حِصَانُ إِكسمُور القَصِير

حِصَانُ إِكسمُور القَصِير أو الحِصَانُ الإِكسمُوريُّ القَصِير، هو إحدى سُلالات الأحصنة المُستأنسة البريطانيَّة، وهي مقصُورةٌ في وُجودها على هذه الجُزُر، حيثُ تعيشُ بضعة قُطعانٍ منها حياةً شبه وحشيَّة في منطقة إكسمور، وهي موقعٌ مُستنقعيّ كبير يمتدُ عبر مُقاطعتيّ ديڤون وسومرست في إنگلترا. يُصنِّفُ صُندوق تأمين بقاء السُلالات النادرة (بالإنگليزيَّة: Rare Breeds Survival Trust؛ اختصارًا: RBST) هذه الخُيول على أنها مُهددة بالانقراض، بينما تُصنفها الهيئة الأمريكيَّة للحفاظ على سُلالات الماشية (بالإنگليزيَّة: The Livestock Conservancy) على أنها مُعرَّضة لِخطر الانقراض. هذه الخُيول هي إحدى السُلالات المُستنقعيَّة والجبليَّة التي تتميَّز بها الجُزُر البريطانيَّة، وهي تتمتَّع بالخصائص البارزة عند غيرها من سُلالات الأحصنة القصيرة قاطنة المناطق الباردة. الحصانُ الإكسموريّ القصير حيوانٌ قويٌّ جسور، يُستخدمُ في عدَّة أنشطة من نشاطات الفُروسيَّة. كما أنَّ القُطعان الوحشيَّة منه تُستخدمُ للحفاظ على 

المراعي وصيانتها عبر رعيها المُستمر للأعشاب والحشائش والحيلولة دون انتشارها.
وُجدت الأحصنة في بريطانيا مُنذُ حوالي 700,000 سنة ق.م، وقد عُثر على الكثير من مُستحثاتها في منطقة إكسمُور وتبيَّن أنَّ بعضها يعود إلى حوالي 50,000 سنة ق.م. يزعمُ بعض مُربي الحيوانات أنَّ هذه السُلالة استُأنست وتمَّ إكثارها مُنذُ العصر الجليديّ الأخير، وأنَّها سُلالةٌ نقيَّة لم تختلط بغيرها من السُلالات مُنذ تلك الفترة، على الرُغم من أنَّ الأبحاث العلميَّة المُعاصرة، بما فيها فُحوصات الحمض النووي، لا تؤيِّد هذا الكلام. لكن رُغم ذلك، أظهرت إحدى الدراسات شبهًا تشكُّليًّا بين هذه الأحصنة والأحصنة البريَّة البدائيَّة البائدة. أظهرت الاكتشافات الأثريَّة أنَّ الخُيول كانت تُستخدم للتنقل في جنوب غرب إنگلترا مُنذ حُوالي 400 سنة ق.م على الأقل، كما أنَّ النُقوش الرومانيَّة 

التي عُثر عليها في تلك المنطقة تُظهرُ أحصنةً قصيرةً شبيهة ظاهريًّا بِأحصنة إكسمُور.
ينُصُّ كتاب ونشيستر على وُجود خُيولٍ قصيرةٍ في إكسمور سنة 1086م، وقد نقلت مؤسسة الخُيول الأصيلة (بالإنگليزيَّة: Foundation bloodstock) تلك الأفراس المُتحدرة منها قاطنة تلك المنطقة في سنة 1818م، علمًا بأنَّ هذه المُؤسسة هي ذاتها التي تحوَّلت للعناية بها اليوم، علمًا بأنَّها لم تتحوَّل لِمُؤسسةٍ للِحفاظ عليها قبل سنة 1921م. 

كادت هذه السُلالة أن تندثر بعد الحرب العالميَّة الثانية، وذلك لأنَّ الجُنود البريطانيّون كانوا يستخدمونها للتمرين على إصابة الأهداف، كما كان اللُصوص والمُتشردون يصطادونها لِأكل لحمها. عملت مجموعةٌ صغيرةٌ من مُربي المواشي على صيانة هذه الخُيول وإكثارها خلال فترة ما بعد الحرب، وخِلال عقد الخمسينيَّات من القرن العشرين، أخذت تُصدَّرُ إلى أمريكا الشماليَّة حيثُ ساهم المُربون الأمريكيّون في تزويجها وإكثارها. 

نُشرت أولى الكُتب التي تتحدث عن هذه الأفراس وخصائصها وأساليب تربيتها في سنة 1963م، وبحُول سنة 1981م كانت المنشورات التي تناولتها قد ساهمت في ارتفاع نسبة شعبيَّتها، حتَّى إذ حلَّت سنة 2010م كان هُناك حوالي 800 رأس من هذه الأحصنة حول العالم وفق بعض التقديرات.