيارات الجيل الأول الذي كان يبدو غريبا في شكله آنذاك، لم يكن أحد يتصور أن تحقق السيارة هذا النجاح على صعيد تأسيس فئة جديدة في قطاع السيارات الرباعية الرياضية المدمجة ضمن القطاع الفاخر.
وتتميز "إيفوك" بتصميم فريد جذب قطاعات كبيرة من السائقين وخصوصا من بين النساء، فهي سيارة توفر كل فخامة وقدرات سيارات "رينغ روفر"، ولكن في قالب مدمج. ويمكن اختيار السيارة ببابين أو أربعة أبواب كما يمكن اختيار الدفع الرباعي أو الثنائي الأمامي، بالإضافة إلى إمكانية اختيار المحركات. وتأتي السيارة بناقل أوتوماتيكي مزدوج يعمل عن طريق ماوس دائري في الكونسول الوسطي أو بالتحريك اليدوي خلف المقود، ويمكن اختيار الناقل اليدوي أيضا.
وكانت الفكرة الأساسية وراء تصميم هذه السيارة توسيع مجال الجاذبية لسيارات "رينغ روفر" لقطاع أكبر من الشباب، وبالإضافة إلى تصغير الحجم لجأت الشركة إلى إضافة لمسات رياضية مثل خفض مستوى سقف السيارة بالمقارنة مع مستوى غطاء المحرك. والشركة قدمت نموذج السيارة الجديدة للتجربة من "الشرق الأوسط" في لندن، وهي لم تتغير كثيرا منذ تجربتها للمرة الأولى في عام 2012. ولكنها تحافظ على مزاياها الأساسية في توفير الراحة للسائق والركاب مع سهولة الصعود إليها والنزول منها والانطلاق السلس على الطرق حتى بسرعات عالية وبمحركات الديزل. ولعل أبرز الإضافات إلى السيارة ناقل الحركة الأوتوماتيكي الجديد بتسع سرعات.
وقالت الشركة إن السيارة جمعت أكثر من 170 جائزة منذ دخولها إلى الأسواق قبل ست سنوات. وهي ما زالت سيارة جذابة لا تجد منافسة حقيقية في الأسواق بعد، حيث تبدو النماذج الألمانية في هذا القطاع ذات تصميم مستهلك وقديم بالمقارنة مع "إيفوك".
وهي تتميز أيضا بالتصميم الداخلي الذي يماثل تصميم سيارات "جاغوار" و"رينغ روفر" الأكبر حجما. ويتوسط الكونسول الوسطي عجلة دوارة لاختيار وضعية نقل السرعة، كما يجد السائق مختلف أدوات القيادة في متناول يديه بينما يشعر بالتحكم الكامل في تحرك السيارة على الطريق من وضعية مرتفعة ومقعد مريح. وتوفر "إيفوك" مناخا وثيرا داخلها لا يختلف في أي تفاصيل عن السيارات الأكبر حجما في القطاع الفاخر من الشركة. ويبدو أن التركيز على النوعية المتفوقة لمواد التجهيز الداخلي والاهتمام بالتفاصيل من معالم هذه السيارة.
وعلى رغم تصميم السيارة المدمج رأسيا وأفقيا، فإن المساحة المتاحة لركاب المقاعد الخلفية تبدو جيدة. كما أنها تتيح مساحات شحن جيدة سواء بطي المقاعد الخلفية أو بالاكتفاء بالمساحة المتاحة خلف هذه المقاعد.
"الشرق الأوسط" قامت بتجربة سيارة "إيفوك" لعام 2017 وكانت أفضل مزاياها الجديدة تركيب ناقل حركة جديد بتسع سرعات يتميز بالسلاسة ويساهم في توفير الوقود. وتم إدخال تقنية وقف تشغيل المحرك أثناء توقف السيارة للمزيد من اقتصادية استهلاك الوقود.
