كارولين ـ أ.ش.أ
اكتشف عالم الإحياء الأميركي جون روجيه برزر في جامعة /كارولين الشمالية/ وفريقه ، أن السلاحف البحرية تأتي لتضع بيضها على نفس الشاطئ التي ولدت فيه.
وكان هذا التصرف من قبل السلاحف غامضا ؛ مما جعل العالم يحاول أن يعرف السبب في ذلك فقد لاحظ أن هذه الزواحف تسجل منذ ولادتها تنسيقا محددا للشاطئ الذي وجدت فيه بسبب الحقل المغناطيسي الأرضي ، ونحن نعلم أن السلاحف تتجه وهي في البحر بفضل هذا الحقل المغناطيسي ، ولكننا كنا نجهل أنها تستخدمه على مسافات قصيرة للعثور على مكان مولودها.
وأوضح العالم الأميركي برزر في دراسته أن السلاحف البحرية تستفيد بفائدة مضعفة من هذا الحقل ، فهي تستخدمه كبصلة تعطيها الاتجاه العام الذي تتبعه ، وأيضا كخارطة جغرافية تشير إلى التنسيق المحدد للأماكن التي تبحث عنها ، بذلك فهي تستطيع تحديد مغناطيس الشاطئ التي ولدت فيه ، وفي بعض الأحيان لا تستطيع العودة إلى مكان الميلاد بسبب التغيرات الطبيعية للحقل المغناطيسي الأرضي ، حيث أن هذا الحقل ليس ثابتا ، ويتعرض لتقلبات على مر الزمان.
وأجرى العالم الأميركي وفريقه عدة دراسات في العديد من الأماكن التي تضع فيها السلحفاة بيضها على الشاطئ الأطلنطي في فلوريدا.
وقد قام العالم وفريقه بتحليل الخرائط ، ووضع فهرس أو جدول لتحريك العش الذي يحتوي على البيض لمدة 19 عاما على مسافة من عامين إلى ثلاثة أعوام وهو الوقت الذي تضعه السلحفاة لكي تعود وتبيض.
وقد لاحظ العالم الأميركي أن هناك شواطئ تركتها السلاحف لتذهب إلى شواطئ أخرى، ثم سجلوا على الخرائط قيمة الحقل المغناطيسي الأرضي على طول الشاطئ الشرقي لفلوريدا ، فقد ثبت وجود علاقة متبادلة قوية بين تنقلات العيش وتغيرات الحقل المغناطيسي ؛ مما يدل على أن السلاحف تبحث عن الشاطئ بفضل علاقتها المغناطيسية .
كما أن وجود بعض الصخور الغنية بالمعادن يمكنها أحداث إضطرابات في الحقل المغناطيسي ؛ مما يجعل السلحفاة تخطئ في الوصول إلى شاطئ مولدها.