باريس - أ.ف.ب
اعادت قطعة نيزكية مصدرها كوكب المريخ سقطت على الارض في العام 2011 اطلاق النقاش بين العلماء حول امكانية وجود حياة على سطح الكوكب الاحمر، وذلك لاحتوائها على مادة كربون "ذات منشأ بيولوجي".
وتطايرت هذه القطعة من كوكب المريخ بعد ارتطام كويكب صغير بسطحه، وانهت رحلتها الفضائية مستقرة في صحراء المغرب في تموز/يوليو من العام 2011.
وتشوب القطعة تجاويف تبين انها تحتوي على مواد كربونية.
وخضعت القطعة لدارسة معمقة اجراها فريق دولي من الباحثين.
واشارت خلاصات الدراسة المنشورة في "ميتيوريتيكس اند بلانيتيري ساينسز" الى ان مواد الكربون الموجودة في القطعة الصخرية هي "ذات منشأ بيولوجي"، بحسب ما جاء في بيان للمعهد التقني الفدرالي في لوزان في سويسرا.
وبحسب الباحثين فان "هذه العناصر اتصلت بالقطعة الصخرية جراء تسرب سائل غني بالمواد العضوية فيما كانت لا تزال على سطح الكوكب الاحمر".
وقال فيليب جيليه "حتى الآن ليس لدينا اي تفسير آخر مقنع".
وسبق ان توصل علماء الى تحديد ان مصدر هذه القطعة هو كوكب المريخ وانها تحتوي على مواد عضوية، لكن المصدر البيولوجي لهذه المواد هو الذي يطلق النقاش مجددا حول الحياة على المريخ.
وبحسب فيليب جيليه فانه من الصعب القطع بصحة النتائج المستخلصة حتى الآن "في مجال دقيق جدا"، مبديا "الانفتاح ازاء اي دراسات قد تكون خلاصاتها مناقضة" لما توصل اليه فريقه.
واضاف "لكن خلاصاتنا من شأنها ان تعيد طرح احتمال وجود نشاط بيولوجي على كوكب المريخ، على الاقل في الماضي".
ويشتبه العلماء منذ زمن بامكانية ان يكون المريخ ضم في ماضيه اشكالا من الحياة.
ولهذه الغاية ارسلت وكالة الفضاء الاميركية ناسا الروبوت كوريوسيتي الذي حط على سطح المريخ في السادس من آب/اغسطس 2012، وتمكن هذا الروبوت ذو العجلات الست، واكثر الاجهزة الفضائية تطورا حتى الآن، من التوصل الى ان المريخ كان يشكل بيئة مناسبة للحياة الجرثومية في ماضيه البعيد.
وتوصل الروبوت الى ان الكوكب الاحمر كان يحتوي في ما مضى على المياه، وعثر على مجري قديم لجدول مائي وعلى منطقة يعتقد انها كانت سهلا غنيا بالبحيرات.
لكنه لم يتوصل الى جواب قاطع بعد حول ما ان كانت الحياة موجودة فعلا هناك.