القاهرة - فلسطين اليوم
تبدأ النساء فوق سنّ الـ50 عامًا بفقدان قدرتهن على الشمّ,و لهذا يحبّ كبار السنّ عادةً العطور القويّة، وأحيانًا يضعون الكثير من العطر. وتشير الأبحاث إلى أنّ النساء يبدأن بفقدان حاسّة الشمّ بشكل أبطأ من الرجال في العمر نفسه. ويبدو أنّ الإهمال هو السبب الرئيسي، فنحن نعتبر أنوفنا أمرًا مسلّمًا به وننسى، بمعنى الكلمة، أن نشمّ. تذكّري أنّه عليك استخدام حاسّة الشمّ لديك، وإلا ستفقديها.
يمكن الاعتماد على حاسّة الشمّ الخاصّة بك، لتمييز ما بين 5.000 و10.000 رائحة.
ويكون لدى النساء إحساس أكثر حدّة للشمّ من الرجال,ولكنّ الفرق بين الذكور والإناث قد يكون ثقافيًّا أو هرمونيًا,فالنساء يستخدمن عادةً حاسّة الشمّ أكثر من الرجال، حيث يتمّ تشجيعهنّ على الاهتمام بالطبخ والأزهار والعطور.
و تتقلّب حاسّة الشم عند النساء أكثر من عند الرجال، ما يجعلها أكثر إدراكًا للعطور والروائح. ويبدو أنّ هذه التقلّبات ناتجة عن إفراز بعض الهرمونات خلال الدورة الشهرية. فهرمون الأستروجين يزيد حدّة حاسّة الشمّ في النصف الأوّل من الشهر، وأيضًا في الأشهر الأولى من الحمل، فيما البروجسترون يقلّل القدرة على الشمّ في النصف الأخير من الشهر.
تتعب العديد من الحواسّ بعد التحفيز المستمرّ لها. فتختفي حاسّة الشمّ عادةً في غضون دقائق. ولأنّه لا يمكنك الابتعاد عن عطرك، فأنت تعتادين عليه. وقد تعتقدين أنّه اختفى، ولكنْ يمكن للآخرين أن يشمّوه.
و يثير العطر ذكريات ومشاعر من الماضي ,لأنّ الروائح تشغل الذاكرة الترابطية التي تجعلك تتذكّرين مجموعات من الأحداث والمشاعر. ونحن نستخدم هذا الجزء من "الذاكرة" في الدماغ لمساعدتنا على تحديد رائحة معيّنة، حيث لا يمكننا وصف الرائحة. وأقرب وصف نستخدمه يكون بمصطلحات نسبيّة: "رائحته مثل...". ونفحة العطر تجعل الدماغ يبحث في "بنك الذاكرة" عن الروائح لربطها بأحداث قديمة قد تساعد على تحديد الرائحة. وهذا هو السبب في أنّك اليوم حين تشمّين وردة، قد تتبادر إلى ذهنك فجأة صورة لحديقة جدّتك، أو قد تذكّرك بالعطر الذي كانت تضعه والدتك.
هل سيتغيّر ذوقي في العطور مع التقدّم في العمر؟
ويبدو أن الذوق في اختيار العطر,سيختلف مع التقدم في العمر, فمع التقدّم في العمر، يتغيّر مفهومك للأناقة ونظرتك إلى نفسك، ومعهما نوع العطر الذي تختارينه. ففي فترة مراهقتك، تضعين على الأغلب روائح خفيفة ولطيفة. وفي أواخر فترة المراهقة وأوائل العشرينات من عمرك، قد تختارين عطرًا أثقل. ومع تطوّر ثقتك بنفسك، ستميلين لاختيار عطر يعبّر عن أسلوبك الفردي وذوقك الشخصيّ.
يلجأ الأطفال الصغار إلى رائحة أمّهاتهم التي يميّزونها، ويظهرون الحماس أو النفور تجاه الروائح الأخرى.