نابلس ـ آيات فرحات
يعدّ التوأم الأخوان عطا وخميس الصيرفي، 54 عامًا، وكأنهما جزء من معالم مدينة نابلس، يعرفهما أهالي المدينة وزوارها بلباسهما الموحَّد رغم تقدمهما في العمر.
يذكر عطا الصيرفي: "كل التوائم تتوقف عن ارتداء الملابس المتشابهة إلا نحن، بحسب وصية أمنا، وهذا ما يميزنا، فنحن نشتري ملابسنا ونقرر قبل يوم ماذا سنرتدي".
عطا وخميس جزء من عائلة قوامها 11 أخ وأخت، إلا أنهما متقاربان ليس في الشكل فقط، بل في الألم والعمل، رغم أن لكل منهما عائلة ولا يعيشان في ذات المكان.
وعن اشتراكهما في الألم، يذكر خميس: "شعرت أحد الأيام بالمرض، فزرت الطبيب مع أخي عطا، وهناك أصر الدكتور على عمل الفحوصات لأخي والتي كانت سليمة بحمد الله، مؤكداً لي أنَّ من المستحيل أنَّ أصاب بمرض وأخي سليم، وهذا حقًا ما نشعر به، فنحن نمرض سويًا".
ومن الطرائف في حياة خميس وعطا ما يذكرانه عن أيام دراستهما، وتبادلهما للأدوار والامتحانات في كثير من الأحيان.
وللأخوان دورة مميزة في مدينة نابلس كل مساء وبعد الانتهاء من العمل، يقومان بها سيرًا على الأقدام، لما يقارب 15 كيلو مترًا، وتعرفها كل المدينة.
وعطا وخميس صاحبا فكرة محطة الصيرفي لتدوير النفايات، شمال مدينة نابلس، وتأتي هذه الفكرة من اهتمامهما بالمشاريع البيئية، فيذكر عطا: "أعجبنا بهذه الفكرة المطبقة في إسرائيل، وبمساعدة بلدية نابلس تم تنفيذها، فتصل نفايات المدينة إلى المحطة ويتم تدوريها وفصلها عن بعضها".
ويقترح الأخوان هذه الأيام مشرع لعمل السماد من النفايات، حيث يرى خميس أنَّ نابلس تخرج كل يوم 250 طن كل يوم من النفايات، فإذا تم تدويرها كما يحصل حاليًا، واستخدم الباقي في صناعة السماد، فنابلس ستستفيد من كل نفاياتها ولن تحتاج لنقلها إلى مكبات أخرى في مدينة جنين، كما يحدث الآن.
ومن ما يفكر به الأخوان أيضًا وأفكارهم المستقبلية في العمل، هو تدوير كافة إطارات السيارات التي تمتلئ بها المدينة، وتحويلها إلى حبيبات لتدخل في صناعات عديدة ويكون لها استخدامات مفيدة.
وعن المشاكل البيئية يذكر الأخوان، أنها منتشرة لدرجة أنه يضرب بها المثل، فمكب نفايات مدينة رام الله في مدينة جنين.