سد الفارعة

جعلت أزمة المياه المتفاقمة في فلسطين، المؤسسات الفلسطينية العاملة في هذا القطاع تسعى للبحث عن خيارات وتقنيات جديدة ومستدامة تساعدها في إدارة هذا القطاع الحيوي كاستخدام تقنية تغذية المياه الجوفية بمياه الأمطار من خلال السدود أو الحقن.

ووصف مدير دائرة المياه في وزارة الزراعة الدكتور فرح صوافطة، هذه التقنية بأنها واعدة، لأنها تعمل على زيادة كميات المياه التي يمكن استخراجها من الآبار الجوفية، وتحسين نوعيتها في الآبار ذات الملوحة العالية، مشيرا إلى إمكانية  تطبيقها في مناطق محددة في أريحا، والعوجا، والجفتلك، وبعض مناطق الفارعة.

وأشار صوافطة إلى تجربة سد العوجا في تغذية المياه الجوفية، حيث أنشئ السد لغرض الاستخدام المباشر من قبل المواطنين وتغذية المياه الجوفية، وتبلغ  قدرته الاستيعابية 700 ألف متر مكعب، نصفها من مياه الأمطار، حيث بلغت مساحة منطقة التغذية حوالي 44 كيلومترا مربعا، وما تبقى من سعة السد يتم الحصول عليه من مياه نبع العوجا.

وأضاف: 'كان تأثير السد واضحا على المياه الجوفية، وتبين عدم هبوط مستوى سطح المياه الجوفية في بعض آبار العوجا، وهذا مؤشر على أن هناك مصدر تغذية للمياه.

من جانبه، أكد المهندس صايل وشاحي مدير مشروع تغذية المياه الجوفية في حوض مرج صانور في محافظة جنين، أن جمعية الهيدرولوجيين اعتمدت في مشروع التغذية، تقنية حقن المياه الجوفية، من خلال خفر بئرين في منطقة مرج صانور، يصل عمقهما إلى مقربة من الطبقة المائية في الحوض المائي، ويتم من خلاله تزويد المياه الجوفية بمياه الأمطار المتجمعة في المرج خلال فصل الشتاء.

وحول سبب اختبار منطقة مرج صانور، علل وشاحي ذلك قائلا: 'هناك مشكلتان أساسيتان في المنطقة، الأولى الفيضان الناتج عن الأمطار وإعاقته للإنتاج الزراعي وتأثيره على المزارعين، والثانية الجفاف، وهو التناقص المتسارع في مستوى المياه الجوفية الذي وصل إلى حوالي 70 مترا خلال 10 سنوات، وهذا ناتج عن تناقص معدلات الأمطار وزيادة الاستخراج المائي من الآبار الجوفية الزراعية.

ويتوقع وشاحي أن يستطيع هذا المشروع، وهو الأول من نوعه في فلسطين كآبار تغذية، أن يرفد المياه الجوفية في الحوض حسب التجارب المبدئية، بحوالي 9 آلاف متر مكعب يوميا خلال الموسم المطري المقبل.

نقلا عن وفا