واشنطن- أ.ف.ب
بات السبينوصور، وهو حيوان غريب يصل وزنه الى عشرين طنا ويشكل ما يشبه الخليط بين البط والتمساح، اول ديناصور معروف يحمل ميزات تشريحية تدل الى تكيفه في الاوساط الطبيعية شبه المائية، على ما كشفت متحجرات عثر عليها في المغرب.
وهذا الديناصور البالغ طوله 15 مترا والمزود بحوالى عشرين سنا حادا داخل خطم طويل ضيق، المعروف بأنه من الحيوانات اللاحمة التي عاشت قبل حوالى 95 مليون سنة، كان يلتهم الاسماك ايضا.
وتم الكشف عن اول عظام للسبينوصور سنة 1912 في مصر وقام بتوصيفها عالم الاحاثة الالماني ارنست سترومر فون رايخنباخ، الا ان الاخير لم يلحظ قدرة هذا الحيوان على التكيف في الاوساط المائية.
وتتفوق السبينوصورات بحجمها على التيرانوصور الشهير "تي - ركس" الذي عاش في اميركا الشمالية لملايين السنوات بعد انقراض السبينوصور، على ما اوضح العلماء الذين نشرت مجلة "ساينس" الاميركية نتائج اكتشافهم.
وبحسب هذا الفريق الدولي من الباحثين، يعتبر السبينوصور اكبر ديناصور مفترس عاش على الارض، اذ تخطى طوله بثلاثة امتار اكبر نوع من ديناصورات "تي - ركس" مكتشف حتى اليوم.
وتظهر متحجرة الهيكل العظمي الاكثر اكتمالا للسبينوصورات بوضوح انه كان باستطاعته العيش على البر والماء على السواء، بحسب ما اوضح المشرفان الرئيسيان على هذا الاكتشاف عالما الاحاثة بول سيرينو ونزار ابراهيم.
وتم اكتشاف العظام، بينها أجزاء من الجمجمة والعمود الفقري والحوض والأطراف، خلال سنوات عدة في رسوبيات للمياه العذبة في الصحراء المغربية جنوب شرق البلاد.
وأشار هؤلاء الباحثون الى ان هذه العظام تعطي اشارات واضحة تؤكد ان هذا الحيوان كان يعيش جزئيا في اوساط مائية، ما يجعله اول ديناصور قادر على العوم.
ولفت الباحثون الى ان الزواحف البحرية مثل البلصورات والموساسورات ليست ديناصورات، على الرغم من انها تظهر بعض اوجه الشبه معها.
ومن بين مؤشرات التكيف المائي التي لاحظوها على عظام السبينوصورات، اشار الباحثون الى وجود انف على اعلى الرأس لمنع المياه من الدخول اليه، وأقدام امامية طويلة نسبيا واقدام مسطحة تسمح بالسباحة، لكن ايضا بالمشي على اسطح موحلة.
كما لفت الباحثون الى كثافة كبيرة للعظام في الاطراف سمحت لهذا الديناصور بالبقاء داخل المياه بدل ان يطفو على السطح.
واشار الاختصاصي في التشريح ج.ج.م. تويسن من جامعة "نورث ايست اوهايو ميديكال يونيفرسيتي" في تصريحات اوردتها مجلة ساينس الى ان هذه الكثافة في العظام تذكر بالحيتان الأولى وأفراس النهر اليوم.
وقال عالم الاحاثة بول سيرينو ان "السبينوصورات مع خطمها الشبيه بالتمساح وعنقها وجسمها الطويلين تشبه البط مع ذيل تمساح".
كما لفت خلال مؤتمر صحافي الى ان هذا الديناصور كان يواجه صعوبات كبيرة على البر في الابقاء على توازنه لفترات طويلة على اقدامه الخلفية نظرا الى تركيبة جسمه.
وبحسب هؤلاء الباحثين فإن العرف الكبير على ظهر هذه الحيوانات الشبيه بشراع سفينة، كان يستخدم للجذب من اجل التكاثر اكثر منه للمساعدة على العوم.
وتعرضت المتحجرات المكتشفة سنة 1912 للتلف عندما كانت موجودة في متحف التاريخ الطبيعي في ميونخ مع مجموعات اخرى مرتبطة بالاحاثة، في نيسان/ابريل 1944 خلال قصف لقوات الحلفاء على المدينة.
وبالتالي تعين انتظار قرابة القرن من الزمن للحصول على هيكل عظمي جديد للسبينوصور، تم اكتشاف اولى العظام التابعة له من جانب احد الرحل من محبي جمع المتحجرات في المغرب.
ولاعادة تكوين صورة هيكل عظمي اكثر اكتمالا للسبينوصور، جمع العلماء معلومات متأتية من متحجرات جديدة ونسخا رقمية للعظام كما وصفها ارنست سترومر، اضافة الى تلك العائدة لأحد اسلاف هذا الديناصور، الـ"سوشوميموس"، التي كانت مختلفة جدا.
وهذا الاكتشاف سيكون ايضا موضوعا لمعرض في متحف "ناشونال جيوغرافيك" في واشنطن اضافة الى مقالة في عدد شهر تشرين الاول/اكتوبر من المجلة الشهيرة.