فغالي يصمِّم منزلًا في بيروت بانسجام

نسّق المهندس فوزي فغالي هندسة شقة فاخرة في منطقة اليرزة، القريبة والبعيدة في آن معاً من العاصمة اللبنانية بيروت، لينعم مالكا هذا المسكن رولا وفادي حداد بهناء الإقامة في ربوعها، فهو أنيق وراقٍ ببساطة، ويجول الضوء والحياة في كلّ تفاصيله بانسجام تام في الطراز والألوان.

ويتمتع هذا الدوبلكس بإطلالةٍ بانورامية ويلتقط الضوء من الجهات الأربع، ومن هنا يقول فغالي انطلقت الفكرة الهندسية، وقد ساهمت الحدائق المحيطة على ثلاثة مستويات في جعل المنزل كأنه مسكن خاص وليس ضمن مبنى، والمالكة التي تملك حساً وذوقاً رفيعين، تعاونت والمهندس في تنفيذ الديكور، فأطلعته على ما تهواه من تصاميم ليتولّى هو التنفيذ، مستعينين بشركة إيطالية متخصصة في تصنيع الأثاث الذي لا يمكن رؤيته في أي منزل آخر، بحيث يتم انتقاء القماش والموديل المناسبين لكل شقة.

ولأنّ النور الذي يدخل المنزل من كل الاتجاهات هو ما حرص المهندس على إظهاره، استخدم الألوان الزاهية للأثاث من مشتقات اللون البيج التي انسجمت بدورها مع لون الأرض وأحد الجدران الذي ارتدى الرخام الإيطالي البيج الموشّى، بدءاً من ردهة الاستقبال وصولاً إلى الصالون، وقد وضعت على هذه الجدران مرايا امتدّت من قاعة الاستقبال أيضاً وصولاً إلى الصالون، واستلقت على رف من الخشب تحت المرايا قطع الإكسسوار.

وردهة الاستقبال مقسمة إلى صالونين، أحدهما من الجلد والثاني من القماش، الأول احتلّ وسطه عمود كبير غاية في الابتكار، استغله المهندس بطريقة فنية، فجعله خزانة من الخشب المقطع إلى مستطيلات رفيعة، تفتح ليظهر في داخلها جهاز تلفزيون ومكتبة، وهذا الخشب تكرّر بأسلوب هندسي جديد على الواجهات الزجاج التي امتدّت على طول 15 متراً.

وهنا الخشب اتخذ شكل ستار إلى جانب الستائر القماش الزاهية التي انسدلت على طول الواجهة الزجاج، وصمّمت "البانوات" الخشب ليسهل التحكّم فيها بشكل يناسب أهل المنزل، والصالون الثاني شغله مقعد جلديّ وثير من البيج، وازدان الحائط خلفه بورق الجدران الموشّى برسوم ناعمة من الألوان نفسها، وغرفة الطعام بسيطة وهادئة التصميم، احتلّت الركن الأخير في المكان، وحائطها واجهة كبيرة من الزجاج.

وفي هذه الطبقة أيضاً حمّام مخصّص للضيوف، فاخر بلونيه الذهبي والأسود، أحد جدرانه من الرخام النادر الإيطالي وتخللته خيوط ذهبية، والجدار الآخر مرآة مستطيلة، تقابلها أخرى فوق المغسلة إطارها من الخشب المذهّب، كما رف الخزانة تحت المغسلة السوداء.

والمطبخ تولّت تنفيذه شركة أجنبية متخصّصة في عالم المطابخ، وطغى عليه اللون "الفانغيه" للخشب وتطعم بالاستنليس والكروم للأكسسوار وفي وسطه "إيلند" ضمّت المستلزمات الخاصة للطهي، والطاولة ومقاعدها من البلاكسي الأبيض المزخرف بنقوش عصرية. 

وانطلاقاً من فكرة الشفافية، صمّم درج من الزجاج والبلاكسي، يقودنا نزولاً إلى غرفة المدفأة التي وضعت على الحائط الخشب، يعلوها جهاز التلفزيون ومكتبة، ومقاعدها وثيرة من البيج وأرضها من الباركيه الزاهي اللون الذي امتدّ إلى الجدار، وهذا الجناح السفلي ضمّ نادياً رياضياً مصغراً يطلّ مباشرة على الحديقة التي توزّعت على مستويين، وقد نسّق شتولها وأزهارها وأشجارها المثمرة مهندس حدائق اعتنى بتفاصيلها الجمالية، التي تشكّل امتداداً لجمال الداخل وهناء الإقامة في أجواء فرحة مفعمة بالحياة.

وغرف النوم أربع، كلّ منها "ماستر" تضمّ حماماً وصالوناً صغيراً، واتسمت غرفة الفتاة بلونها الزاهي من الخشب البيج والبنفسجي، وغطاء سريرها مفعم بالحياة وموشّى بالورود البيض والبنفسجية، والغرفة الثانية تلائم في ألوانها أهواء الشباب، من الخشب الرمادي والأبيض، مطعمّة في الأرائك والستار باللون الأحمر.

أما الغرفة المخصّصة للأهل فهي من الخشب "الفانغيه" والبيج، وظهر السرير من القماش المبطن وخلفه ورق الجدران البيج، وإطاره من الخشب عبارة عن خزائن، وقد انبعثت منه الإنارة من مصباحين لجهة اليمين واليسار، والسجاد الحرير افترش أرض الغرفة الباركيه كما الستائر البيج الحرير التي تفتح على شرفة خاصة، حيث يحلو الجلوس والتمتّع بالاخضرار والورود، وتوسّطت غرف النوم، غرفة جلوس وثيرة وحميمة ألوانها زاهية، إذ طغى الخشب الأبيض على المكتبة التي توسّطها التلفزيون وطاولة الوسط المقسمّة إلى جزأين.

وانتهت الجولة الداخلية بانطباعٍ مفعمٍ بالحيوية والفرادة لننطلق إلى الخارج حيث لا تقل الأجواء فخامةً ورقياً، وهنا لا تنقص مستلزمات الرفاهية والترفيه، وجلسات من "الريزين" توزّعت حول "الباربكيو"، حيث يمضي سكان المنزل وأصدقاؤهم أوقاتاً ممتعة.