التصميم العام لسيارة الاختبار اعتمد اللون الأسود للجسم الخارجي والعجلات وزجاج المقصورة الخلفية، لكي تبدو السيارة عدوانية بعض الشيء في مظهرها. ولكن على الرغم من الشكل الخارجي الحاد، فإن السيارة في مقصورتها الداخلية كانت غاية في النعومة الوثيرة والفخامة المتقنة من تصميم بالألمنيوم والأسطح المصقولة إلى التجهيز الجلدي، باللون الأسود أيضا، للمقاعد.
وجاءت السيارة بالعشرات من التجهيزات الأساسية والإضافية التي شملت سقف زجاجي بانورامي وإمكانية تسخين المقاعد الأمامية والمقود. شملت التجهيزات أيضا إضافات "بلاك باك" و"لوكس باك" لكي تتوفر للسيارة أيضا نظم التحذير من مغادرة حارة السير، والتحذير من النقاط العمياء، والتعرف على السرعات القانونية في الشوارع والطرق السريعة. وكان فتح الباب الخلفي أوتوماتيكيا والتحكم الكهربائي فيه من المزايا المهمة. كما أن دخول السيارة وقيادتها بلا مفتاح كانت من الإضافات المفيدة. وتحذر السيارة لدى التقهقر بها من مرور السيارات الخلفية عرضا.
نظام الملاحة في السيارة واضح تماما ويعطي توجيهات في توقيت جيد مع وضوح للخرائط على الشاشة. وتوفر الشاشة أيضا كاميرا خلفية تساعد على التقهقر وصف السيارة. وهي تحمل نظاماً جيداً للترفيه. كما يمكن تشغيل الأسطوانات المدمجة وتوصيل أجهزة الموسيقى الشخصية بالسيارة. والكثير من هذه الإضافات تمت استعارتها من طراز "رينغ روفر" الكبير، ويجب على المشتري أن يتفحص جيدا الإضافات التي يريدها لأنها تضيف الكثير إلى ثمن السيارة الأصلي.
السيارة التي خضعت للتجربة يدفعها محرك ديزل من نوع إنجينيوم" لن يكون متاحا في المنطقة، وهو صغير، سعته لتران فقط بشحن توربيني يوفر لها قدرة 180 حصانا ويدفع العجلات الأربع عبر الناقل الأوتوماتيكي الجديد بتسع سرعات. وتصل السرعة القصوى لنوع الديزل إلى 121 ميلا في الساعة مع بث عادم كربوني لا يزيد عن 134 غراما لكل كيلومتر تقطعه السيارة. المحركات المتاحة في منطقة كلها بترولية تعمل بالبنزين.
وتوفر "إيفوك" الموقع العالي للسائق والركاب مع الشعور بالأمان والقدرة على مراقبة الطريق أماما. ومع ذلك فإن قيادتها سهلة وتمنح شعور قيادة سيارة صالون عادية. وهي سيارة مريحة في الرحلات الطويلة ويمكنها الأداء بسهولة على سرعات تصل إلى 90 ميلا في الساعة على الطرق السريعة.
وما زالت عمليات بيع "إيفوك" دوليا تنطلق بقوة من خط إنتاجي يعمل بالكامل. وتحظى السيارة بإعجاب نسائي كبير بفضل تصميمها غير العادي. وقد يؤخذ عليها ضيق زوايا الرؤية الخلفية بسبب تصميم السقف المنخفض، إلا أن الكاميرا وأدوات التحذير الخلفية تعوض عن ذلك. ويعتبر هذا القطاع هو الأكثر نموا عالميا ومن المؤكد أن يصل هذا النمو إلى شباب المنطقة أيضا الذين تناسبهم مواصفات هذه السيارة. وتنافس السيارة في قطاع يشمل سيارات مثل "إكس 3" من "بي إم دبليو" و"كيو 3" من "أودي" و"جي إل سي" من "مرسيدس بنز".