نابلس- آيات فرحات
طالب المشاركون في مؤتمر مشروع "تخفيف مخاطر الزلازل" في فلسطين، والذي عقدته جامعة النجاح الوطنية يومي الاثنين والثلاثاء الماضيين، بضرورة عمل كود خاص بالبنية التحتية، بما يتطابق مع متطلبات التصميم الزلزالي وإعطائه نفس أهمية كود المباني.
كذلك طالب المشاركون بإصدار تشريعات عامة وقوانين ملزمة للمشاريع الحكومية والخاصة، وإيجاد آليات من خلال تشكيل لجان متخصصة لأجل تحديد المسؤوليات والأدوار، ورفع القدرات من خلال برامج تدريبية متقدمة والتواصل مع الجهات المانحة وتعميم ذلك على أكبر قدر ممكن من المهندسين وغيرهم، إضافة إلى توحيد الجهود لجميع المؤسسات الوطنية، عن طريق وضع خطة شاملة وموحدة وبمشاركة جميع ذوي العلاقة، والعمل على تطبيق سياسة استخدام الأراضي وأخذها بعين الاعتبار في التخطيط المكاني، وعقد لقاءات توعوية بشكل مستمر مع جميع فئات المواطنين وكذلك وضعهم وإطلاعهم على ما تم إنجازه في المراكز المتخصصة في هذا المجال مع الأجهزة المتوفرة.
وأكد القائم بأعمال رئيس الجامعة، الدكتور ماهر النتشة، أنَّ الزلازل تحدث في كل مناطق المعمورة بفارق القوة والوقت، ومع التغيرات المناخية طرأت زيادة كبيرة بل تضاعف حدوث الكوارث الطبيعية، مضيفًا أنَّ في فلسطين تزداد المعوقات بسبب الاحتلال والاستيطان والأمن، مما يدفع بالكثير من السكان إلى السكن في مناطق تكون عرضة لأخطار الزلازل.
وأشار إلى أنَّ الدول في العالم تعمل على رفع الجاهزية للتخفيف من هذه المخاطر وهذه تعتبر مسؤولية جماعية يجب أنَّ تتضافر فيها الجهود الحكومية والغير الحكومية من خلال العمل المؤسسي ووضع استراتيجيات وآليات على مستوى فلسطين وهذا يحتاج إلى دعم دولي لتوفير الحاجات للتخفيف من الأخطار.
وفي كلمته أيضًا، أضاف النتشة: "تنطلق جامعة النجاح في رسالتها لخدمة المجتمع المحلي فأعطت اهتمامًا لهذا الموضوع، وفي هذا المضمار عمل مركز التخطيط الحضري والحدّ من مخاطر الزلازل مع جميع الجهات والمؤسسات وعلى مختلف المستويات؛ لوضع الخطط والبرامج على مستوى الفرد والمستوى المؤسسي من خلال إصدار النشرات التوعوية وعقد المؤتمرات والندوات في مختلف المحافظات وبالتنسيق مع نقابة المهندسين وكذلك العمل من خلال وسائل الإعلام لنشرالمفاهيم المتعلقة".
وقدم مدير مركز هندسة الزلازل في الجامعة، الدكتور جلال الدبيك، عرض عن أهم إنجازات مشروع تخفيف مخاطر الزلازل في فلسطين، وتحدث أيضًا عن الكوارث وعن الأخطار التي تؤثر على الانسان، وذكر أيضًا أنَّ الكوارث الآن جميعها من صنع البشر وهناك فرق بين الدول من حيث الجاهزية للحدّ من مخاطر هذه الكوارث.
وتخلل المؤتمر العديد من المحاور والجلسات تحدث فيها المشاركون عن فعاليات وإنجازات مشروع تخفيف مخاطر الزلازل في فلسطين، وكذلك التدريب في مجال دراسات تأثير الموقع، والدورس المستفادة والأهداف المستقبلية والتعاون المستقلبي ومقترح مشروع، كما تم تقديم نظرة عامة على فكرة المشروع وفعالياته وتطوره وإنجازاته، وتم تقديم عروض تقديمية حول الأنشطة الفنية والتدريبية التي تضمنها المشروع، وجرى خلال اليوم الأول عرض ومناقشة تطبيق متطلبات التصميم الزلزالي للمباني في فلسطين، الآفاق والانجازات والتحديات.
ومن التوصيات التي طالب بها المشاركون بالمؤتمر البدء بالعمل على الأبنية القائمة من خلال التقييم، وبرامج التدريب وكذلك التواصل مع الجهات المانحة لتأمين قروض أو دعم لأصحاب المباني لأجل العمل على تقويتها وبالتنسيق مع المؤسسات الحكومية، وضبط الجودة في المباني والعمل على التقييم والتحليل الشامل للمباني مع متابعة التنفيذ بشكل حثيث، والاستفادة من تجربة وزارة التربية والتعليم وتعميمها على المؤسسات لاسيما، التي تعنى بالمباني الهامة كالمستشفيات والمباني الأخرى والتي يمكن أن تستخدم كمبانٍ للإخلاء.
كما طالبوا باعتبار الكود الأردني كبداية نحو الكود الفلسطيني وتوحيد الأنظمة "الكودات" المتبعة بغض النظر عن مصدر التمويل، إضافة إلى عمل خرائط تفصيلية لعوامل تأثير الموقع للمدن الفلسطينية ويشمل ذلك، الخرائط التفصيلية لعامل التضخيم الزلزالي لتربة الموقع، ومناطق الانزلاقات الأرضية المحتملة، ومناطق تميؤ التربة الرملية، وخرائط للمخاطر للمدن والتجمعات السكنية الفلسطينية، وتعزيز قدرات المدن في عمليات الاستجابة للطوارىء، وكذلك ضرورة التزام المدن التي انضمت للحملة الدولية للمدن الآمنة، والالتزام بتنفيذ المعايير العالمية والأساسيات العشره لبناء مدينة قادرة على مواجهة الكوارث".
وشملت التوصيات أيضًا على دعوة المدن الفلسطينية التي لم تنضم حتى الآن للحملة الدولية للمدن الآمنة للانضمام، وضرورة وضع تشريعات وأنظمة لاعتماد كودات البناء المقاوم للزلازل للاخطار الأخرى، وضع آليات تنفيذية، وتفعيل دور المؤسسات ذات العلاقة للحد من مخاطر الكوارث في إطار خطة وطنية شاملة.